علاج عسر الهضم

صورة , آلام البطن , عسر الهضم
آلام البطن

يتكون الجهاز الهضمي من مجموعة من الأعضاء من ضمنها المريئ والمعدة والأمعاء، وأي مشكلة أو خلل في أي عضو قد يعيق عملية الهضم، لذا يتعرض الجهاز الهضمي لعدة مشاكل والتي من بينها عسر الهضم.

ما المقصود بعسر الهضم؟

قال “د. محمد يونس” أخصائي التغذية. بحسب الأعراض الظاهرة يمكن تعريف عسر الهضم على أنه حالة من عدم الارتياح مع الانزعاج والآلام في البطن، وهو ما ينعكس على الحالة النفسية للمريض حيث يُصاب بالقلق والتوتر والعصبية.

وتابع “د. يونس” كما يمكن تعريف عسر الهضم على أنه اضطراب وظيفي في المعدة يظهر له أعراض صحية عديدة منها الانتفاخ وكثرة التجشؤ والشعور بالإمتلاء حتى مع تناول كميات بسيطة من الطعام.

وبشكل عام يمكن اعتبار عسر الهضم ظاهرة ناتجة عن اتباع نمط غذائي وحياتي سيء وغير صحي، ويمكن اعتباره أحد الأعراض لمشكلات صحية أخرى كاملة وكامنة، حيث من الممكن أن يكون عسر الهضم أحد أعراض مرض ما بالقولون مثل متلازمة القولون المتهيج، كما قد يكون عسر الهضم ناتج عن انسداد القنوات الصفراوية وهو المرض الذي يصيب الأطفال بصفة خاصة.

وخلاصة القول أن عسر الهضم إما أن يكون مرض بذاته نتيجة لخلل في النمط الغذائي العام، وإما أن يكون عَرَض لمرض كامن في منطقة أخرى من الجهاز الهضمي، والخلاصة أيضاً أن عسر الهضم يؤثر سلباً على جودة الحياة، لأنه يعيق أداء الأنشطة اليومية العادية بشكل كامل.

ما مدى الارتباط بين الصحة النفسية والإصابة بعسر الهضم؟

أكد “د. محمد” على أن الحالة النفسية السيئة تؤثر بلاشك على أداء الجهاز الهضمي لوظائفه، ولكن هذا يلزمه التأكد أولاً من النمط الغذائي ودرجة احتواءه على الأصناف والعناصر الغذائية التي تسهل عملية الهضم مثل الألياف والخضروات والفواكهة الطازجة والسوائل، فإذا لم تتوافر هذه المقومات فإن عسر الهضم الناتج يكون تابع لنقصها، لكن إن وجدت هذه المقومات مجتمعة ومع ذلك يستمر عسر الهضم أو يختفي ويظهر؛ فههنا يكون ناتج عن الحالة النفسية والمزاج العصبي.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن تكرار أو دوام الإصابة بعسر الهضم يحتاج إلى استشارة طبيب متخصص دون تهاون أو تقصير، وذلك للوقوف على الأسباب وعلاجها من الجذور، ونقصد بالتكرار هنا عدم تحسن الحالة الصحية بالرغم من تناول العلاجات الطبيعية الشعبية، مثل الحليب البارد ومستخلصات أعشاب الكراوية والشمر وبذور الكمون، فإذا ما استمرت المشكلة أو إذا ما تفاقمت حتى بعد تناول هذه العلاجات المنزلية فهنا يتوجب زيارة الطبيب فوراً، حيث تتطلب هذه الحالة اللجوء إلى العلاجات الدوائية التي تعالج المسبب الرئيسي، وتعالج أيضاً الأعراض الحادة المصاحبة لعسر الهضم.

ما هي العادات السيئة التي تسبب عسر الهضم؟

ألمح “د. محمد” إلى وجود سلوكيات وعوامل تؤدي مباشرةً إلى الإصابة بعسر الهضم، كما توجد سلوكيات تزيد من اشتداد الأعراض المصاحبة له، فمن السلوكيات والعوامل التي تتسبب في عسر الهضم:
• عدم المضغ الجيد للطعام.
• تناول الطعام بصورة سريعة.

• الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن، لأن ذلك يضغط على المعدة مسبباً ارتجاع أحماض المعدة إلى المريئ وهو ما يسبب عسر الهضم.
• عدم ممارسة الرياضة والكسل وقلة الحركة.

أما ما يزيد من شدة أعراض عسر الهضم هو تناول الأطعمة المرتفعة في محتواها الدهني، تناول المقليات، تناول المعلبات والأطعمة المصنعة المضاف لها مواد حافظة وملونات، التدخين والكحوليات، تناول الأطعمة الحارة الغنية بالتوابل.

هل ممارسة الرياضة تعالج عسر الهضم بشكل كامل؟

تعتبر ممارسة الرياضة نوع من تعديل النمط الحياتي المتمثل في الحركة البدنية والنوم والغذاء، ومن هنا تكون ممارسة الرياضة أحد العوامل في تحسين السلوك اليومي، وهو ما يزيد من نشاط وميكانيكية أجهزة الجسم ويُحسن من وظائفها، مع ضرورة العلم بأن ممارسة الرياضة وفقط لن يكون عامل حاسم في الوقاية من عسر الهضم – وإن كانت الأهم – حيث يلزم الإنسان أيضاً توزيع الوجبات الغذائية على مدار اليوم مع عدم تناول كميات ضخمة في الوجبة الواحدة، فمن الأفضل صحياً للوقاية من عسر الهضم تناول 5 وجبات باليوم مع كميات معتدلة في كل وجبة بدلاً من تناول عدد قليل من الوجبات مع كميات مرتفعة في كل وجبة.

هل النوم بعد تناول الطعام مدعاة للإصابة بعسر الهضم؟

أشار “د. محمد” إلى أن تناول الطعام قبل النوم مباشرةً له تأثيرات صحية سلبية متعددة، ليس من ناحية عسر الهضم وحسب، بل من مناحي صحية أخرى عديدة، لذلك من الضروري أن يتم تناول الطعام قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات قبل النوم، حتى يستقر الطعام في المعدة وتبدأ عملية هضمه بشكل جيد ومتكامل.

كيف يُشخّص عسر الهضم طبياً؟

يقوم الطبيب بما يُعرف بالتدقيق الصحي، وهذا التدقيق قائم على سؤال الطبيب للمريض عن التاريخ المرضي له ولعائلته مع مشكلات المعدة والجهاز الهضمي، ثم السؤال عن النمط الحياتي فيما يتعلق بأوقات تناول الطعام وأوقات النوم ونوعيات الطعام، ثم السؤال عن الإصابة بأي أمراض مزمنة من شأنها التأثير على عمل الجهاز الهضمي، وبناءً على إجابات المريض عن هذه الأسئلة يستدل الطبيب عن كينونة المرض وتاريخه، ثم من الوارد أن يحتاج الطبيب إلى أنواع أخرى من الفحوصات حال تواتر شكوكه تجاه سبب مرضي معين، مثل الفحص بالمنظار إذا ما شك في وجود إلتهابات بالمعدة، أو التحاليل وفحوصات النفس والدم إذا ما شك في الإصابة بجرثومة المعدة.

وأردف “د. محمد” وطبقاً للمعطيات التي في حوذة الطبيب يقوم بوصف العلاجات الدوائية المناسبة للتشخيص النهائي، فقد يصف مضادات الحموضة وكفى، وقد يصف المضادات الحيوية، وقد يصف مثبطات مضخة البروتون وهي عبارة عن أدوية طويلة المفعول تعمل على التخفيف الكبير من أعراض عسر الهضم في حالات الأعراض الشديدة.

هل تتسبب أصناف دوائية في الإصابة بعسر الهضم؟

بالتأكيد أحد الآثار الجانبية للعديد من الأدوية هو الإصابة بعسر الهضم، ويتضح ذلك جلياً عند الإفراط في تناول المضادات الحيوية، أو المسكنات حتى البسيط منها، كذلك بعض الأدوية تؤدي إلى تهيج جدار المعدة وهو ما ينتج عنه عسر الهضم لا محالة، ومن هنا تتضح أهمية عدم تناول الأدوية بدون وصفة طبية، وكذلك من المهم عدم تناول الأدوية لأكثر من المدة الزمنية المحددة لها.

متى يصبح عسر الهضم مزمناً؟

عسر الهضم المزمن عادةً ما يكون ناتج عن الإصابة بإرتجاع المريئ، حيث إن ارتجاع الحمض من المعدة إلى المريئ مرض مزمن يحتاج إلى تعايش المريض معه مع تعديل نظامه الغذائي والحياتي، وبما أنه مرض مزمن فأعراضه والتي من بينها عسر الهضم هي الأخرى مزمنة، لكن الإلتزام بالتعليمات الغذائية والطبية الخاصة بتقليل أعراض الارتجاع ستؤدي حتماً إلى التقليل من حدة عسر الهضم.

واختتم “د. محمد” وتجدر الإشارة هنا إلى أن عسر الهضم المزمن الناتج عن مرض آخر تم تشخيصه فعلياً يعتبر التعايش معه تعايش إيجابي، أما التعايش السلبي مع عسر الهضم هو تكرار حدوثه مع تجاهل المريض لهذا التكرار، لأن هذا قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة الصحية على المدى البعيد، وبالتالي من الضروري عدم التهاون مع عسر الهضم حتى وإن ذهبت أعراضه بالعلاجات المنزلية، لأن تكراره أسبوعياً يعد مؤشر على خطورة صحية ما.

أضف تعليق

error: