خطوات علاج السمنة بشكل علمي

تمت الكتابة بواسطة:

السمنة

السمنة مرضاً يعاني منه الكثيرون على مستوى العالم، وهي عبارة عن تجمّع الدّهُون في بعض المناطِق من الجِسم، فهي ليسَت مُشكلة في الشّكل فقط، بل أنّها تتسبّب في العَدِيد من الأمراض مِثل أمراض القلب والسُّكّري والضّغط.

ولا يقتصر الأمر على الأمراض الجُسمانيّة فقط بل تصل إلى الأمراض النفسية وشعور المريض بالحزن والأسى على أنه غير قادراً على إنقاص وزنه.

فالسمنة هي مرضاً مُعقّداً ومنتكِساً ويجب علاجه بقدر المُستطاع، بتعاون المريض مع الطبيب المُعالج، وكذلك عدم شعور المريض باليأس وفُقدان الأمل في التخلُّص من السُّمنة.

تعريف السمنة

تقول “د. طروب الخوري” أخصائية باطنية: تًعد السمنة مرضاً مزمناً ومنتكساً أيضاً، وهذا هو تعريف السمنة، ومنتكس لأن كل المرضى ينزل وزنهم ثم يعود مرة أخرى، أما تعريف السمنة الطبي فهو تجمع الدهون في أنسجة وأعضاء غير مهيئة للسمنة، فالنسيج المهيئ للسمنة هو تحت الجلد بدرجة معينة، فإذا زاد عن الحد، يتجمع في انسجة وأعضاء تشكل خطراً على الصّحة.

وتعد الأردن الأردن هي رقم ١٣ في العالم إصابة بالسمنة وثالث دولة عربية، وحوالي ٤٠٪ من النساء يعانين من السمنة في الأردن، و٣٠٪ من الرجال.

والجدير بالذكر أن نسبة السمنة منذ عام ١٩٧٥ في تزايد مستمر، حيث إزدادت نسبتها إلى ٣ أضعاف، لذلك تم تصنيفها مع الأمراض الوبائية.

فيمكن أن تتجمع السمنة حول القلب أو البنكرياس أو حول الأمعاء، وهذا ما يسمى بالدهون الحشوية والتي لها علاقة مباشرة بالأمراض.

ويتم إخبار المريض إذا كان لديه سمنة أم لا وذلك من خلال عمل مقياس للسمنة، فيعرف المريض ما إذا كان لديه زيادة في الوزن أو السمنة، فمريض الضغط يمكن معرفة مرضه عن طريق قياس ضغط الدم، وكذلك مرض السكري، وبالتالي السمنة أيضاً يتم قياسها، وليس بالنظر إلى المريض فقط.

ويتم قياس السمنة عن طريق ما يسمى بمؤشر كتلة الوزن هو عبارة عن كتلة الوزن بالكيلو جرام على مربع الطول بالمتر، فمثلاً إذا كان وزن الشخص ٧٠ كيلو جرام، وكان طوله ١٧٠ سم، يتم قسمة الوزن على مربع الطول بالمتر.

فإذا كان مؤشر كتلة الجسم من ٢٠ إلى ٢٥ فهو مناسب جداً، أما إذا كان من ٢٥ إلى ٣٠ يسمى زيادة وزن، ومن الثلاثين فما فوق تسمى سمنة وتتدرج إلى سمنة أولى وثانية وثالثة.

وكما نعلم أن السمنة ترتبط كثيراً بالأمراض، فقديما كنا لا نسمع بالسمنة، ولكن عندما تيبنت علاقتها بالأمراض أصبحت عامل خطر، وبالتالي أعتبرتها الكثير من الجمعيات أنها مرض بحد ذاتها.

كما أن للسمنة عوامل مرضية وميكانيكية متعلقة بها، ومنها أمراض القلب الأيضية وهي:

  • السكري
  • الضغط.
  • الكوليسترول.

أما العامل الآخر للسمنة فهو نقص النفس أثناء النوم بسبب تجمع الدهون حول الرقبة، ويعد هذا ميكانيكياً مرضاً ناتج عن السمنة.

وكذلك تؤدي السمنة إلى ألم المفاصل، فأمراض الروماتيزم وأمراض المفاصل هي أمراض ميكانيكية ناتجة عن السمنة، ونجد أيضاً الأمراض النفسية، وهي شعور الشخص بالحزن على أنه لا يستطيع الحصول على وزن مناسب.

كما أن للسمنة علاقة جديدة بالسرطان، حيث تبين أن أنواع السرطان وهي ١٣ نواعاً تزداد مع السُّمنة، فالسرطان الذي يُصيب مرضى السمنة تكون حالته أسوأ.

وتم أيضاً عمل دراسات على مرضى كورونا في المستشفيات، فبيّنت الدِّراسة نسبة الوفيّات تكون أعلى في الأشخاص الذين لديهم مؤشِّر كتلة وزنية عالية وهم أصحاب السمنة.

نظرة مِنك هُنا عن كثْب على سمنة الأطفال وعلاجها وللحد منها

فوائد تخفيف الوزن

كثيراً ما ينصح الأطباء مرضاهم بنزول الوزن، لما له من فوائد عديدة على الصحة، ولكن لا داعي من وضع مقياس عالي لنزول الوزن، فبعض المرضى يريدون نزول ٣٠ كيلو من الوزن مثلاُ.

وفي حال نزول الشخص من ٥٪ إلى ١٠٪ من وزنه، يحدث نقصاً كبيراً في الأمراض، فبعض الدراسات أوضحت أن نزول ١٥٪ من الوزن، يمكن أن يتم علاج السكري كاملاً، وهذه الدراسات تُشجع المريض على نزول الوزن.

وإذا ارتفعت النسبة إلى ٢٠٪ تزيد فوائد نزول الوزن، ولكن ٥ إلى ١٠٪ تحدث فوائد جمة من هذا النزول.

تجِد إجابة هُنا على سؤال: هل تؤثر السمنة وزيادة الوزن على ذكاء الأطفال ؟

علاج السمنة

تابعت “د. الخوري” تلعب الجينات دوراً هاماً في حدوث زيادة الوزن، لأن بعض العائلات يكون مؤشر كتلة الوزن لديهم مرتفع من عائلات أخرى، وكذلك تلعب البيئة المسمنة دوراً أيضاً في حدوث السمنة.

والبيئة المسمنة هي نمط الحياة الذي نعيشه، وكذلك الأعمال المكتبية والتدخين والوجبات السريعة وقلة ممارسة الرياضة، كل هذه عوامل تؤدي إلى حدوث السمنة.

والأهم في علاج السمنة هو نفسية المريض وعدم اليأس، وخاصة في حال نزول الوزن ثم زيادته مرة أخرى، وهنا لا نتعامل مع البيئة المسمنة فقط بل نتعامل مع حرب الجسم نفسه.

حيث يوجد في الدماغ عضو يمكنه معرفة ما إذا كان الشخص يزيد وزنه أو ينقص، فعند إنقاص الوزن يشعر هذا العُضو بالحُزن وكأنّ الشّخص داخل على مجاعة، فيبدأ في رفع هرمونات الجوع ويُقلِّل هرمونات الشّبع، لذلك يدخل الشخص في دائرة مغلقة، ويعود الوزن في الزيادة مرة أخرى.

لذلك يجب على المريض ألا يشعر بفقدان الأمل، ومع مرور الزمن إذا زاد الوزن يزداد بكمية أقل، فكما ذكرنا أن السمنة هي عملية منتكسة ومعقدة.

وعلى المريض أن يناقش طبيبه في موضوع السمنة ولا يخجل، لأن السمنة ليست مسؤوليته فقط، ولا قلة إرادة منه، فطبيعة الجسم لها دور هام في ذلك، لأنها تدعو الشخص إلى الطعام، لذلك يجب التعاون بين المريض والطبيب، وتقبل المريض ذلك، كما يجب تغيير نمط الحياة.

ويجب أن يعرف الشخص أولاً ما إذا كان مًصاب بالسمنة أم لا، وعليه تغيير نمط حياته ومتابعة طبيب التخسيس، وننصح بممارسة الرياضة يومياً ولو المشي لنصف ساعة, ويجب الإعتراف أولاً بأن السمنة مرضاً ويجب علاجه.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: