كيف تجذب المال

جذب المال ، rich , money , صورة

يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا)، فلا خلاف أن المال من تمام السعادة ومن أهم أسبابها، وأن الغنى وامتلاك المال هو السبيل إلى اشباع رغبات الإنسان واحتياجاته وهو السبيل إلى ارضاء تطلعاته في هذه الحياة، وجميعنا يحب المال ويرغب في تحسين أحواله المالية، ولكن ليس جميعنا يعرف الطريق إلى تلك الأمنية الغالية.

في هذا المقال سوف نبحث معًا عن الأسباب أو الأمور التي تساهم في تحسين الحالة المادية والتي تجعلنا نشعر بالغنى ونتعرف على مذاق الاكتفاء والرضا.

وقبل الخوض في الحديث عن تلك النصائح أود أن الفت نظرك عزيزي القارئ إلى نقطة مهمة وهي أن قوانين الجذب عامة وجذب المال خاصة من الأمور الحقيقية والفعالة التي تستطيع أن تغير مجرى حياتك تمامًا، غير أننا لن نخوض في تمارين جذب متخصصة تجنبًا للخطأ وليتحدث في هذا الأمر أصحابه من أهل الذكر والاختصاص، ولكن سنتناول خطوطًا عريضة تنطوي على تصحيح بعض القناعات المسئولة بدرجة كبيرة عن سوء أحوالنا وافتقارنا إلى المال والثراء، وسنتعلم بعض العادات والأقوال الدينية التي دعت إليها شريعتنا وأثبت الواقع أنها تغير الأحوال إلى الأفضل وأنها من مفاتيح السعادة والثراء، ولعل الله ينفع بنا وبما نكتبه كل من تقع عيناه على كلماتنا.

صحح قناعاتك

البشر قسمين أحدهما احتكر الثراء والرفاهية والراحة، والثاني استأثر بالفقر والحاجة والمعاناة، وكل منهما رضي عن قدره وتصنيفه وغالبًا يرفض تغير هذا التصنيف وكأنه اعتاد عليه وأنس به، فكما يرفض الأغنياء الدخول إلى دائرة الفقر والحرمان، يرفض الفقراء كذلك -إلا ما رحم ربي- أن يخرجوا إلى دائرة الغنى والرخاء، وذلك بفضل قناعات ومعتقدات كل منهم، فإذا كنت من هؤلاء الراضين عن فقرهم واحتياجهم والذين لا يستطيعون أن يرو أنفسهم في صورة أخرى، ويعتقدون أن الفقر يليق بهمم وأن الحرمان هو الخير لهم فغالبًا لن تستطيع أبدًا أن تزاحم الأغنياء ولا تتعرف على عالمهم، فابدأ من الآن تصحيح قناعاتك، وتصور نفسك وحياتك بصورة أفضل استشعر مذاق الاكتفاء، وتخيل أنك تمتلك ما يشبع احتياجاتك وتتمتع بحرية الاختيار ورفاهية اتخاذ القرار، ثق أن الله لم يختر لنا المعاناة ولا الحرمان ولم يخلقنا ليعذبنا لكن بعضنا دون أن يقصد دخل طواعية نفق الاحتياج وآثر ان يصاحب الحرمان.

الاستحقاق

دون الدخول في تفاصيل متخصصة يمكننا القول أن قانون الاستحقاق ينص على أن رب الكون يسخره ليعطي كل امرئ ما يستحق، وما يري أنه يستحق، فمن يرى أنه يستحق الرفاهية والسعادة والوفرة ويستقر في نفسه هذا المعنى يتحد الكون كله ليكون عند حسن ظنه، ومن يرى أنه لا يستحق الغنى وليس أهلا للمال ولا الثراء يسخر الله له الكون كله ليوافق معتقده، وليسير وفق ظنه، لذا قال تعالي في حديثه القدسي (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما يشاء).

الاستغفار

يقول الله عز وجل في محكم التنزيل: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا(11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).

أية نقرأها كثيرًا وربما لو ذكرت بها أحد لقال أنه يعرفها جيدًا ويفهم معناها ويصدقها، ولكن التصديق والاقتناع التام المطلق الذي يجعلك تذوق ثمار فضلها هو ما نبحث عنه ونسعى إليه، هذا تقرير قرآني لا يقبل الجدل فقط افتح قلبك وعقلك لتستوعبه جيدًا واجعل الاستغفار باب الرزق والثراء والرفاهية، استغفر من الآن واجعل الاستغفار أسلوب حياة، لترى أثره الرائع على حياتك كلها.

قراءة القرآن

يقول نبينا الكريم –صلى الله عليه وسلم- :( من أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن)، فقراءة القرآن وقراءة بعض الصور المرتبطة بالرزق لها مفعول السحر على حياة المسلم متى اقتنع بها وآمن بأثرها العظيم، فقراءة القرن تمنح الانسان طاقة إيجابية وراحة نفسية وتحرره من الأفكار والمشاعر السلبية وتنظف مسارات الطاقة وتيسر عملها وتقوي تأثيراتها، فيرزق البركة في القليل ويوفق إلى الزيادة في المال والعمل والسعادة، فتمسكوا به بنية أن يوسع الله عليكم ويرزقكم المال، وسترون من تأثيره ما يدهشكم.

الصدقة

الصدقة سر من أسرار الثراء، وإخراجها سيلة من وسائل جذب المال، وثقافة العطاء والمنح تجلب للعبد المال من حيث لا يحتسب، تعامل مع ما تملك على أنه قرض من الله وملك لله وانك فقط مستخلف فيه ومفوض للتصرف بما شئت، فأعطي الصدقة وانتظر الزيادة بيقين لا يتزحزح وقناعة راسخة رسوخ الجبال، فالأمر محسوم ولو ساورك شك فقط ردد: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ).

أضف تعليق

error: