ما بين «زوجتي الغالية» و «كابوس الأب»

• وكم يحلم أن يقول «زوجتي الغالية» غير أن حلمه الجميل يصطدم دوما بكابوس أبيها المروّع، حين يخرج له في ثناياه ليذكره بدفع مئة وخمسين ألف ريال «مهرا» لها، ثم يختم ذلك الكابوس المرعب بشطر البيت الملعون «ومن يخطب الحسناء لم يُغلها المهر»! وعندها يفز من النوم ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم 150 ألف مرة، ثم يتوجه للقبلة داعيا المولى أن ينزع من قلبه فكرة الزواج المجنونة!

• ويبدو أنه سيستمر في مناداته بـ «خطيبتي الغالية» حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا؛ فوالدها العزيز لم يقتنع بأنه لا يستطيع توفير «رسوم» مهرها التي تبلغ 150 ألف ريال، ولم يتبق إلا أن يسأله إن كان سيقبل بنظام التقسيط المنتهي بالتمليك؟ علما أن لديه كفيلا غارما ومعرفا ودفعة أولى معتبرة!

• ثم أرجو ألا تظنوه مقصرا في جمع المال! فقد ادخر مبلغا من راتبه المحدود ثم باع سيارته الوحيدة وساعته الثمينة ومكتبته القديمة وبعض ملابسه، وسيف والده الذي ورثه عنه، وحذف وجبة العشاء من برنامجه اليومي، إلا أن كل ذلك ومعه مثله، لن يصل به حتما لـ150 ألف ريال!

• ولكم أيها السادة أن تسألوا والدها سؤالا واحدا فقط.. اسألوه.. هل هو طامع في نسبه، أم في ماله؟

فإن كانت الأولى فأظنه سلك الطريق الخطأ!

وإن كانت الثانية فأظن «عريسنا» هو من سلك الطريق الخطأ.

ثم انصحوها أن يستعين بالدلالين والمحرجين، وأن يكون البيع لأعلى سعر!

• ثم إنه قد بلغ «خطيبها» عن الثقات عن مثلهم أن «عديله» الموقر قد اشترى سيارتين بالتقسيط، وباعهما بـ«الكاش» ثم اقترض من أعمامه وأخواله وجيرانه وأحبابه، حتى وصل لـ150 ألفا، ليتزوج من أختها الموقرة، وحين سأل عن حالهما بعد الزواج، أخبروه أنه بعد شهر فقط، رجعت أختها الموقرة إلى دار أبيها، أما «عديله» الموقر فما زال شاردا على الطريق العام، وخلفه طابور طويل من محصلي الديون ومحضري الخصوم!

• ختاما.. لا تنسوا أن تذكروا والدها الموقر أن الأيام تمشي، بل إنها باتت تجري، وما كان اليوم بـ «فلوس» فإنه غدا بـ «بلاش»!

بقلم: ماجد بن رائف

وفي هذا المقال نتحدَّث عن: ظاهرة زواج السعودي من اجنبيات

أما هنا؛ فنجِد: معايير اختيار شريك الحياة وأثرها في تحقيق التوافق الزواجي

أضف تعليق

error: