مقال عن فتح مكة شاملاً للعناصر وشروحاتها بما يقتضيه الموضوع

مقال عن فتح مكة , Conquest of Mecca

مكة المكرمة هي المكان الذي استقبل ميلاد أشرف الخلق رسول الله (محمد بن عبدالله) والذي سخر الله يوم ميلاده جنودًا من الملائكة يطوفون حول الكعبة احتفالًا به، بعدما نزل الوحي على النبي بدأ بدعوة الناس سرًا لاعتناق الإسلام ثم انتشر الأمر ووصل إلى قبيلة قريش فأخذوا بملاحقته وتربصوا لقتله لكن الله نجَّاه منهم حتى اللحظة التي خرج فيها مكة مهاجرًا منها إلى المدينة، لكنه عاد إليها مرة أخرى فاتحًا لها ناشرًا لدين الحق.

سبب فتح مكة

الثابت دينيًا أن غزوات رسول الله كلها كانت بهدف نصرة الإسلام ودعوة كافة الناس إلى عبادة الله وحده، ولما كان الأمر يتعلق بمكة المكرمة لم يكن هناك ترتيب مفاجئ لفتحها بل بعد الاضطرار إلى عمل ذلك، لذلك يتم توضيح تفاصيل الأمر تدريجيًا كالتالي:

في السادسة من الهجرة

رأى رسول الله في المنام أنه يطوف حول الكعبة مع المسلمين فبشرهم بتلك الرؤية وبناءًا عليها أعدوا عدتهم وتجهزوا لدخول مكة، عندما بلغ الأمر لقبيلة قريش اعتقدوا أن المسلمين قادمين لقتالهم فجهزوا أنفسهم لبدء القتال بمجرد وصولهم، فقام النبي بإرسال وسيط إليهم (عثمان بن عفان) ليوضح لهم حقيقة الأمر وأنهم جاءوا من أجل الاعتمار فقط لكن لم تسير الأمور كما هو مخطط لها حيث احتجزت قريش عثمان عندهم، ظن النبي وأصحابه أنه تم قتل عثمان فقرروا أن يبايعوه تحت الشجرة وعدم الفرار لمواجهة المشركين.

أرسلت قريش ممثلًا بالنيابة عنهم (عروة بن مسعود) إلى رسول الله ومن معه فعلم منهم حقيقة الأمر ثم عاد إلى قومه وأقنعهم بالصلح مع الرسول وسمى ذلك بصلح الحديبية.

جاءت بنود الصلح والتي من أهمها: عدم تعرض أحد من قبيلة قريش للمسلمين لمدة عشرة أعوام، حرية الديانة بمعنى من يريد الإسلام يُسلم ومن أراد قريش يكن تابعًا لهم.

في الثامنة من الهجرة

كان هناك بين قبيلة خزاعة التابعة للإسلام وحلف رسول الله وقبيلة بنو بكر المتحالفة مع المشركين  ثارات قديمة منذ سنوات عديدة.

لكن عندما أقبلوا على مكة اضطروا الالتزام بصلح الحديبية فترة ثم نقضوا العهد بعد أن قامت قبيلة بكر بمساعدة المشركين بمهاجمة وقتل خزاعة من خلال تزويدهم لهم بالمال والسلاح، لجأت الأخيرة إلى رسول الله فوعدهم بالنصر القريب، فزعت قريش من رد فعل الرسول فأسرعوا لإقامة صلح جديد لكن رسول الله رفض وأصدر قرار بفتح مكة.

الاستعداد لفتح مكة

بعد قرار رسول الله فتح مكة أمر بتجهيز جيشه للاستعداد على تحقيق هذا النصر العظيم:

قام رسول الله بتكوين جيش كبير في المدينة المنورة يضم مختلف القبائل والأنصار  لمساعدته في الفتح العظيم وذلك في سرية تامة حتى لا يُذاع الخبر إلى قريش ومهاجمتهم على غفلة، لكن تفاجئ رسول الله بنزول الوحي عليه يحذره من الصحابي (حاطب بن أبي بلتعة) الذي كتب رسالة إلى قريش يخبرهم فيها بخطة الرسول لهم وفتح مكة وأرسلها إليهم مع امرأة دستها في شعرها حتى لا يفتضح أمرها، فقام رسول الله على الفور بإرسال علي بن أبي الطالب و الزبير من العوام لملاحقة تلك المرأة وأخذ الرسالة منها.

اقترح عمر بن الخطاب على رسول الله أن يسمح له بقتل حطاب جزاءَ لخيانته لكن جاء الأخير معتذرًا لرسول الله بعدما علم أنه افتضح أمره وأخبره بأنه لم يرتد عن دينه بل يخاف على أهله في مكة فسامحه رسول الله.

أحداث فتح مكة

بعد تجهيز الجيش توجه الرسول بقيادته إلى طريق مكة ليبدأ عملية الفتح:

استمر الرسول بقيادة جيشه الذي كان يضم عشرة آلاف مسلم حتى وصلوا إلى منطقة قريبة من مكة المكرمة عُرفت قديمًا بمر الظهران وحاليًا بوادي فاطمة.

قسم النبي الجيش إلى أربعة فرق وحدد لكل منها طريق معين تدخل به إلى مكة مع توصيتهم بعدم القتال إلا إذا أكرهوا عليه، وبالفعل دخلت جميع الفرق مكة بمهاجمة كل من يقف في طريقها أما رسول الله دخل متواضعًا مطأطأ رأسه.

بعد الدخول أمر رسول الله بتحطيم جميع الأوثان وتطهير البيت الحرام منها وقام بالمشاركة مع جيشه في عمل ذلك قائلًا جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.

قام المشركين بملء المسجد الحرام صفوفًا ينتظرون مصيرهم من رسول الله فسألهم الرسول عن توقعاتهم ماذا يفعل معهم؟ ولأنه ذات خلق عظيم أخبروه أن يفعل بهم خيرًا فخاطبهم ب: يا معشر قريش لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء.

فتح رسول الله الكعبة بعدما أخذ مفتاحها من عثمان بن طلحة ثم أمر بلال بالصعود إلى أعلى والأذان، نفذ بلال ثم صلَّى الرسول فيها وطاف حولها.

نتائج فتح مكة

كان لذلك العمل العظيم أثر أكبير:

بايع الجميع رجالًا ونساءً رسول الله على الإيمان وأصبح إقبالهم على الإسلام أفواجًا آمنين، بالإضافة إلى عام الوفود الذي وفد فيه قبائل شبه جزيرة العرب إلى مكة لاعتناق دين الإسلام ومن ثم نشر الإسلام إلى داخل كل الجزيرة العربية وخارجها.

أضف تعليق

error: