مقال عن محمد علي باشا

تمت الكتابة بواسطة:

مقال عن محمد علي باشا Mehmet Ali Pasha

محمد علي باشا، من مواليد ١٧٦٩، تولي حكم مصر من عام ١٨٠٥ وحتى عام ١٨٤٨، ويعتبر مؤسس الأسرة الحاكمة التي حكمت مصر من بداية القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين، وقد وصف بأنه مؤسس الدولة المصرية الحديثة.

نشأة محمد علي باشا

ولد محمد علي في مدينة كافالا، مقدونيا عام ١٧٦٩م، وكان ألبانيًا عثمانيًا مسلمًا، توفي والده إبراهيم أغا، قائد قوة عسكرية إقليمية صغيرة، عندما كان محمد علي صغيرًا، فتولي عمه تربيته، وعنما بلغ ١٨ عامًا، تزوج أحد أقارب الحاكم، كما أنه انخرط في تجارة التبغ، وهي تجربة قد تفسر اهتماماته التجارية اللاحقة.

وصوله للسلطة

بعد جلاء الحملة الفرنسية عن مصر، وصل محمد علي إلى هناك في عام ١٨٠١ مترأسًا فوج ألباني مكون من ٣٠٠ فرد أرسلته الحكومة العثمانية للإطاحة بالفرنسيين من مصر، وحينئذ كانت قوة المماليك قد ضعفت، لكنها لم تدمر، واشتبكت القوات العثمانية مع المماليك من أجل السلطة، وخلال هذه الفترة من الاضطراب استخدم محمد علي قواته الألبانية الموالية للعمل مع كلا الجانبين، واكتسب السلطة والهيبة لنفسه، وبمهارة سياسية كبيرة، تمكن بحلول عام ١٨٠٥ من استصدار فرمان رسمي ينص على تعيينه واليًا على مصر.

مذبحة القلعة

لا يزال المماليك يشكلون أكبر تهديد لمحمد علي، فقد سيطروا على مصر لأكثر من ٦٠٠ عام، وخلال ذلك الوقت مددوا حكمهم على نطاق واسع في جميع أنحاء مصر، وكان نهج محمد علي هو القضاء على القيادة المملوكية، لذا دعا محمد علي قادة المماليك إلى حضور احتفال في قلعة القاهرة تكريمًا لابنه إبراهيم بك، الذي قاد بعثة عسكرية إلى شبه الجزيرة العربية، وأقيم هذا الحدث في ١ مارس ١٨١١، فعندما اجتمع المماليك في القلعة، حاصرتهم قوات محمد علي، وقتلهم، فيما يُعرف بمذبحة القلعة، وبعد مقتل القادة، أرسل محمد علي جيشه في جميع أنحاء مصر لهزيمة ما تبقى من القوات المملوكية.

الإصلاحات الداخلية التي قام بها محمد علي باشا

لتعزيز مكانته داخل مصر وزيادة إيراداته، أدخل محمد علي باشا تغييرات شاملة، فبحلول عام ١٨١٥، تم تحويل معظم الأراضي الزراعية في مصر إلى أراضي مملوكة للدولة، وأصبحت الأرباح من الزراعة ملكًا للحاكم، كما قام بتحسين نظام الري في مصر، والذي تعتمد عليه زراعته؛ كما قام بإدخال محاصيل جديدة في مجال الزراعة، مثل القطن، الذي وعد بعوائد نقدية عالية.

كما أعاد تنظيم الهيكل الإداري للحكومة لضمان الحصول علي رقابة صارمة على الاقتصاد، ثم اتجه نحو الجيش، فأنشأ أسطولًا وجيشًا من المصريين، بحيث يكون الجنود من طبقة الفلاحين والقادة من الأتراك وغيرهم من المجندين من خارج مصر، ومن أجل توفير الخدمات لقواته المسلحة، أنشأ مدارس على الطراز الغربي لتدريب الأطباء والمهندسين والأطباء البيطريين وغيرهم من المتخصصين، كما بدأ في إرسال بعثات تعليمية إلى الدول الأوروبية للتدريب على التقنيات الحديثة.

وبالإضافة إلى دعم القطاع الزراعي، حاول أيضًا إنشاء نظام صناعي حديث لمعالجة المواد الخام في مصر، لذا بنى محمد علي باشا قاعدة صناعية لمصر، وكان دافعه للقيام بذلك في المقام الأول محاولة بناء جيش حديث، وبالتالي، ركز على إنتاج الأسلحة، كما أنتجت المصانع الموجودة في القاهرة البنادق والمدافع، وعلاوة على ذلك، فقد اهتم أيضًا بصناعة السفن في الإسكندرية.

وفاة محمد علي باشا

في أواخر الأربعينيات من القرن التاسع عشر، تحديدًا في عام ١٨٤٨، تنازل محمد عن منصبه بسبب كبر سنه إلى نجله إبراهيم، الذي توفي بعد ذلك بوقت قصير؛ فقد توفي قبل أبيه محمد علي، وتوفي محمد علي باشا نفسه في العام التالي (عام ١٨٤٩).

وهنا نقرأ سويًّا أيضًا مقال عن هارون الرشيد

المراجع: Britannica , Geni


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: