كيف تكوِّن شخصية قوية في المجتمع

شخصية قوية

تختلف الشخصيات بين سكان المجتمع الواحد، منها ما تعتبر شخصية قيادية ومنها ما تعتبر شخصية مستقلة، لكن بناء شخصية قوية مستقلة حتماً بحاجة إلى عمل دؤوب، فكيف لنا أن نقوم بهذا الأمر؟

ما هي الشخصية القوية المستقلة في المجتمع؟

يرى الدكتور أشرف قرطام ” مدرب التنمية البشرية ” أنه تختلف أنواع الشخصيات داخل المجتمع الواحد أو داخل العائلة أو الأسرة الواحدة وهذا يُعد دليلاً على وجود شيء مكتسب وغير وراثي كما يدل ذلك على إمكانية بناء شخصية مستقلة وقوية.

ويعتمد بناء الشخصية القوية والمستقلة في الأساس على الثقة بالنفس والعلم حيث أن الإنسان كلما تعلم أكثر وكلما مر بتجارب أكثر كلما أثر ذلك على قوة شخصيته كما يعتمد ذلك أيضاً على وضوح الرؤية ومدى دقة الأهداف التي يحددها الشخص لنفسه في هذه الحياة التي يعيشها بجانب ضرورة وجود مستقبل واضح لأن ذلك يؤثر على مدى قوة واستقلالية الشخصية عند الإنسان بجانب مدى تأثره بالآخرين.

على الجانب الآخر، من الناحية المجتمعية تعتبر الشخصية المستقلة هي نفسها الشخصية القيادية التي لديها أهداف ورؤية وخطط لتحقيق هذه الأهداف ولديها الحسم والحزم في تحقيق هذه الرؤية وتلك الأهداف.

ما هي عوامل اختلاف شخصية أفراد الأسرة الواحدة؟

هناك العديد من الأبحاث التي تشير إلى أن نسبة الشخصيات المتماثلة داخل إطار الأسرة الواحدة هي قليلة جداً كما أن الشخصية المكتسبة تعلوا نسبتها في الأسرة الواحدة على الرغم من العيش داخل نفس المنزل ونفس التربية وذلك لعدة أسباب منها اختلاف الأصدقاء بالنسبة لكل فرد من أفراد العائلة هذا إلى جانب اختلاف التجارب خارج المنزل التي يمرون بها بالإضافة إلى اختلاف الظروف التي تواجههم مثلما نرى أحد الأخوين داخل الأسرة الواحدة من لديه smart phone الذي يجعله يرى كافة العالم أمام عين وبالتالي يؤثر ذلك على شخصيته وانفتاحه على هذا العالم وعلى النقيض لا يمتلك أخيه هذا smart phone على الرغم من أنهما يعيشان سوياً ربما داخل غرفة واحدة في منزل واحد، لذلك فإن نفس البيت ونفس التربية ليس بالضرورة أن يكونا شرطاً لتشابه الشخصيات داخل نطاق الأسرة الواحدة ومن ثم فإننا نشجع التحكم في العوامل المختلفة الأخرى التي تتحكم في الشخصية المستقلة مثل الأصدقاء والقراءة والاهتمامات المختلفة والعلاقات المختلفة إلخ إلخ..، ومن هنا يستوجب على الأهل كيفية انتقاء الأصدقاء لأولادهم حتى لا يؤثرون عليهم وعلى مستقبلهم سلباً مثلما نرى في كثير من العائلات.

كيف يمكننا اكتشاف طرق تمكين الشخصية؟

يمكننا اكتشاف طرق تمكين شخصيتنا وجعلها مستقلة من خلال المحيط بنا، لذلك فإننا إزاء رسالة لكافة المدرسين أو المعلمين ليجعلوا طلاب الصف أكثر استقلالية في شخصياتهم من خلال السماح لهم بالمناقشة والحديث على الدوام والعمل على تحفيزهم على المشاركة الفعالة في الدرس.

إلى جانب ذلك، يجب علينا تقبل آراء الناس فينا مهما اتسمت تلك الآراء بالسلبية أو النقض لأن ذلك يساعدنا بشكل كبير على تمكين واستقلالية شخصيتنا ثم يمكننا كذلك العمل على تغيير تلك الشخصية حال وجدنا شيء سلبي بها.

وأخيراً، لتقوية الشخصية الخاصة بنا يمكننا اللجوء إلى بعض الحلول التي نرها جلية أمام أعيننا مثل وسائل التواصل الاجتماعي التي سمحت لنا بالتعبير عن آرائنا بكل حرية كما تركت لنا مساحة كبرى للكشف عن شخصيتنا بكل قوة والعمل على تغيير الآراء السلبية التي يراها الغير فينا، هذا إلى جانب ضرورة حضور دورات تدريبة خاصة ببناء الشخصية القوية والمستقلة من حين لآخر.

أضف تعليق

error: