فضل بناء المساجد وعمارتها.. من الكتاب والسُّنَّة

فضل بناء المساجد وعمارتها

اعلموا إخوتي في الله أن من أحب الأعمال إلى الله، ومن أعظم الصالحات بناء المساجد وعمارتها، وتشييد هذه البيوت التي يُذْكَر فيها الله، ويُعْبَد الله. هذه المساجد التي يكثُر فيها الرُّكَّع السجود، يكثُر فيها العابدون والعاكفون، يكثُر فيها الداعون والراجون.

تتوالى صروح الإسلام، وتتعالى مآذن بيوت الله ﷻ على أرض الله؛ وذلك للتنافس على الخير، وتسابق أهل المعروف، وما يقوم به أهل الخير، من إنشاء بيوت الله، وبناء المساجد. وهذا يحمل أنصع الدلائل، وأروع البراهين، على الإيمان الصادق بالله، ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾.

وسيدنا المصطفى ﷺ يقول «إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد، فاشهدوا له بالإيمان.. ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾.».

وبيَّن نبينا ﷺ فضل بناء المساجد، وما يدخره الله لمن يقيم بيتا من بيوت الله. ففيما أخرجه البخاري يقول الرسول ﷺ «من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة».

فالمسجد ليس بناء فحسب، وإنما أُنشئ المسجد وله رسالته، وأولى هذه الرسالة إقامة الصلاة، وصلاة الجماعة التي قال عنها رسول الله ﷺ، «تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة».

فالله ينظر إلى المصلين، فإذا وجد الإمام صالحا قبله وقبل المأمومين، وإلا فإن وجد المأمومين صالحين قبلهم وقبل الإمام، وإلا فإن وجد واحدا صالحا قبله وقبل المأمومين وقبل الإمام، فإن لم يجد نظر إلى وقوفهم والتفافهم من أجله وحده فقبلهم جميعا.

الأحاديث الواردة في فضل بناء المساجد

بناء هذه المساجد من أعظم القربات، وأفضل الصالحات. وقد قال رسول الله ﷺ:

  • «من بنى لله مسجدا يبتغي به وجه الله، بنى الله له بيتا في الجنة».
  • «من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله، بنى الله له مثله في الجنة».
  • «من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة».

وهنا: آيات وأحاديث عن العلم

فضل بناء المساجد وعمارتها

يبني هذه المساجد ويؤسسها جدود صالحون، ورجال مؤمنون، عَمَروا الأرض بطاعَة الله، وسَعوا في تشييد بيوت الله، وكانوا يحثّون الناس على طاعة الله وعلى عبادته ﷻ، ثم توفَّاهم الله ﷻ؛ وبقي ميزانهم مثقلا بالحسنات. كُلَّما ركع لله راكِع في هذا المكان، كُلَّما سجد لله ساجِد، فذاك كله في موازين حسناتهم؛ فإن الدَّال على الخير كفاعله.

ثم ابتعث الله ﷻ رجالا مؤمنين، وأُناسا طيبين؛ أنفقوا أموالهم، طيبة بذلك نفوسهم، فيعيدون تشييد هذه المساجد؛ فهُم =إن شاء الله= داخلون فيمن قال الله فيهم ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾.

هؤلاء هم الفائزون، هؤلاء هم الرَّابحون، هؤلاء هم الذين أنفقوا أموالهم فيما يُقربهم إلى ربهم. فإن ابن آدم يقول: مالي مالي؛ وليس له مما له إلا ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو تصدق فأبقى. هذا الذي يبقى عند الله؛ أما المال الذي ننفقه في طعام أو ننفقه في ثياب، هذا كله ذاهِب، الذي يبقى هو ما نقدمه لله ﷻ، في مسجدٍ نعمره، في ضيف نُكرمه، في جائِع نطعمه، في يتيمٍ نكفله، في خيرٍ إلى الله نقربه. هذا الذي يبقى عند الله ﷻ.

اسأل الله العظيم رب العرش العظيم لمن بنى هذا المساجد أن يبني الله له بيتا في الجنة، وأن يجزيه خيرا بما قدم، وأن يُخلف عليه بخير مما أنفق، وأن يجعل نفقته هذه في موازين حسناته، اللهم اغفر لمن بنى هذا المساجد المبارك، ولمن عبد الله فيه، ولجيرانه من المسلمين والمسلمات.

وهنا تقرأ: دعاء دخول المسجد والخروج منه والذهاب إليه وما يقال داخله

أضف تعليق

error: