حق المسلم على المسلم

صورة , حق المسلم , مسلمون , الإسلام

الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين، وعلى المبعوث رحمة للعالمين، الذي كشف الله به الغمة وهدى به الأمة، وأنار لنا السبيل إلى رضا الله وطاعته ونيل الدرجات العلى من الجنة، الحمد لله الذي جعل الإسلام رحما بين المسلمين به يتراحمون.

وقد حدد الإسلام الحقوق والواجبات بين الناس بقدر ما تقتضيه العلاقة وتستوجبه درجة القرب، ومن ذلك أن اعتبر أن الإسلام رابط بين المسلمين وقاسم مشترك بينهم، فهو يقتضي بعض الحقوق ويفرض بعض الواجبات بين المسلمين وبعضهم، وتدور تلك الحقوق بين ما هو مستحب وواجب.

ونحن في هذا المقال نتناول الحديث عن تلك الحقوق التي علمتنا إياها السنة النبوية لكي نلتزمها ونؤديها، ونحصل ما فيها من خيري الدنيا والآخرة، مبينين أهمية أداء تلك الحقوق وكيف تؤثر في بناء المجتمع الإسلامي.

حقوق المسلم على أخيه المسلم

لقد وافتنا السنة النبوية المطهرة ببيان لمعظم حقوق المسلم على أخيه المسلم في أحاديث شريفة تعتبر بمثابة ميثاق ودستور للحقوق، وعلى رأس تلك الأحاديث، ما راوه أبو هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – حيث قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-: حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وفي رواية أخرى: حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس[1]، متفق عليه.

ولا تعارض بين الروايتين فذكر الحقوق هنا جملة، وقد تكون كل رواية قيلت في مقام مختلف عن الآخر، وهذا وارد في الكثير من الأحاديث النبوية.

أشهر وأوضح حقوق المسلم على المسلم

رد السلام: ولا شك أن رد السلام من أوجب الحقوق وأهمها وأعظمها أثرا على تقوية رباط المحبة وميثاق الأخوة، فهو ينشر السلام والطمأنينة بين الناس، وهو من الأمور التي يجزي الله عنها العباد بالجنة.

إجابة الدعوة: إجابة الدعوة من مظاهر الاحترام والتقدير، فهي تبين للمسلم علو مكانته ومقامه عند أخيه، وتلبية الدعوة في أي مناسبة تعتبر دليلا على المودة، والإخاء، لذا نوه إليها الشارع وجعلها في عداد الحقوق، والتي يجب أن لا يتخلف عنها المسلم قدر المستطاع إلا إذا حال دن ذلك مانع قويا وعذر مقبول، ويجب عندئذ أن يخبر المدعو أخاه بهذا العذر.

النصح له: والنصح للمسلم حق مؤكد متى طلب ذلك وكان في حاجة إليه، على أن تكون النصيحة خالصة لوجه الله وصادقة، وعلى أن تكون بلطف ولين، كما يجب أن لا تكون مصحوبة بالتوبيخ أو التعنيف أو اللوم القاس، وأن كان ظاهر الحديث يقتضي أن النصيحة واجبة لمن طلبها، إلا أنه في الواقع حق قائم للمسلم على أخيه حتى وإن لم يطلبها منه، فالدين النصيحة.

التشميت للعاطس: والتشميت سنة، وهي من باب الدعاء والكلمة الطيبة.

وعيادة المريض: الإنسان في مرضه يشعر بالوحدة والتعب والخوف، ويحتاج إلى من يمد له يد العون ويبعث في نفسه الطمأنينة والسكينة ويكون ذلك بعيادته والتفاف الاخوان حوله والدعاء له والتخفيف عنه، زيارة المريض من أفضل القربات وأحب الأعمال التي تورث المحبة وتعمق جذور الحب بين المسلمين، وقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يعود المرضى حتى من غير المسلمين.

اتباع الجنازة: من عجائب رحمة ورقي ذلك الدين أنه اعتنى بحق المسلم على المسلم ليس في حياته فقط بل بعد موته أيضا، فالمسلم مطالب بمقتضى رباط الإسلام أن يتبع جنازة أخيه، فمن المعروف أن كثرة المتبعين للجنازة والمصلين عليها من دواعي استجابة الدعوات للميت ومن دواعي رحمة الله له، لذا حث عليها الشارع وجعلها ضمن دائرة الحقوق بين المسلمين.

أثر أداء تلك الحقوق على المجتمع الإسلامي

إن أداء تلك الحقوق بين المسلمين لها آثار طيبة وفوائد جمة، فهي تقوي بناء المجتمع ككل وتوثق عرى المحبة بين أفراده وتعمق روابط الإخاء، وتساعد على نشر السلام والطمأنينة، وتخفف من الصراعات والاحتقان الذي يحدث في المجتمعات المتفككة ذات الروابط الواهية، وديننا يريد لنا أن نكون كالجسد الواحد في توادنا وتراحمنا، وقد بين لنا الطريق، وما أوضحه!!

أضف تعليق

error: