فضل وثواب التبكير لصلاة الجمعة الذي زهد فيه البعض

ثواب التبكير لصلاة الجمعة

كيف لا تبتغي فضل وثواب التبكير لصلاة الجمعة وقد علمت أنّ أعظم أجرٍ في الإسلام رُتِّبً على نافلةٍ من النوافل أن تُبكر إلى الجمعة وأن تأتيها ماشيًا. هذا الأجر العظيم يزهد فيه بعض المسلمين. فقد تجِد منهم من يتقرب إلى الله في يوم الجمعة دائمًا ببيضة، وإن زاد فدجاجة. مع أنه لو كان له ضيفٌ ما قدم البيضة ولا الدجاجة. لكنه يقدم إلى الله قربانًا كل جمعة بيضة. أي أنَّهُ يأتي في الساعة الخامِسة. بل أن بعضهم قد يأتي والخطيب قد بدأ خطبته وأنصتت الملائكة وأغلقت السجلات.

ثواب التبكير لصلاة الجمعة

تأمل في قوله حبيبنا عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف “مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا”. وفي روايةٍ “وذلك على الله يسير”.

والله إن من الخسران والخذلان وإيذاء الإنسان لنفسه، ألا يستيقظ يوم الجمعة إلا التاسعة صباحًا أو العاشرة صباحًا، ليمشي للجمعة ومعه البيضة، وهو قادرٌ أن يُقدِّم بدنه، وهو قادر أن يمُد في أجله.

فأعمارنا قصيرة، آجالنا موقوتة وأيامنا معدودة. فتأتي الجمعة فتمُد في أعمارنا، وتزيد في آجالنا. كيف؟ إذا مشيت ألف خطوة إلى الجمعة، معناها ألف سنة صيام وقيام، وأنت لم تصُم ولم تقُم. لكنه كرمُ أرحم الراحمين.

أيُّ أجور وبحور من الحسنات لم نغترِف منها!

من يحرص على هذا الثواب الآن؟

تدخل بعض بيوت الله التي يسكُن حولها إخواننا المسلمين، فلا تجِد الصف الأول قد اكتمل، بل تأتي العاشرة ولربما لم تجد أحدًا يذكر أو يُصلي أو يركع.

أي زهدٍ في هذا الأجر؟

عمرك أيها المؤمن، أنت قادر على أن تُطيلة بالبركة، أو بزيادة الأيام. لكن هي خمسُ ساعات تُبكرها، ثم تعطى بكل خطوة أجر صيام سنتةٍ وقيامها.

ما الذي جعلنا نزهد فضل التبكير لصلاة الجمعة؟

ومن أكبر الأسباب التي ضيَّعت علينا هذا الأجر، أن ليله الجمعة نعيشها في سهرات طويلة، لا أقول في معصية، لكن في سهر، سيحرمنا هذا السهر التبكير للجمعة، وأخطر من ذلك ألا نصلي الفجر في وقته.

ولتعلَم أن أعظم صلاة في الإسلام هي صلاة الفجر في يوم الجمعة، لأنه اليوم الذي هو عيد للأسبوع كله ويجتمعُ أهل الإيمان فيه، يغتسلون ويتطيبون ويبكرون، فهل أنت مع المبكرين؟

لعلّ الجمعة القادمة تحزم شعث قلبك وتلُمُّه، وتسأل الله أن يوقِظك وأن تستيقظ لتيسير إلى الجمعة حتى تنال هذا الأجر العظيم.

أضف تعليق

error: