رسائل عتاب… والعام الجديد على الأبواب

رسائل عتاب , العام الجديد , new year , time , صورة

مضى العام سريعاً، وأوشك أن يلملم بقايا ساعاته ويرحل، كثيرا منا فرط فيه وضيع جُل أيامه ولياليه، ولم ينتبه لسرعة مروره، وقليل منا كان واعياً منذ البداية لتلك الحقيقة، مستوعبا لها ومدركا خطورتها، فأمسك بساعات عمره ولم يفرط فيها واجتهد في بذل جهده ليحسن استغلالها فيما ينفعه في أمر دنياه وآخرته.

مضى عامنا على عجل، وهو يذم ضيافتنا ويوبخ غفلتنا، مضى وقد ترك لنا رسائل عتاب موجعة، وتذكير ملح، وتوسل محموم أن لا نسيئ إلى عامنا القادم، وأن لا نضيع بركته أو نلخص الاحتفال به في وجبة عشاء وسهرة صاخبة.

إن مرور عام بحاله حدث موجع، فقد أغلقت خزائن بركته وفرط ولم يعد من الممكن استغلال لحظاته، ولم تعد هناك فرصة لإضافة شيء جديد ونافع إلى رصيدنا فيه، وإقبال عام جديد ونحن لا نزال ضمن تعداد الأحياء هو منحة ربانية كريمة وفيض من الرحمة والبركة، فلنحذر تضييعه، ولنسعى بجد أن يكون عامنا القادم حجة لنا لا علينا، وزيادة في رصيد أعمالنا وليس زيادة في رصيد تقصيرنا وتفريطنا.

بين ساعات الأفول وساعات شروق شمس العام الجديد… رسائل عتاب وتذكير أرسلها لقارئي العزيز علها تكون سببا في ندمه عل خطأ مضى، أو دافعا لتحقيق نفع قادم لنفسه ولغيره، فرسائلي تذكير وتعذير، فعوا واسمعوا..

رزقت باثنتي عشر شهرا في كل عام، تكفي لبناء أمجاد وتصحيح أخطاء وتدارك تقصيرك في حق نفسك وحق غيرك، فهل فعلت شيئا من هذا؟ هل أحسنت ضيافة عامك وقدمت لنفسك زادا تطيب به الأوقات، وتعمر به لحظات سوف تصبح بعد ساعات تحت بند الذكريات؟ أتذكر أنك اتخذت خطوة فارقة غيرت ملامح واقعك للأفضل، أم بدأت تأسيس فكرة أو مشروع طورت به نفسك؟

ماذا عن الأحبة والأهل والصحبة؟

كم صدر منك من خطأ في حقوقهم وكم جرت عليهم وتجاوزت المدى في تجاهلهم ونسيانهم؟ ماذا قدمت لهم وهم السند في الحياة والعون على النوائب والملمات؟ قيم نفسك وضع لنفسك درجة على عطائك لمن تحبهم وتعلم حبهم لك، انظر كم مرة في عامك أدخلت الفرحة على قلوبهم أو خططت لذلك، ترى كم ستكون درجتك؟

ولو قيمت قسوتك عليهم، وإيذائك لهم بعمد أوبلا عمد، ولو أعطيت نفسك درجة على خذلانك لهم وخيبة الأمل التي منيتهم بها طوال العام، فكم درجة ستعطي نفسك؟

ولو قيمت نفعك لغيرك ومساعدتك ومروءتك، مع محتاج أو مريض أو مهموم أو مكروب أو مكلوم، فهل ستكون راضيا عن نفعك لغيرك، وهل الدرجة ستعجبك وتشعرك بالراحة؟ أم ستجعلك تذوب خجلا؟ أمام نفسك.

لا تبخل!

احذر أن تكرر تقصيرك وتعود إلى عهدك القديم من اللامبالاة، والبخل على أحبتك بالاهتمام والعطاء الذي يليق بك وبهم، أو البخل بالمساعدة على من هم في أمس الحاجة إليك، تذكر أن عامك الجديد هو منحة وفرصة للإصلاح وليس لمزيد من الزلل أو الخطأ.

عاتب نفسك وازجرها أن جعلتك وأنت في أخر العام تراجع نفسك فترجع مطأطأ الرأس نادما على التفريط، واحمد الله أن أهديت فرصة أخرى لتدارك ما فات، فلا تفوتها وإلا فتكت بك الحسرات.

ضع نفسك في منافسة مع نفسك، وسباق مع عامك الجديد ولا يغرنك، أن عامك في البداية، فقطار الأيام سريع وخاطف، رتب أهدافك وابدأ فورا في التنفيذ، وإلا فوجئت بأن عامك يصل إلى منتصف رحلته، ثم لا يلبث أن يجمع شتات ما تبقى ويهم بالرحيل!!

أسلوب جديد

عاتب أحبابك، وامنح نفسك فرصة للاستماع إلى أعذارهم، فلعل لهم أعذار، سامح وتقبل وابدأ من جديد، واعلم أن لا متسع في العمر للخصام أو الهجر، ولا طاقة للقلب يضيعها في الوجع والشكوى ورثاء ماضي الحب، نعم لا قت ولا طاقة لذلك، ابدأ من الآن في طي كل العلاقات السقيمة وتصحيح أي خلل وتمتع بصحبة تهون الرحلة تمنحك الأمان والأنس.

آخر تذكير… نفسك ثم نفسك ثم نفسك، أحسن إليها وقدم بين يديك ما ينفعها في الدنيا والآخرة، طور نفسك، وارتق بقيمك وسلوكك وأفكارك، لا تسمح ولو ليوم واحد أن يمضي دون أن تضيف لها إضافة إيجابية، وتفتح لها طاقة أمل جديدة تطل منها إلى الحياة، أخلق لها عالم يليق بها، فهي أول من ستسأل عنه!!

أضف تعليق

error: