للخطباء الباحثون عن التميُّز «خطبة عيد الفطر مختصرة» مكتوبة & بالتشكيل

خطب مكتوبة، خطبة العيد، خطبة عيد الفطر

نعم، العنوان مُراد بِه نفس المعنى، وهو أن هذه الخطبة للخطباء الباحثون عن التميُّز. إنها خطبة عيد الفطر. حسنًا، ثُم ماذا؟ أي ما الذي يجعلها مُميَّزة يا صديقي الإمام؟ أجَل؛ إنها مكتوبة، مختصرة، بالتشكيل «مشكولة بالكامِل».

فلا تفوّتها يا أخي الخطيب.

خُطبَةُ عِيدِ الفِطْرِ المُبَارَكِ

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ.

اللهُ أَكْبَرُ مَا تَقَرَّبَ المُؤْمِنُ إِلَى رَبِّهِ بِالصِّيَامِ، وَمَا أَحْيَا سُكُونَ لَيْلِهِ بِالقِيَامِ، اللهُ أَكْبَرُ مَا أَشْرَقَتْ شَمْسُ العِيدِ بِالفَرْحَةِ والحُبُورِ، وَمَا زَكَتْ فِي هَذَا اليَوْمِ المُبَارَكِ النُّفُوسُ وَالصُّدُورُ.

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، والحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وأَصِيلاً.

الحَمْدُ للهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ صُنُوفِ التَّفْضِيلِ وَالتَّكْرِيمِ، ونَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، يُجْزِلُ الثَّوَابَ لِمَنْ صَبَرَ، وَيُعْظِمُ الأَجْرَ لِمَنْ شَكَرَ، ونَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ، خَيْرُ مَنْ آمَنَ وَصَدَّقَ، وَأَنْفَقَ وَتَصَدَّقَ، دَعَا إِلَى المَحَبَّةِ وَالائْتِلافِ، وَنَهَى عَنِ التَّفَرُّقِ وَالاخْتِلافِ، ﷺ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اقْتَفَى أَثَرَهُمْ إِلى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاشْكُرُوا اللهَ –إِخْوَةَ الإِيمَانِ– عَلَى إِتْمَامِ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَدْ يَسَّرَ اللهُ لَكُمْ صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ، فَذُقْتُمْ لَذَّةَ العِبَادَةِ فِيهِ، وَبَسَطتُمْ أَيْدِيَكُمْ بِالإِحْسَانِ، وَجَاهَدْتُمْ فِيهِ النَّفْسَ عَنْ هَوَاهَا، حَتَّى أَتْمَمْتُمُ الفَرْضَ، وَأَدَّيْتُمُ الوَاجِبَ، فَذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ العُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ، ثُمَّ خَتَمْتُمْ صَفْحَةَ صِيَامِكُمُ المُبَارَكِ بِأَدَاءِ زَكَاةِ الأَبْدَانِ؛ طُهْرَةً لَكُمْ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً مِنْكُمْ لإِخْوَانِكُمُ المَسَاكِينِ، فَمَا أَعْظَمَ مَا وَفَّيْتُمْ، وَمَا أَجَلَّ مَا قَدَّمْتُمْ وَأَعْطَيْتُمْ!

فَهَنِيئًا لَكُمْ صَبْرُكُمْ وَاحْتِسَابُكُمْ، وَسَعْيُكُمْ وَاجْتِهَادُكُمْ، وَإِنَّكُمْ لَحَقِيقُونَ بِفَرْحَةِ الفِطْرِ، بَعْدَ أَنْ كَتَبَ اللهُ لَكُمْ فِي صِيَامِكُمُ اليُسْرَ (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ واللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.

أَيُّها المُؤْمِنُونَ: لَقَدْ أَشْرَقَتْ شَمْسُ عِيدِكُمُ المُبَارَكِ لِهَذَا اليَوْمِ، بَاعِثَةً النُّورَ وَالصَّفَاءَ، وَالدِّفْءَ وَالضِّيَاءَ، فَلاقَتْ قُلُوبًا يَغْمُرُهَا نُورُ التَّآلُفِ والتَّعَاوُنِ وَالْإِخَاءِ، وَذَلِكَ مِنْ أَجْمَلِ مَظَاهِرِ العِيدِ عِنْدَ المُؤمِنِينَ. إِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا مَا شَهِدَ العِيدَ شَهِدَهُ بِصَدْرٍ مُنْشَرِحٍ وَوَجْهٍ بَاشٍّ، نَفْسُهُ مُنْبَسِطَةٌ، وَيَدُهُ مَبْسُوطَةٌ، يَعِيشُ لِلْعِيدِ فَرْحَتَهُ، وَيَرْسُمُ مَعَالِمَهَا فِيمَنْ حَوْلَهُ مِنْ أَهْلِهِ وَقَرَابَتِهِ وَأَصْحَابِهِ، يُحْسِنُ إِلى مَنْ حَوْلَهُ، وَيُسَامِحُ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ، وَيَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ، وَيَرْأَبُ مِنْ بُنْيَانِ الأُخُوَّةِ مَا تَصَدَّعَ، مُتَّبِعًا بِذَلِكَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ ﷺ، وَرَاجِيًا بِهِ مَرْضَاةَ رَبِّهِ.

فَفِي هَذَا اليَوْمِ المُبَارَكِ لا مَجَالَ لِلْحِقْدِ وَالضَّغِينَةِ، وَلا سَبِيلَ إِلى الْبَغْضَاءِ وَالقَطِيعَةِ، إِنَّهُ يَوْمُ المَحَبَّةِ وَالوِصَالِ، وَالمَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ، وَإِنَّ أَعْظَمَ الوِصَالِ وِصَالُ المَرْءِ لِقَرَابَتِهِ، وَأَعْظَمُ صِلَةٍ صِلَتُهُ لأَرْحَامِهِ، وَفِي الحَدِيثِ: ((مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)).

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، والحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وأَصِيلاً.

مَعَاشِرَ المُسْلِمِينَ: مَا أَجْمَلَ أَنْ يُدَاوِمَ المَرْءُ عَلَى العِبَادَةِ بَعْدَ انْقِضَاءِ شَهْرِ الصِّيَامِ. إِنَّ المَسَاجِدَ الَّتي أَلِفْتُمُ المُكُوثَ فِيهَا عِبَادَةً وَذِكْرًا لا تَزَالُ فَاتِحَةً أَبْوَابَهَا لِلْعَابِدِينَ الذَّاكِرِينَ، وَالمُصْحَفَ الَّذِي عَشِقْتُمْ تِلاوَةَ آيِهِ فِي رَمَضَانَ لا يَزَالُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ مَنْشُورًا لِلتَّالِينَ، وَأَوْقَاتَ السَّحَرِ الَّتِي عَمَرْتُمُوهَا بِصَلَوَاتِكُمْ، وَشَقَقْتُمْ سُكُونَ لَيْلِهَا بِقُرْآنِكُمْ، لا تَزَالُ تَتُوقُ إِلى لُقْيَاكُمْ وَاجْتِهَادِكُمْ.

فَدَاوِمُوا –بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ– عَلَى الطَّاعَةِ، وَحَافِظُوا عَلَى مُكْتَسَبَاتِ شَهْرِكُمُ الفَضِيلِ، فَمِنْ عَلامَةِ قَبُولِهِ مُوَاصَلَةُ العَمَلِ بَعْدَهُ، وَخَيْرُ أَعْمَالِكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَدْوَمُهَا، وَهَأَنْتُمْ تَسْتَقْبِلُونَ صِيَامًا مَسْنُونًا، جَاءَ فِيهِ عَنْ رَسُولِكُمُ الكَرِيمِ ﷺ قَولُهُ: ((مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ))، فَاغْتَنِمُوا مَوَاسِمَ الخَيْرَاتِ، وَاسْتَغِلُّوا مَوَاطِنَ النَّفَحَاتِ، (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ واللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ أَكْرَمَنَا اللهُ ﷻ بِأَنْ فَيَّأَنَا ظِلالَ بَلَدٍ طَيِّبٍ مِعْطَاءٍ، تَنَعَّمَ بِخَيْرِهِ الصَّغِيرُ وَالكَبِيرُ، وَوَجَدَ رَوْحَ طِيبِهِ القَاصِي وَالدَّانِي، بَلَدٍ ضَارِبَةٍ جُذُورُ حَضَارَتِهِ فِي أَرْضِ التَّارِيخِ، وَبَاسِقَةٍ شَجَرَةُ إِنْجَازَاتِهِ فِي سَمَاءِ المَجْدِ، مَآثِرُهُ وَأَمْجَادُهُ لا تَزَالُ تَتَلَأْلَأُ فِي جَبِينِ الدَّهْرِ، وَعَبَقُ مِيرَاثِهِ سَيَبْقَى دَائِمًا مَوْضِعَ فَخْرٍ.

فَاحْرِصُوا –بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ– عَلَى التَّمَسُّكِ بِالشَّمَائِلِ وَالأَخْلاقِ الَّتِي بَنَى بِهَا أَجْدَادُكُمْ حَضَارَتَهُمْ، صُونُوا أَمْجَادَ أَسْلافِكُمْ، وَاعْتَزُّوا بِمَبَادِئِكُمْ وَقِيَمِكُمْ، وَعَزِّزُوا مَكَانَةَ بَلَدِكُمْ بِالبَذْلِ وَالعَطَاءِ، وَالائْتِلافِ وَالإِخَاءِ، وَالإِخْلاصِ وَالوَفَاءِ، كُونُوا مَبْعَثَ رِفْعَةٍ وَعِزَّةٍ لأُمَّةِ الإِسْلامِ، وَرُسُلَ رَحْمَةٍ وَسَلامٍ لِكُلِّ الأَنَامِ، وَكُونُوا لِآلاءِ رَبِّكُمْ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلِعَظِيمِ فَضْلِهِ مِنَ الذَّاكِرِينَ، (وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).

هذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ الأَمِينِ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ رَبُّكُمْ بِذَلكَ حِينَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلَّمتَ عَلَى نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ نَبِيِّنَا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وعَنْ جَمْعِنَا هَذَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

⬛️ ما رأيكم بالمزيد من الخطب لعيد الفِطر؟

حسنًا، لديّ بعض الخطب الرائِعة أيضًا من أجل يوم عيد الفطر المبارك؛ علَّها تنال استحسانكم يا أكارم.

تقبَّل الله مِنَّا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتُم بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top