موضوع تعبير عن المولد النبوي

سنكتب لكل طلابنا هنا موضوع تعبير عن المولد النبوي نعتقد أنه سيكون حجر زاوية لهم وملهمًا في كتاباتهم وموضوعاتهم التي ستتحدَّث عن وحول هذه المناسبة.

مقدمة

حديث اليوم ليس مجرَّد موضوع تعبير يمر مرور الكِرام، وانما هو عن مولد ‌‌النبي القدوة الذي جعله الله -جل شأنه- أسوة حسنة لنا، فأدبه -سبحانه- وأحسن تأديبه، حتى كان من القدوة والعظمة بالمحل الأعلى. وقد حول -عليه أْفضل الصلاة وأزكى السلام- تعاليم الإسلام إلى منهج عملي، وتعامل مع الخلق مؤمنين وكفاراً، صغاراً وكباراً وفق ذلك المنهج. فإذا أراد المسلمون أن تعود لهم العزة الكرامة، فعليهم باتباع نهج الرسول المختار -صلى الله عليه أفضل صلاة وأزكاها- والاقتداء بسلوكه الكريم.

موضوع تعبير , المولد النبوي

المولد النبوي الشريف

في حياتنا أشخاص بل أعلام غيروا وجه الحياة، أشخاص اصطفتهم الأقدار بقدرات خاصة وملكات معينة جعلت سيرهم محفوظة في ذاكرة التاريخ، أشخاص ليسوا عاديين ولا عابرين بل هم سر من أسرار جمال الحياة واستقامتها، تكتب فيهم الكتب وتسطر في فضلهم المؤلفات، ويتنافس في مدحهم المادحون ويتبارى في وصفهم الشعراء والمبدعون.

ولا شك أنه على رأس قائمة كل هؤلاء يأتي اسم الكريم بن الكريم محمد بن عبد الله النبي الأمي المعلم، حبيب الله ومصطفاه وآخر أنبيائه، معلمنا وهادينا والسراج المنير الذي صلح بقدومه حال الدنيا ورفعت راية التوحيد والعدل ومكارم الأخلاق.

هو شفيع الأمة يوم الموقف العظيم يوم يقول كل انسان نَفسي نَفسي، فيما عداه هو -صلى الله عليه وسلم- الذي يردد: أُمّتِي أُمّتِي، هو الشفيع وصاحب القلب الرحيم الذي لا يرضيه إلا نجاة أمته من العذاب، وفي يوم مولده الشريف يجب أن نتوقف ونعبر عن حبنا له وشوقنا للقائه، وسعادتنا واعتزازنا برسالته.

الصادق الأمين

وفي بعض الحديث ذكرٌ وشكرٌ وفضلٌ واعتراف بالجميل والمعروف، ومن ذلك الحديث عن المصطفى خير الخلق أجمعين، وعن مكارم أخلاقه ورحمته التي فاقت الأولين والآخرين، فمن الجدير بنا أن نذكر أنفسنا بخلقه ونحرص على اتباعه والتعلم منه، كيف لا وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، وكل كلامه وحي وتنزيل من لدن حكيم عليم.

كيف لا وقد شهد له أعدائه قبل أصحابه، ولقبوه بالصادق الأمين، ويوم هجرته وخروجه من وطنه فرارًا بالدعوة من الفجرة الكفرة الذين يتربصون به، يقف منهم موقف الأمين في أعظم وأقوى مواقفه، يوصي عليًا برد أماناتهم إليهم، يا الله انهم كانوا يضطهدونه ويعذبوه ويقاوموا دعوته، ويحفظوا أماناتهم لديه، انه الحق حين يجريه الله على لسان وأفعال الأعداء، واعتراف لا يتطرق إليه الشك والقدح بأنهم يعلمون صدقه ويشهدون بأمانته.

في يوم مولد الشريف انظروا كيف كان -عليه الصلاة السلام- يضرب أروع مثال في الكرم والجود والعطاء، بل والإيثار، كان كما وصفته عائشة -رضي الله عنها- كالريح المرسلة، فكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، لم يرد يوما مسكينا، ولم يقهر سائلًا، ولم ينهر يتيمًا، كان يؤثر أصحابه والمساكين على نفسه وآل بينته حتى في قمة احتياجه.

لذا يجب أن نوطن أنفسنا على العطاء وندربها على الكرم لكي ننال فضل الله العظيم يوم الموقف العظيم، فقد علمنا النبي أننا يمكن أن نتق النار ولو بشق تمرة.

مواقف العدل والفضل

في يوم مولده انظروا في مواقف العدل والفضل التي تملأ سيرته، وتعلموا منه وسيروا على نهجه، في يوم مولده يجب أن نمقت ونهجر كل معاني الجور والظلم والعنصرية والمحسوبية التي شوهت واقعنا وأغضبت ربنا.

في يوم مولده اقرأوا عن محمد الزوج، وسيرته وكيف كان يعامل زوجاته، ويجبر خواطرهن ويسعدهن، انظروا كيف كان نبي الأمة وسيدها وحامل لواء الدعوة -عليه أفضل الصلاة وأتم السلام- يقتطع وقتا لملاطفة أهل بيته، ومشاركتهم في أمور بيته، انظروا كيف كان يطبق العدل بينهن وهو زوج لإحدى عشر زوجة، كيف كان يرضيهن ويحتوي طبائعهن المختلفة وضعفهن الأنثوي، في يوم مولده تعلموا منه فن إدارة الحياة، توقفوا عند مواقفه وافهموها واعرفوا ما انطوت عليه من أسرار السعادة في الدنيا والآخرة.

النبي القدوة

أُمَّة الحبيب -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- هي أولى أمم الأرض بالفخار والاعتزاز، فلقد أنجبت هذه الأمة على طول تاريخها رجالاً سيظل التاريخ يقف أمام سِيرَهِمْ وقفة إجلال وإعزاز وإكبار. وبالطَّبع على رأس هذه الأمة قدوتنا الأعظم ومعلمنا وأسوتنا ونبينا وحبيبنا محمد -عليه أَفضل الصلواتِ وأَكمل التحيات-. فهو القدوة الأسوة والمثل الأعلى، وهو الطاهر الذي فاضت طهارته على العالمين.

وما أحوج الأمة الآن إلى هذا المثل الأعلى وإلى هذه القدوة. لاسيما ونحن نعيش زماناً قَلَّتْ فيه القدوة من ناحية، وقدم فيه كثير من التافهين ليكونوا القدوة من ناحية أخرى.

اقتربت ذكرى مولد الحبيب المصطفى -صلى الله علبه وسلم- ومن القلب نوجه دعوة لكي نتوقف عند تلك الذكرى الوقفة التي تليق بها وبنا ونحسن اغتنام كنوزها وبركاتها. فاللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.

أضف تعليق

error: