طفلي رجل أعمال!

تمت الكتابة بواسطة:

طفلي رجل أعمال!

منذ كان صغيري طفلاً في الحضانة وهو يلح أن يكون تاجراً ورجل أعمال.. حينها صدقت وفرحت أن تظهر له أي ملامح وميول أو اهتمام لأني أعرف جيدا أن التبكير في الاهتمام غالبا ما يأتي بمزيد من النفع، إضافة إلى أن الاهتمام بأمر هام غالبا ما يصرف عن أمور التفاهة والسذاجة التي تسود بين الكثير من أبناء جيل ابني.

مر صغيري الجميل بكثير من التجارب منذ كان في “kg 2”  فبدأت من جمع الزهور من حديقة النادي وبيعها؛ إلى شراء الاستيكرز بالجملة وبيعه “قطاعي” للأقارب والأصدقاء، إلى تأجير كتبه القديمة، وبيع مجلاته القديمة.. ثم تطور الأمر شيئا فشيئا ليجعل أخواته يصنعن الإكسسوارات ويبيعها هو، ثم كان آخر مشروعاته “وللأسف أقول آخر” أن يستأجر كافيتريا —مركز التدريب الخاص بنا— ليبيع بنفسه لرواد المركز المثلجات والمرطبات؛ وبعض الساندوتشات التي يصنعها أحيانا بنفسه وأحيانا بمساعدة أحد أصدقائه الذي يعطيه بعض المال مقابل ذلك.. أو حتى أخته التي يعطيها أجر عملها يوما بيوم.

وهنا تجِد: اكتشف أصغر “بيزنس مان” في بيتك

قيمة العمل

الآن وصل للمرحلة الثانوية، وسيدرس مادة “بيزنس” في الثانوية الإنجليزية التي يدرسها، وينتظر بالطبع هذه المادة بشغف ووله، ولا زال يكرر بين الحين والآخر رغبته في عمل البيزنس؛ إلا أني أتمنى أن يجد ما هو أوسع من تجاربه وأنضج، بل أتمنى أن تكون هناك جهة ما تتبنى مثل هؤلاء —الرائعين وأغلب أولادنا في الحقيقة رائعين إذا ما وجدوا فرصا— المهم أن يجدوا دراسة أو طريقة عملية تنمي مواهبهم وقدراتهم ومهاراتهم اللازمة ليطوروا أفكارهم تجاه ما يستمتعون بعمله.

ومن المهم جدا أن يتعلم المراهقون والشباب أثناء العمل، وبالطبع الحديث النظري لا يقبل عليه هؤلاء الشباب، وإن وجدوا من يعلمهم من خلال العمل فحتما سيكون لهم شأن آخر غير ما نجد الآن من انهماك حتى الموت في ألعاب الفيديو والبلاي ستيشن.. الحقيقة هناك صعوبة في توفير البدائل. وبالتالي صعوبة في تنمية وتعليم هؤلاء الشباب تعليما حقيقيا يقبلون عليه بقلوبهم وعقولهم.

الشاهد في الأمر أنه حتى الكاره للتعليم تجده منغمسا حتى شعر رأسه في دراسة ما يحب، وما يرتبط بميوله.. ولعلنا نفكر في توظيف هذه الفكرة فنجعل ميول الأبناء مدخلا لتعلمهم.. ونربط ما يحبون مبكرا بمهنة يتمنون امتهانها فيكون لديهم دافعا وحافزا للتعلم.

الأمر الثاني أني عرضت على ابني الكثير من الدورات التدريبية إلا أنه رفض “السمع” فهو يريد “العمل“.. وهو الأمر الثاني المتجاهل تماما في كل تعليم أو تدريب للمراهقين والشباب..

والآن هل لديكم بعض الأفكار التي يمكن أن نصنع بها رجال أعمال صغار؟!

كتبته: نيفين عبد الله صلاح


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: