كارثة.. عدم احترام المسؤولين لوعودهم وعهودهم

يبدو أن كثيرا من المسؤولين يحرصون على متابعة الموضات الدارجة. واتباع الموضات ليس سيئا على الإطلاق، لكن الموضة التي بات يحرص على تطبيقها كثير من المسؤولين هي موضة الصمت المطبق.

يعين أحدهم في منصب ما فيكون تصريحه الوحيد هو «لا تسألوني عن شيء. أمهلوني 50 يوما». تنتهي الأيام الـ50. يتجمع الصحفيون ليسمعوا تصريحا أو تعليقا انتظروه 50 يوما وليلة فيكون التصريح الثاني «انتظروا 50 يوما أخرى. لست مطلعا على كل الأوضاع بعد». والـ50 تجر الـ50 إلى أن ييأس الصحفيون.

تذكرت ذلك وأنا أقرأ قبل أيام تصريحا لوزير العمل تحدث فيه عن مهلة 3 أشهر من الصمت المطبق «بعدها يمكن أن تسألوني عن أي شيء في أي شيء».

وبصراحة، أتفهم أحيانا موقف الصمت هذا. إذ يقع أي مسؤول ضحية لقرارات ومشاريع وربما إهمال من قبله. يجد المعين الجديد نفسه في الواجهة مسؤولا عن تراكمات سنين عديدة، فيما للناس ذاكرة قصيرة تدعوهم إلى تحميله ليس مشاكل وزارته أو إدارته وحسب بل كل مشاكل الدنيا. ومن المصلحة طبعا ألا يعد بأي شيء، لأنه يعرف جيدا أن إصلاح التركة أو بعضها على الأقل رابع المستحيلات.

وللحق، فهؤلاء مسؤولون يحترمون أنفسهم. فكثير من المعينين في مناصب جديدة يعتقدون أن المهمة الأولى هي إطلاق الوعود، وإدخالنا في عالم أحلام فانتازي معتمدين أيضا على ذاكرة الناس القصيرة. بعد فترة نستيقظ من هذا الحلم فجأة بعد أن يرحل المسؤول لنكتشف أن الوضع بات أسوأ من السابق.

إعادة قراءة بسيطة لأعداد الصحف القديمة، كفيلة بإحراج عدد مهول من المسؤولين الذين لم يحققوا شيئا مما أقسموا لنا على المصحف أنه سيكون شيئا ملموسا على أرض الواقع.

لو تحقق جزء بسيط من وعود أطلقها مسؤولون على مدى العشرين سنة الماضية، إذن لكنا الآن نضحك من التخلف الذي تعيشه ألمانيا وأمريكا واليابان.

أنا لا أريد أن يحترم المسؤول عقولنا. كلا. أريد أن يحترم فقط الوعد الذي يتعهد أمام الله وخلقه بتنفيذه. وإذا ما عجز عن ذلك فأقل الإيمان أن.. يصمت.

بقلم: أحمد ضيف

أدناه -أيضًا- قائمة مختارة من المقالات:

أضف تعليق

error: