عمليات تكميم المعدة قبل وبعد: معلومات هامة ومفصلة

عملية تكميم المعدة

تعتبر السُّمنة، هذا الشبح الذي يُطار الملايين عل البسيطة، واحدة من أكثر المشاكل الصحية الشّائعة في العديد من المجتمعات، وقد تتسبّب في العديد من المضاعفات الصحيّة المُختلفة، كالتهابات المفاصل، وبعض السّرطانات، أمراض القلب والأوعية الدمويّة، متلازمة التمثيل الغذائي، فضلًا عن عدد من المشاكِل الصحيّة الأخرى.

أمّا اليوم، فهُناك العديد من طرق العلاج المتوفّرة لمشكلة السمنة المفرِطة، أبرزها عمليات تكميم المعدة، وهي محور حديث اليوم.

أضرار السمنة المفرطة على صحة الإنسان

يقول الدكتور عبد الواحد الواحدي “استشاري جراحة عامة وجراحة السمنة” أن السٌّمنة هي عبارة عن زيادة تراكم الدهون في الجسم إلى معدلات قد تؤدي إلى ضرر بالشخص الذي يعاني من هذه السمنة.

لا تعتبر السمنة في حد ذاتها مشكلة ظاهرية خارجية للإنسان، ولكنها يمكن أن تصاحب بعض الأمراض الأخرى التي نطلق عليها أمراض أيضية واستقلابية، حيث أنها قد تؤدي إلى:

  • ارتفاع نسبة الدّهون في الجسم.
  • ارتفاع نسبة السّكر في الدم.
  • التعرض لآلام المفاصل.
  • آلام الظهر، وظهور علامات الديسك عند المصاب بالسمنة.
  • ارتفاع ضغط الدم.

عملية تكميم المعدة وأنوعها

يلجأ العديد من الأشخاص لإنقاص الوزن إلى تكميم المعدة بعدما يفشلون في ممارسة التمارين الرياضية وتغيير في النظام الغذائي والحياتي لنزول الوزن. تعتبر عمليات تكميم المعدة هي عمليات مختصة بتصغير حجم المعدة بإزالة ٥٠ إلى ٨٠٪ من حجم المعدة، وهذا التصغير يؤدي إلى:

  • إزالة ٥٠ إلى ٨٠٪ من حجم المعدة، ومن ثم تقل كميات الأكل بعد العملية.
  • إزالة جزء من المعدة يؤدي إلى انخفاض الهرمون المسئول لفتح الشهية وهو هرمون الجريلين.
  • تصغير حجم المعدة يؤدي مع الوقت إلى أن تكون فترة بقاء الأكل في المعدة فترة قصيرة، ومن ثم تؤثر على الامتصاص داخل المعدة.

هناك مسميات مختلفة لعملية تكميم المعدة، ولكن الأصل في هذه العملية هو إزالة ٥٠ إلى ٨٠٪ من المعدة، وهناك ٣ مسميات مختلفة هي:

وهذه الثلاثة مصطلحات هي لنفس المعنى وهو إزالة جزء من حجم المعدة يصل إلى ٨٠٪ منها في بعض الحالات، ولا جدوى من تكميم المعدة بقص جزء منها أقل من ٥٠٪ من حجمها.

تُجرى عملية تكميم المعدة عن طريق المنظار عبر فتحات صغيرة، يقوم الجراح بفحص تجويف البطن والمريء والمعدة والاثنا عشر بشكل كامل، ويقوم الطبيب أو الجراح حينئذ بإزالة ٣ إلى ٤ سم من قبل الاثنا عشر لتصغر حجم المعدة وتزيد سرعة تشبع الشخص بالأكل بعد إجراء عملية التكميم.

اخترنا لك مقالات هامة حول تكميم المعدة

مضاعفات تكميم المعدة بعد إجرائها

هناك مضاعفات عامة وأخرى خاصة بكل عملية من العمليات الجراحية المختلفة خاصةً عمليات التكميم، ومن هذه المضاعفات:

  • تكثف في الدم خاصةً الشخص الذي يعاني من زيادة في الوزن ونقص في السوائل وضعف في الحركة، ومن ثم قد يؤدي ذلك إلى حدوث الجلطات، لذلك فإننا نحاول تحريك المريض بعد إجراء عملية التكميم بأربعة ساعات ويأخذ بعض السوائل عن طريق الفم إلى جانب السوائل الوريدية حتى نمنع تكثف الدم في جسمه.
  • وجود فرصة لحدوث الجلطات الرئوية وجلطات في الرجلين.
  • إمكانية حدوث التسرب، بمعنى أن مكان الدباسة أو مكان القص يمكن أن يتسبب في خروج السوائل من مجراها الطبيعي في المعدة إلى خارج تجويف المعدة ويسبب بعض الالتهابات، ويتم العلاج جراحياً في هذه الحالة لإنقاذ المريض خاصةً بعد يومين من إجراء العملية مباشرةً حيث يسهل على الجراح علاج هذا المريض بهذا التسرب، وفي حالة تعرض المريض لتسرب السوائل بعد يومين من إجراء عملية التكميم، فإن ذلك يؤدي إلى إطالة فترة العلاج.

تتم عملية تكميم المعدة تحت التخدير الكامل عن طريق المنظار وعبر الفتحات الصغيرة، ويقوم الجراح بإدخال أدواته الطبية ثم الملاقيط الجراحية من هذه الفتحات لقص المعدة وتدبيسها في نفس الوقت.

الفحوصات الطبية التي تُجرى قبل عملية التكميم

ما قبل العملية، لابد من إجراء بعض الفحوصات الطبية العامة والخاصة للمرضى منها:

  • تحاليل الدم العامة.
  • تحليل وظائف الكُلى.
  • تحليل وظائف الكبد.
  • إجراء فحص نسبة الحديد والفيتامينات في الجسم.
  • بعض الفحوصات الشعاعية مثل فحص تجويف البطن لملاحظة نسبة تراكم الدهون على الكبد، أو وجود حصى المرارة على الكُلى من عدمه.

تابع “الواحدي”: يحتاج المريض إلى عدد فتحات في بطنه لإجراء عملية التكميم تختلف من جراح إلى آخر، ولكن في العادة يحتاج المريض لإجراء فتح البطن عبر ٣ إلى ٦ فتحات لإجراء عملية التكميم.

الحالات التي تستدعي إجراء عملية التكميم

لا يمكن لكل حالات السمنة إجراء عملية تكميم للمعدة، لذلك هناك ضوابط معينة وُضعت من قبل المجال التخصصي في هذه الجراحة بناءً على مؤشر كتلة الجسم في المقام الأول، وفي حالة أن الشخص يعاني من معدل كتلة للجسم بنسبة٤٠ فما فوق يمكنه إجراء تلك العملية مقارنةً بنسبة ١٨.٤ إلى ٢٥ بالنسبة للشخص العادي الذي لا يعاني من السمنة الزائدة أو زيادة الوزن، وهذه التقديرات هي تقديرات عالمية، ولا يمكن التوجه لإجراء عمليات تكميم المعدة إلا بعد استيفاء كل الطرق الغير جراحية لإنقاص الوزن.

في حال كان مريض السُّمنة يعاني من بعض الأمراض المزمنة كارتفاع في ضغط الدم أو مرض السكري ويحتاج لإجراء عملية تكميم المعدة، فإننا نقوم بفحصه بشكل كامل لأخذ السيرة المرضية، حيث أن مرضى السكري على سبيل المثال يتم تحضيرهم بشكل مختلف عن المرضى العاديين، وبناءً على ذلك يتم التعامل مع المريض الذي يمكنه اللجوء إلى عملية قص المعدة لإنزال وزنه، أو عملية تكميم المعدة أو تحويل المسار.

أما إذا كان مريض السمنة يعاني من مرض القلب، فإن إجراء مثل تلك العمليات الجراحية لإنقاص الوزن تتم بتعاون مشترك بين الجراح وطبيب القلب ليقررا في نفس الوقت مدى استفادة هذا الشخص من هذه العملية الجراحية ومدى تأثيرها على القلب، لذلك يمكننا القول أن عملية تكميم المعدة يمكن أن تقلل من الأمراض، وكذلك تخفف من الآثار الجانبية لبعض الأمراض المزمنة.

مميزات عملية تكميم المعدة

ينصح الكثير من خبراء التغذية بالابتعاد عن عمليات تكميم المعدة أو العمليات الجراحية للمعدة بشكل عام والتي تخص إنقاص الوزن دون ذكر أن مثل هذه العمليات وخاصةً عملية تكميم المعدة تعالج الكثير من المشاكل الصحية.

الجدير بالذكر أن التخلص من السمنة يبدأ هرمي عن طريق:

  • تغيير أسلوب الحياة.
  • تناول الغذاء الصحي.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • أخذ الأدوية العلاجية.
  • العمليات الجراحية لقص جزء من المعدة.

أما عن أصغر الأطفال عمراً والذي يمكن أن نُجري له عملية تكميم للمعدة فهو على عمر السنتين تقريباً، وهذا هو العمر الأدنى الذي يمكن أن نجري فيه عملية تكميم لطفل على الرغم من أن الأطفال الصغار قد يحدث لهم بعض المضاعفات الصحية بعد العملية خاصةً مع نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم، كما أن هناك مضاعفات شديدة يشعر بها الكبار والصغار في أول ستة أشهر من إجراء العملية الجراحية.

الاستغناء عن التمارين الرياضية والأغذية الصحية بعد التكميم

دائماً ما نكرر ونقول أن نجاح عملية التكميم يعتمد بشكل أساسي على المريض والجراح بنسبة ٥٠٪ لكل منهما على حد سواء.

الجدير بالذكر أن إجراء عملية تكميم المعدة لا يعني فقدان الوزن مباشرةً، وإنما تمثل العملية الجراحية نسبة ٥٠٪ من نجاحها، والـ ٥٠٪ المتبقية تتوقف على المريض ذاته ومدى فهمه ووعيه بضرورة تغيير أسلوب حياته ليبقى صحي بعد العملية من حيث طريقة تغذيته، حركته، نشاطه، حتى ولو نقص الوزن في أول ثلاثة أشهر بعد إجراء العملية الجراحية.

على الجانب الآخر، هناك احتمالية واردة بزيادة وزن المريض الذي أجرى عملية تكميم للمعدة خاصةً إن لم يتم اتباع نظام غذائي وحياتي صحي، على الرغم من عدم رجوع المعدة إلى ما كانت عليها قبل إجراء عملية التكميم، ومن الممكن أن يكون هنالك تمدد بسيط في المعدة بعد سنة أو سنتين من إجراء العملية.

مضاعفات السمنة الصحيّة

هناك مضاعفات صحية كثيرة للسمنة منها:

  • التعرض لمشاكل العظام والمفاصل والكبد.
  • التأثير على الحمل، حيث تقل فرصة الحمل عند النساء الحوامل المصابات بزيادة الوزن.
  • زيادة معدلات نسبة السكر في الدم.

بعد إجراء عملية التكميم، يمكن للرميض ممارسة حياته بصورة طبيعية بعد أسبوعين من إجرائها، ومن الطبيعي أن يشعر المريض في هذه الفترة ببعض التعب والهزل نتيجة تغير نمط الحياة الغذائي بعد العملية، ولكن تبقى الحركة والنشاط هي الحل الأمثل لهذا المريض في هذه الحالة.

وختاماً، هناك برنامج غذائي خاص يمكن للمريض الذي أجرى عملية التكميم أن يسري عليه، ومن ثم في أول ١٠ أيام من إجراء العملية تكون التغذية على هيئة سوائل فقط كالعصائر الغير محلاة والشوربة الصافية، ثم في الفتة التي تليها تأتي الأغذية المهروسة ثم المطحونة.

ويتم زيارة الطبيب بعد أسبوع من إجراء العملية لفحص نسبة الفيتامينات والدهون في الجسم، ومدى نزول الوزن الطبيعي في الشهر والذي يصل إلى ٥ كيلو جرام للشخص الطبيعي، على الرغم من أن هناك البعض الذين ينزلون أكثر من ١٠ كيلو جرام في الفترة التي تلي العملية مباشرةً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top