ما قيل عن ثورة 25 يناير

ثورة 25 يناير , ما قيل عن الثورة

إن ما قيل عن ثورة 25 يناير ليس بقليل، فإن الأحداث الفارقة في تاريخ البلاد والعباد، والمواقف التي تترك بعدها واقعًا مخالفًا لما قبلها تستحق أن تكون مثار جدل، تستحق التوقف عندها وتأمل ملامحها، وتستحق أن يسطر التاريخ كل ما قيل فيها وعنها وحولها.

هكذا هي ثورة 25 يناير انتزعت لنفسها صفة الخلود واستطاعت أن تخلد كل ما قيل عنها وفيها، ولا عجب فهي التي غيرت مقدارت وطن بأكمله، وقلبت الأمور رأسًا على عقب وأحدثت في الحياة ما لم يكن يخطر ببال، أطاحت بعتاة وجبابرة وانتصرت لإرادة شعب حر مسالم أعزل لم يحمل سلاحًا ولم يرق دمًا، فقد كان يحمل رايات بعض مطالبه التي يؤمن بها حد إيمانه بالحياة، ويطالب بحقوقه من خلالها كما يطالب بحقوقه في الحياة نفسها.

لذا فسيكون حديثنا هنا منصبًا على قليل من كثير مما قيل عن ثورة 25 يناير المجيدة الخالدة المؤثرة، والتي كانت بحق شهادة ميلاد الحرية والإرادة المصرية.

من أشهر ما قيل عن ثورة 25 يناير

الشعب المصري يبالغ في الأدب مع ظلامه، لم أقرأ عن ثورة بهذا القدر من السلمية في تواريخ الأممالشاعر المعاصر تميم البرغوثي.

لقد لخصت تلك العبارة بصدق سلمية الثورة المصرية في الخامس والعشرين من شهر يناير، وأكدت حقيقتها وأنها فعلًا ثورة بيضاء لم تهدف إلى إراقة نقطة دم واحدة، ولم تشتعل بغية احراق أحد ولم تحدث لتخرب أو تدمر أو حتى تثأر، بل اشتعلت لتخلص الشعب من قيوده وتتمرد على طواغيت لم يعدلوا ولم يحسنوا إلى أوطانهم، ولم يكونوا عند حسن ظن شعوبهم ومؤيديهم، قامت لتصحح أوضاعًا خاطئة فقط!

سخرية القدر أن تتدهور أحوال الناس بعد ثورة شعبية و تتحسن أحوال المسؤولين عن النظام” ~ عز الدين شكري فشير.

استوقفتني تلك المقولة بعمقها ودقة وصفها فإن ثورة يناير شابهت أخواتها من الثورات التاريخية السابقة، حين افرزت للشعب بعد فترة معاناة وفقر ومتاعب تكاد تنافس معاناته القديمة أو تتفوق عليها، فقد عانى الشعب بعدها لدرجة جعلت البعض يتمنى أنه لم يثر، ولم يتمرد ويشعر أن معاناته المألوفة كانت أخف وطأة من معاناة جديدة خلقها بنفسه ولنفسه.

ثورة 25 يناير و تحقيق أهدافها كاملة و الحفاظ على الشرعية، ثمن الحفاظ عليها حياتي أنا” ~ محمد مرسي.

استطاعت الثورة أن تحقق الكثير من أهدافها، ولكنها لم تستطع الحفاظ على شرعيتها فقد سرقت الفتن والفرقة والخلافات تلك الشرعية واستبدت بها، وراح الكبار يقسمون غنائم الثورة، ويتاجرون بدماء الأحرار، واختلط الحابل بالنابل والتبس الحق بالباطل.

الشعب يريد إسقاط النظام” كانت وستظل تلك المقولة تخلق بداخلنا ارتباطًا شرطيًا قويًا بالثورة وأحداثها وما جرى فيها، وبالمطلب الذي نادت به الثورة وقامت لأجله، والقضية التي أشعلت فتيلها وقادت الوطن إليها.

الشعب استطاع إسقاط النظام” المقولة الأكثر خداعًا للشعب المصري، والتي ارتبطت بالثورة وتوهمها الشعب بأسرها وعاش قي ظلها فترة من الزمن حتى بدأت الحقائق تتكشف والصورة تتضح، ففي الحقيقة إن نظام الحكم يقصد به كافة أجهزة الدولة السلطوية التي تتمثل في الرئاسة والقضاء والجيش والشرطة وكافة المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والقانونية الكبرى التي تدير الدولة، ويمكن القول أن كلمة النظام تشمل كل فرد أو جهة له سيادة على الشعب.

وما حدث من قرار التنحي عن السلطة وإسقاط النظام يعد مخادعة كبرى للشعب لأن من سقط هو فقط رأس النظام، وفرد واحد فيها وان كان هذا الفرد مؤثرًا ومسيطرًا إلا أن هذا لا ينفي أن بقية النظام والجزء الأكبر ظل باقيًا ينفث سمومه في كل جوانب الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top