تعدد الخبر في الجملة الاسمية.. شرح مع الأمثلة

هل يُمكننا أن نكتب جملة اسمية واحدة بها أكثر من خبر؟ أم لابد أن يكون لكل خبر مبتدأ؟ سنتعرف على الإجابة بالتفصيل والشرح في هذا الدرس.

تعدد الخبر في الجملة الاسمية

تعدد الخبر في الجملة الاسمية

تعدد الخبر يعني أن يكون للجملة الاسمية أكثر من خبر لمبتدأ واحد.

مثال ذلك؛ الطالب ذكي مبدع متفوق ← الطالب هو المبتدأ، وذكيٌ ومبدعٌ ومتفوقٌُ ثلاثة أخبار للمبتدأ ذاته.

هل الأخبار المتعددة للمبتدأ تأتي مفردة فقط كما في المثال السابق؟ أم أنها يمكن أن تأتي جملة وشبه جملة؟

بل يُمكن أن تأتي مفردة وتأتي جملة وتأتي شبه جملة، مثل قولنا؛ الحديقة رائعة تُثمر الفاكهة ← فالخبر الأول (رائعة) مفرد والخبر الثاني (تُثمر الفاكهة)، فالجملة الفعلية هنا خبر ثانٍ في محل رفع.

وفي مثالٍ آخر نجد التعدد في نوعه جملة وشبه جملة وهو؛ العصفور يغرد فوق الشجرة ← ويغرد هنا خبر جملة في محل رفع، (وفوق الشجرة) خبر ثانٍ في محل رفع.

وهنا بُمكنك مراجعة درس ظن وأخواتها وأقسامها.. بالأمثلة

أنواع تعدد الخبر

هناك نوعٌ يتعدد فيه اللفظ والمعنى، وكل واحد فيه مخالف للآخر، كقولنا؛ بلدنا زراعي صناعي – وكما تلاحظون فالمبتدأ هنا واحد بينما الخبر متعدد في لفظه ومعناه.

مثالاً آخر؛ صحيفتنا علمية أدبية سياسية ← فهذا المثال فيه ثلاثة أخبار متعددة لمبتدأ واحدا ومخالفة لبعضها.

وهذا النوع يجوز فيه عطف الخبر الثاني وما بعده على الأول بحرف عطف مناسب، إذ يمكننا القول؛ بلدنا زراعي وصناعي ← وحينها يعرب معطوفًا على الخبر الأول ولا يعرب خبر إلا إذا حذفنا حرف العطف.

وقد يأتي الخبر متعدداً في اللفظ فقط بحيث تشترك الألفاظ  المتعددة في معنى واحد، فمثلا عندما نقول؛ الرجل طويل قصير ← وكما نُلاحظ الخبرين الأول والثاني (طويل وقصير) خبرانِ متعددانِ لفظاً لكنهما يشتركانِ في المعنى.

المقصود في الجملة أن الرجل ليس طويلاً ولا قصيرًا فكلاهما له معنى الخاص يعني أن الرجل متوسط الطول، وهذا النوع لا يجوز فيه عطف الخبر الثاني على الأول، فلا يمكننا القول؛ إن الرجل طويل وقصير.

بقي نوع يتعدد فيه الخبر لفظ ومعنى تعدداً تابعاً لتعدد المبتدأ حقيقة أو حكماً.

وهنا -كذلك- نراجع سويًا درس المشتقات في اللغة العربية.. أنواعها وأوزانها وعملها «بالأمثلة»

تعدد المبتدأ حقيقة

يتعدد المبتدأ حقيقة عندما يكون مثنى أو جمع وبالتالي يتعدد الخبر لفظاً ومعناً، كان نقول؛ الصديقان مهندس وطبيب ← وكما تلاحظون اشتمل المبتدأ على فردين واشتمل الخبر على فردين.

وفي المثال؛ السابقون غلامٌ وشابٌ وكهل ← نجد أن المبتدأ جمع، والخبر تعدد إلى ثلاثة تبعًا لتعدد المبتدأ.

تعدد المبتدأ حكمًا

يتعدد المبتدأ حكمًا عندما يكون شيئًا واحدًا ذا أجزاء، مثل قولنا؛ جسم الإنسان رأسٌُ وجذعٌ وأطراف ← وبالتالي فإن المبتدأ شيء واحد (جسم الإنسان) وله أجزاء وهي الخبر المتعدد (رأس، وجذع، وأطراف).

وفي هذا النوع يجب عطف الخبر الثاني وما بعده على الخبر الأول.

هُناك معلومة أخيرة في هذا الدرس لابد من معرفتها أنه في الأخبار المتعددة هناك أخبار لا تصلح أن تكون نعتًا للخبر الأول.

وهناك أخبار تصلح أن تكون نعتاً للخبر الأول، مثل قولنا؛ الأسد يُكشر عن أنيابه، غاضبًا ← فهنا لا يصلح أن يكون غاضب نعتاً للخبر الأول (يكشر عن أنيابه) وكذلك جملة (يكشر عن أنيابه) لا تصلح أن تكون نعتاً لغاضب بينما في المثال؛ هو أسد يزأر ← كلمة (يزأر) تصلح أن تكون في محل رفع خبر أو نعتاً للأسد لأنها تعبر عن صفته.

وفي المثال؛ حامد رجل يفعل الخير ← فجملة (يفعل الخير) لا تصلح أن تكون خبر ثانياً لأن الخبر لا بد أن يُتم المعنى الأساسي للاسم، وجملة (حامدٌ رجل) أتمت المعنى، فجملة (يفعل الخير) كانت نعتاً.

والآن ما رأيُكم في تعدد الخبر وأنواعه؟ إنه درس مهم.

مهلا؛ أترككم الآن لتراجعوا درس أفعال الشروع وإعرابها.. بالأمثلة

أضف تعليق

error: