خطبة عيد الفطر السعيد «1 شوَّال» مكتوبة جاهزة

خطبة عيد الفطر السعيد , 1 شوَّال , خطب مكتوبة جاهزة

خطبة عيد الفطر السعيد يجِب أن تكون مُميَّزة. بالتأكيد خُطباء المسلمين يعرفون هذه الملحوظة جيدًا. فالمصلون الحاضرون لخطبة العيد في الساحات والجوامع والمساجِد يكونون بأرقام كبيرة جدًا. فمن غير المعقول ألَّا يكون التحضير لهذه الخطبة العظيمة في وقت مُبكِّر وبهِمَّةٍ عالية، حتى تخرج الخطبة في أبهى صورها وتُحقّق كامِل مُرادها.

من أجل هذا جِئناكم اليوم، ومعنا هذه الخطب المكتوبة، كاملة، وبالعناصِر؛ للخطباء الذين يُفضّلون تقسيم الخطبة إلى عناصر محدَّدة حتى لا يتشعَّب الأمر منهم.

عناصر الخطبة

  • عيد الفطر يأتي فرحة بعد أداء ركن عظيم من أركان الإسلام وهو صيام شهر رمضان والعيد يوم الفرحة الأولى، والفرح في الآخرة عند الله أعظم وأكبر، حين يرى المؤمن جزاء عمله الصالح عنه الله ﷻ، فيسن للمسلم أن يظهر الفرح والسرور، وأن يكبّر الله ﷻ شكراً وإظهاراً لهذا الفرح.
  • العيد عبادة، يؤدي فيها المسلم صلاة العيد والصدقة وصلة الأرحام، ويسن المسارعة إلى إخراجها قبل صلاة العيد ليتمكن الفقير من الانتفاع بها في يوم العيد.
  • من مظاهر إشاعة الفرح والسرور صلة الأرحام، والتوسيع على الأهل والعيال فالعيد فرحة بالنعمة، وفُسحة للمؤمنين وزينة لهم.
  • ولا ننسى إخواننا في المسجد الأقصى، فنحن جميعاً ننال البركات في هذا اليوم المبارك، فتحية لأهل القدس على ثباتهم، ونحن في هذا البلد الطيب نقول لهم اننا لن ننساكم.
  • التمسك بدعاء سيدنا يونس عليه السلام ﴿لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾ سورة الأنبياء: 87، وترديده أربعين مرة في اليوم أو الليلة.

الخطبة الأولى

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر… الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً

عباد الله: إن يوم عيد الفطر هو يوم عيد المسلمين بعد أداء عبادة عظيمة وركن من أركان الإسلام وهو ركن الصيام، وهو انتقال من عبادة وطاعة لله ﷻ بالصيام، إلى عبادة وطاعة لله ﷻ بالفطر والأكل والشرب، فهو انتقال من عبادة إلى عبادة، قال الله ﷻ: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ سورة البقرة: 185.

نعم إنها أيام مباركة مرّت سريعاً كما وصفها ربنا ﷻ: ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ﴾ سورة البقرة: 184، فهنيئاً لمن شغلها بالطاعة والإنابة لله ﷻ، وخرج منها وقد غفر الله ﷻ له ما تقدم من ذنبه، أولئك هم المؤمنون الذين صاموا نهار رمضان وقاموا لياليه إيماناً واحتساباً لله ﷻ، فاليوم هو يوم الجائزة من الله ﷻ، ويوم الفرح والسرور، وقد قال ﷺ: “لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ” متفق عليه، فاليوم هو يوم الفرحة الأولى، والفرح في الآخرة عند الله أعظم وأكبر، حين يرى المؤمن جزاء عمله الصالح عند الله ﷻ.

وقد كان النبي ﷺ يحب أن يظهر مظاهر الفرح ومشاعر السرور في العيد لأنه فرح بفضل الله ورحمته بعد تمام العبادات، وقد قال الله ﷻ: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ سورة يونس: 58.

وإن من مظاهر نشر الفرح بين المسلمين، أن يُعظم المؤمنون الله ﷻ في قلوبهم، وأن تلهج ألسنتهم بالحمد والثناء عليه سبحانه على فضله وتوفيقه، لذلك شرع لنا في هذا اليوم المبارك أن نكبّر الله ﷻ ونحمده، في الطرقات والبيوت والمساجد، فالتكبير في هذا اليوم يكون فرحاً بإظهار شعيرة من شعائر الإسلام، وفيه تعظيم لله ربّ العالمين الذي وفقنا لطاعته، وأحاطنا بعنايته وهدايته وقد كان النبي ﷺ وأصحابه إذا رأوا ما يسرهم كبروا.

ولو كبرت قلوب المسلمين كما تكبر ألسنتهم بالعيد، لغيروا وجه التاريخ، ولو اجتمعوا دائما كما يجتمعون لصلاة العيد، لهزموا جحافل الأعداء، ولو تصافحت نفوسهم كما تتصافح أيديهم؛ لقضوا على عوامل الفرقة، ولو تبسمت أرواحهم، كما تتبسم شفاههم؛ لكانوا مع أهل السماء، ولكانت كل أيامهم أعيادا، ولو لبسوا أكمل الأخلاق كما يلبسون أفخر الثياب؛ لكانوا أجمل أمة على ظهر هذه الأرض.

ومن مظاهر إشاعة الفرح والسرور كذلك صلة الأرحام، والتوسيع على الأهل والعيال، لما قدم النبي ﷺ إلى المدينة وجد الصحابة يلعبون في يومين فسأل عن هذين اليومين، فقالوا كنا نلعب بهما في الجاهلية فقال النبي ﷺ: «كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى» — سنن النسائي.

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنَى تُدَفِّفَانِ، وَتَضْرِبَانِ، وَالنَّبِيُّ ﷺ مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ ﷺ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ، وَتِلْكَ الأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى» — متفق عليه.

يقول النبي ﷺ، «إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا» — متفق عليه.

نعم أيها الإخوة المؤمنون هذا عيدنا شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وإظهار الفرح والسرور فيها من تعظيم شعائر الله ﷻ، والله ﷻ يقول: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ سورة الحج: 32.

الخطبة الثانية

الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر… الله أكبر الله أكبر الله أكبر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ سورة [آل عمران: 102].

عباد الله: إن المسلم يفرح بكمال عبوديته لله ﷻ، وإخلاص دينه له ﷻ، الذي أكمل لنا ديننا ورضي لنا الإسلام ديناً وسيدنا محمداً ﷺ نبياً ورسولاً، والعيد يتجدد فينا كل عام ليذكرنا بهذا الفضل العظيم، وهذه المنّة الجزيلة بكمال الدين، يقول ﷻ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ سورة المائدة 3.

فالعيد فرحة بالنعمة، وفُسحة للمؤمنين وزينة لهم، ليتذكروا الفرحة التي تنتظرهم في الآخرة عن الله ﷻ، يقول سبحانه: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ سورة الأعراف 32.

وأما عن التهنئة في هذا اليوم المبارك فقد كان الصحابة رضي الله ﷻ يهنؤون أنفسهم وأهليهم بالعيد بأطيب العبارات التي تنشر المودة والمحبة والرحمة بين أبناء المجتمع، وتعزز أواصر الأخوة بينهم، فكانوا يقبلون على بعضهم بالسلام والدعاء بقولهم: “تقبل الله منا ومنكم الطاعات”.

كما وتتجلى في العيد أيضًا معاني العبادة من صلاة وصدقة وصلة أرحام، ويسن المسارعة إلى إخراج زكاة الفِطر قبل صلاة العيد ليتمكن الفقير من الانتفاع بها في يوم العيد، ومن فاته إخراجها فليسارع إلى إخراجها، فإن آخر وقتها ينتهي بغروب شمس يوم العيد، ويخرجها المسلم عن نفسه، وعمن ينفق عليهم، فمن أخرها عن غروب شمس يوم العيد فقد أثِم وعليه قضاؤها فلا تسقط من ذمته.

ولا ننسى إخواننا في المسجد الأقصى، فنحن جميعاً ننال البركات في هذا اليوم المبارك، فتحية لأهل القدس على ثباتهم، ونحن في هذا البلد الطيب نقول لهم اننا لن ننساكم، فتقبل الله منكم الطاعات وصالح الاعمال.

تقبَّل الله طاعاتكم وكل عام وانتم بخير…

تريد المزيد من خطب عيد الفطر؟ حسنًا؛ إليك هذه القائِمة

كما تعرفون، أو رُبما أنتم جُدد معنا في موقع المزيد.كوم، فقد قدَّمنا من قبل مجموعة من الخُطَب الخاصَّة بمناسبة عيد الفِطر المُبارَك. وفي حال كنتم تريدون بعضًا منها، فسنوافيكم بقائِمة تضم روابط لمجموعة من هذه الخُطَب.

وفَّقكم الله وسدَّد خُطاكُم.

أضف تعليق

error: