غير عاداتك تتغير حياتك مع بداية العام الجديد

رجل أعمال ، رجال أعمال ، businessman ، العام الجديد ، صورة

العادة نمط من الأنماط السلوكية والفكرية التي تشكل عاملاً أساسياً من عوامل نجاح الإنسان أو فشله، فالعادة يبدأها الإنسان بكامل حريته، ويقبل عليها برغبته، ويتحكم في فعلها أو عدمه، حتى إذا ما لازمها أياما وليال وأسابيع طوال أو أشهر، صارت هي التي تتحكم في الإنسان وتوجه سلوكياته، وتتدخل في تنظيمه وتخطيطه لوقته.

فكلمة عادة تطلق على كل فعل أو سلوك أو نشاط يقوم به الإنسان بشكل متكرر ومستمر، ويقال أن أي سلوك يفعله الإنسان يصبح عادة بعد 40 يوماً من الالتزام به والحرص على فعله.

أهمية العادات وتأثيرها الكبير على حياة الإنسان

وللعادات أهمية كبيرة وتأثير لا يستهان به على الحياة بكافة جوانبها، ومما يقال في ذلك: (إن تغيير عادة واحدة.. كفيل بتغيير حياة بأكملها)، ولا عجب فإن بعض العادات السلبية، تسبب لأصحابها مشكلات لا حصر لها، وقد يمتد تأثيرها السلبي فيلقي بظلاله على الناحية الصحية والنفسية، والعائلية والاجتماعية، والاقتصادية أو المالية أيضا، وخاصة إذا ما طالت العادات وأوغلت في القدم، وصارت أقرب إلى الإدمان منها إلى العادة العادية.

وليس هناك مثل أوضح ولا أدل على ذلك من عادة التدخين، فكلنا يعرف أنها تسبب أضرارا خطيرة على الصحة الجسدية والنفسية، وأثارا كارثية، وخصوصا مع طول فترتها، كذلك عادة السهر لأوقات متأخرة بلا دافع قوي أو مبرر منطقي، فتضيع صلاة الفجر، ويترتب عليها كثيرا من المشكلات الصحية على المدي البعيد.

وكما أن هناك عادات سيئة تؤدي بصاحبها إلى هلاك مؤكد، عاجلا أو آجلا، فإن هناك من العادات الإيجابية المحمودة الأثر، رائعة النتائج على حياة الإنسان وتفاصيلها والتي يمكنها أن تغير مصيره، وترتقي بالإنسان وتطور حياته ومهاراته، منها مثلا عادة القراءة، وعادة ممارسة الرياضة كالمشي وغيره، وعادة تناول الطعام الصحي وغيرها من العادات الطيبة التي تفيد الإنسان وتنميه.

وهناك من العادات ما تتحول إلى عبادة، لو أخلص العبد نيته فيها لله، وفعلها لله، والأمثلة على ذلك كثيرة، كعادة مطالعة الكتب الدينية أو غيرها، فالقراءة تضيف للعقل وتوسع مداركه، وتكسبه الخبرة والمعرفة. وكعادة زيارة الأهل والإخوان بنية صلة الرحم، وكعادات الإنسان في الإنفاق وحرصه على التبرع، فكل هذه العادات تصبح في مقام العبادة يثاب عليها الإنسان، ويثقل بها ميزان حسناته.

وبما أننا نطرق أبواب عام جديد، بما أننا نسعى فيه إلى تحصيل الخير وتحقيق التقدم، فلنبدأ بوقفة متأملة لجميع عادتنا فننظر أيها يدفعنا إلى الأمام وأيها يجذبنا إلى الخلف ويحول بيننا وبين ما نصبوا إليه من التقدم والنجاح، ثم نتبع تلك الخطوة باتخاذ قرار سريع وحاسم بتغيير عادتنا السيئة، والتمرد عليها والتحرر منها ولا سيما إذا كانت تلك العادات تندرج تحت بند العادات المحرمة والمرفوضة شرعاً.

كيف تقلع عن عاداتك السلبية وتتحرر منها؟

هنا سوف نذكر بعض الخطوات والملاحظات التي يجب مراعاتها لمن يرغب في التمرد على كل ما يطوق حركته، أو يحجم حريته من العادات، ومن أهمها ما يلي:

  • أهم نقطة هو الوعي بعاداتك وإدراك خطورة أو حرمة العادة التي تود أن تقلع عنها، والوعي بمدى تأثير العادات على واقعنا وكيف تشكل ملامحه وتفاصيله، ومن ثم يبدأ التغيير.
  • التخلص من العادات ليس أمرا سهلا ولا سريعا، فالعادات التي التزمتها ليال وأيام طوال ليس من المنطقي أن تنسلخ عنها بين عشية وضحاها، إلا أن تتخذ قرارا بتركها وتتحمل ما يتبع ذلك من معاناة نفسية وربما جسدية أيضا، فالأمر يحتاج إلى الصبر والمثابرة.
  • والتخلص من العادات السلبية يستوجب وجود بدائل تحل محلها، لتشغل ما كانت تشغله من الوقت، وتلهي العقل والقلب عن التفكير فيها.
  • البعد عن الرفاق والأماكن والأسباب والوسائل التي ترتبط بتلك العادة، وتثير في نفس الإنسان الحنين إليها والرغبة في معاودتها.
  • طلب العون من الله عز وجل ليتمكن الإنسان من تغيير عاداته السيئة، مثل العادات الغذائية السيئة، والعادات السيئة في النوم، وبالتالي يعفي نفسه من تبعات ومشاكل كثيرة هو في غنى عنها.
  • ابدأ مع بدء عامك الجديد بالثورة على عاداتك القديمة التي لا تنفصل إطلاقاً عن أسباب متاعبك ومشاكلك السابقة، ابدأ بوعي يمكنك من تغيير ما لا يليق بك ولا يليق بعامك القادم، جعله الله عاما طيبا مباركاً.

أضف تعليق

error: