حبوب تأخير الدورة لصيام رمضان.. بين العلم والشرع

تمت الكتابة بواسطة:

حبوب تأخير الدورة لصيام رمضان.. بين العلم والشرع

يقول السَّائِل: زوجتي تطهرت من دورتها في 25 شعبان، ودورتها منتظمة، وكانت موعد دورتها التالية يوم 22 رمضان؛ ولكنها أرادت أن تكمل صيام الشهر وتستغل العشر الأواخر بالصلاة وقراءة القرآن، وهو ما حدا بها يوم 21 رمضان إلى استخدام حبوب منع الحمل لتأخير موعد الدورة حتى ينتهي رمضان وهي على طهر، واستمرت في التعاطي حتى يوم 28 رمضان، وتوقفت عن تعاطي حبوب منع الحمل حتى تستعد لنزول الدورة.

ولكن المشكلة أن الدورة لم تنزل حتى رابع أيام العيد تقريبا، وهو ما اضطرنا للذهاب إلى المستشفى، وعملنا تحليلاً، واتضح أن زوجتي حامل.

سؤالي هنا: هل هناك أي ضرر من تعاطي حبوب منع الحمل خلال تلك الفترة وهي 8 أيام تقريبا؟ وأنا قلق جدًّا بسبب هذه الحبوب؛ لأنني أخشى أن يكون هناك أضرار على الجنين، وماذا يجب علينا الآن أن نعمله إذا كان هناك أضرار؟ أفيدونا مأجورين.

الإجـابة

وهنا يقول د. محمد نورالدين عبد السلام —أخصائي أمراض النساء والتوليد—: لقد رجعت بنا استشارتك أخي الكريم إلى أيام فاضلة وجليلة أعادها الله علينا وعلى جميع الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.. وحقيقة أنا لا أعلم ما الذي جعلك تتأخر بهذه الاستشارة حتى هذا الوقت؟

وعلى كل حال يا أخي لا داعي للقلق ففترة 8 أيام أُخذت فيها حبوب منع الحمل لا تبرر ذلك القلق على الجنين، وهناك حالات أخذت تلك الحبوب فترات أطول من ذلك ولم يحدث للجنين أي شيء غير طبيعي. ثم إن هناك مرشحًا طبيعيًّا بين دم الأم ودم الجنين، أي أنه ليس كل ما تتعاطاه الأم يصل إلى الجنين، فلا تقلق إن شاء الله ﷻ.

كما أننا نعطي بعض مكونات تلك الحبوب في حالات الإجهاض لتثبيت الحمل، وهو هرمون البروجسترون، فإن كانت الحبوب التي أخذتها الزوجة تحتوي فقط على ذلك الهرمون فإنه لا تأثير لها إن شاء الله على الجنين.

وفي النهاية أخي الكريم أود فقط أن أدلو بدلوي —بعبارات وجيزة— في مسألة تشريع هذا الأمر في ديننا الحنيف؛ فنحن دائمًا نفضل أن تسير الأمور على طبيعتها التي خلقها الله عليها حتى إن كان هذا مشروعًا، حيث يجب دائمًا أن نتوخى الحذر في هذه الأمور حتى لا نجلب الضرر للأم وجنينها.

ونود أن نذكرك ونذكر زوجتك أن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه؛ فجزى الله زوجتك الكريمة خيرًا على صيامها الشهر كاملاً، وحفظها وطفلها بحفظه ورعايته.

ويمكنك مطالعة ما يلي لمزيد من الفائدة:


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: