دعوة نبوية للكلمات والسلوكيات الإيجابية

صورة , إلقاء السلام , السلوكيات الإيجابية
إلقاء السلام

ديننا الحنيف هو دين السماحة والإيجابية، ورسولنا الكريم ما رؤي إلا مستبشرا مبتسما يعلو الإشراق والرضا محياه، ولا تفارق البسمة ثغره، ولم يكن في يوم عبوسا مقطب الجبين، كما يفعل بعضنا.

ولأن إرادة الله اقتضت أن نحيا في هذه الدنيا بين الضغوط والصعوبات والأوجاع والمشقات، فصدق الله العظيم إذ يقول: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) (4) كبدٌ هي الحياة من المهد وحتى اللحد، حتى في أروع وأجمل لحظاتها لا تخلو من الوجع، لأجل ذلك كان لزاما على الإنسان أن يكون رقيق الطبع، رحيما رفيقا في أقواله وأفعاله، وأن يسعى دائما لأن يخفف عمن حوله لا أن يزيد من ضغوطهم ومعاناتهم، ومن ثم فإن هذا المقال كتب ليعرفنا كيف تدع شريعتنا إلى الرفق واللطف وحسن القول والفعل، وكيف كان نبينا الكريم مبشرا ورفيقا، ولم يكن غليظ القلب ولا فاحش اللفظ حاشاه ذلك –صلى الله عليه وسلم الذي يقول عن نفسه: ( إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق)، وسنذكر طائفة من مظاهر تلك الإيجابية الإسلامية الراقية!

في البسمة صدقة

ما بالنا بدين يعتبر تبسمك في وجه أخيك صدقة، هل هناك أرقى من ذلك ؟ وهل هناك دعوة أقوى من تلك الدعوة، دعوة إلى الابتسامة وترغيب من الله على لسان نبيه الكريم أنها ستكون في ميزان الحسنات وأنها تصنف تحت بند الصدقات، فكم من الصدقات أضعنا بعبوسنا والبخل على من حولنا بالبسمة!

والإسلام إذ يتبنى هذه الدعوة فهذا دليل على أن البسمة في وجه المسلم أو حتى غير المسلم تترك في نفسه أثرا طيبا، وتخلق حالة من الألفة والود، وربما صادفت وجعا أو هما فخففته أو هونته على صاحبه، فهنيئا لمن يسيرون بين الناس ببسمة لا تفارق محياهم.

الكلمة الطيبة صدقة

ولما كانت البسمة في وجه مريض أو مهموم لها ما لها من تطيب خاطره، فقد كانت الكلمة الطيبة أشد أثرا وأكثر نفعا، فالمرء منا يمر بأوقات عصيبة يكون فيها أحوج ما يكون إلى الكلمة الطيبة، والكلمة الطيبة قد تكون دعوة طيبة أو سؤال مهتم، أو رسالة طمأنة تخرج من شفتيك فتعين مهموم على همه أو تخرج إنسانا محبوسا في عتمة القلق والتفكير إلى نور الأمل والثقة في الله.

اعلم أخي المسلم أن الكلمة الطيب لها أثر السحر على من حولك، ويكفي في ذلك ما قاله الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وسلم – )نَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة).

إلقاء السلام حق للمسلم على أخيه المسلم

ومن أسباب المودة والألفة ونشر الطاقة الإيجابية والمشاعر الإيجابية بين الناس إلقاء السلام وتبادل التحية، والقاء السلام ليس قاصرا على من تعرفه من الأهل والأقارب والأصحاب، بل يمتد ليشمل من لا تعرفهم أيضا، فهو حق لكل مسلم على أخيه، وقد أشار النبي –صلى الله عليه وسلم إلى ما يفيد هذا المعنى بقوله: ( ألا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم؟ قيل: ما هو يا رسول الله؟ قال: أفشو السلام بينكم).

فالسلام يبعث رسالة اطمئنان رائعة، ويكسر حواجز الوحشة والخوف ويخلق حالة من الأنس والتراحم بين الناس، فأنت حين تلقي السلام على غريب أو مستوحش فإنك تشجعه وتقلل من شعوره بالغربة والوحدة.

دعوة الإسلام إلى التيسير والتبشير

من الدعاوى التي أصلها الإسلام وحث عليها أن يكون الإنسان متفائلا حسن الظن بالله، مستبشرا برحمته وآملا في عطائه ورزقه، ومن ثم ينعكس ذلك على كل من يتعامل معه، فلطف القول وعذوبة الكلمة والقدرة على نشر التفاؤل والأمل مزية كبرى ينبغي أن يحرص عليها المسلم، ومن السنة ما يدل على هذا المعنى دلالة جلية واضحة، لا لبث فيها، ومن ذلك قول الحبي –عليه الصلاة والسلام- : (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا).

فهي دعوة للتخلي عن كل ما يمكن أن يضاعف من أعباء الناس أو يزيد متاعبهم أو يشق عليهم، وتدريب اللسان على الكلم الطيب الذي يزرع في القلوب أملا ويرسم على الشفاه بسمة رضا وأمان.

وأخيرا ينبغي أيها المسلم أن تتعلم قاعدة شرعية تجعلك رابحا في تجارتك مع الله ورابحا في كسب القلوب ومحبة الخلق لك وهي (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق).

أضف تعليق

error: