العيوب الخِلقية في القلب عند الأطفال وكيف نتداركها

العيوب الخلقية في القلب

يُعاني الكثير من الأطفال من العيوب الخِلقية في القلب وأمراضُه، فمنها ما هو مُكتسب يُصاب به الطفل نتيجة أسباب وعوامل مختلفة، ومنها ما هو خِلقي، وتختلف عيوب القلب الخلقية من نوعاً لآخر.

فقد تكون بسيطة ولا تستدعي التدخل الطبي، وقد تصل إلى مراحل شديدة الخطورة، وتحتاج إلى العمليات الجراحية في القلب. فما هي أسباب عيوب القلب الخلقية عند الأطفال وكيف يُمكن علاجها وتشخيصها، سنتعرف على كل الاستفسارات في هذا المقال.

الأمراض التي تُصيب القلب عند الأطفال في سن مبكر

يقول “الدكتور محمد سليمان” استشاري أمراض القلب عند الأطفال والأجنة: هناك أمراض متعددة تُصيب القلب عند الأطفال، وبمعنى آخر؛ هناك حوالي 1% من الأطفال حديثي الولادة لديهم مشاكل في القلب.

وتتراوح أمراض القلب بين الأمراض البسيطة التي يُمكن أن تظهر في مراحل متأخرة من الحياة، أو أمراض معقدة تظهر في أول أيام الحياة، وتحتاج إلى العمل الجراحي بالنسبة للطفل.

ويُمكن اكتشاف هذه العيوب الخلقية في القلب عند الأطفال في فترة الحمل وخاصة في أول ثلاثة أشهُر من الحمل. ولكن بعض أنواع عيوب القلب الخِلقية لا تُسبب أي أعراض، لذا علينا المتابعة الدورية مع طبيب النساء والتوليد.

التعامل مع العيوب الخِلقية في القلب عند الأطفال

تتساءل الأمهات -بل والآباء أيضًا- كيف أعرف أن قلب طفلي سليم؟ وهنا يوضح “د. سليمان” أن القلب يتكون في الجنين في خلال ال 6 إلى 8 أسابيع الأولى؛ تتكون في هذه المرحلة جميع غرف القلب الأربع، بالإضافة إلى الشرايين والأوردة المتصلة بها.

ويستطيع الطب في الوقت الحاضر تصوير قلب الجنين وهو في بطن أمه في الفترة ما بين الأسبوع السادس عشر إلى الأسبوع الخامس والعشرين؛ وهذا الوقت هو أنسب وأفضل وقت للتصوير.

فإذا صورنا القلب في هذه الفترة، يُمكننا اكتشاف أغلب أمراض القلب عند الجنين. ولكن التدخل قبل الولادة محدود بالنسبة لبعض  أمراض القلب؛ من ضمنها أمراض تتعلق بعدم التواصل بين الأذين الأيمن والأيسر، أو هناك ضيق في الصمام؛ فهذه التداخلات معقدة وتحمل بعض المخاطر.

ولكن معظم الأطفال يتم علاجهم فيما بعد الولادة، فحوالي 99% من الحالات يتم علاجها بعد الولادة.

يُساعد التشخيص المبكر لدى الأطفال الذين لديهم مشاكل في القلب، فإذا تم تشخيص الطفل في مراحل مبكرة، يمكن بمساعدة الأهل علاج المشكلة، من خلال معرفة المشاكل التي سيتعرضون لها، وكذلك تحديد مكان الولادة، والفريق المناسب؛ سواء كان فريق العناية المركزة أو الطاقم الجراحي، أو حتى فريق أطباء القلب.

ومن هنا يجب على الجميع الاستعداد عند ولادة الطفل؛ الأهل والفريق الطبي، حتى يتسنى لهم العناية بالطفل بعد الولادة.

فالأطفال الذين لا يُشخصون في خلال فترة الحمل، خاصة من يُعانون من مشاكل في القلب ينتهي بهم الأمر إلى المعاناة، ويكونون في حالة حرجة جداً، مما يصعب إجراء العملية لهم.

ما يجب على الأم المصابة بالسكري فعله قبل الحمل

وعن عيوب القلب الخلقية عند حديثي الولادة؛ فإنَّ حوالي 50% من عيوب القلب التي تحدث للجنين تكون ناتجة عن مرض السكري المصابة به الأم. فإذا كانت الأم مُصابة بالسكري فعليها باتباع بعض الإجراءات والاحترازات قبل حدوث الحمل.

ربما تُصاب الأم المصابة بالسكري خاصة النوع الأول وليس النوع الثاني بتخمة في القلب؛ نظراً لتأثير السُّكَّرِي على جميع مناطق الجسم وخاصة القلب.

فيُسبب السكري في حدوث ضرر بشرايين القلب الرئيسية، فيكون الشريان الرئوي محل الشريان الأورطي، والعكس صحيح، فهذه المشكلة يُمكن تشخيصها قبل الولادة؛ من خلال تحكم الأم في سكر الحمل، مما يُعطي نتائج إيجابية بالنسبة للأم والجنين.

إجراءات لعلاج أمراض القلب قبل التدخل الجراحي للطفل

كما ذكرنا؛ هناك نوعان من أمراض القلب، منها الأمراض الشديدة التي تحتاج إلى عمل جراحي في الحال، والأمراض القلبية التي يُمكن انتظار الطفل حتى يكبر، وفي وضع أفضل مما هو عليه.

فكثيراً من مشاكل القلب تُعالج نفسها بنفسها، فإذا كان هناك فتحات بسيطة في القلب؛ مثل الفتحة الصغيرة بين البطين الأيسر والأيمن يُمكن علاجها وإغلاقها طبيعياً من نفسها دون أي عمل جراحي خلال السنة الأولى من عمر الطفل.

وكثيراً من تشوهات القلب لا تحتاج إلى عمل جراحي، أو تدخل طبي مثل القسطرة القلبية، فحوالي الثلثين من الأطفال المصابين بتشوهات في القلب لا يحتاجون أي تدخل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top