التداعياته النفسية والجسدية للعنف ضد النساء

العنف ضد النساء

“بيت الأمان” هو عبارة عن مأوى لاحتضان النساء في غزة، حيث يضم عدداً من السيدات اللاتي عانين مع أهلهن، فمنهن من عانت مع أهلها بسبب تصميمهم على زواجها بشخص لا تريده بدافع الحصول على المال، ومنهن من عانت من العنف الزوجي وتعنت أهل الزوج وإجبارها على ترك أبنائها لهم، وبالتالي في النهاية لم يكن لدى أياً منهن المأوى والمسكن، كما ساعدهن المأوى على كسب الرزق بطرق شرعية بدلاً من اللجوء إلى أي طرق أخرى.

بيت الأمان هي مؤسسة إيوائّية استشارية تابعة إلى وزارة التنمية الاجتماعية، هدفها الرئيسي والايجابي هو وجود جسم حكومي يحمي المرأة من أي عنف واقع عليها سواء كان عنف جسدي أو نفسي أو جنسي.

وتقول “هنادي سكيك” مديرة بيت الأمان، أن أغلب الحالات التي تأتي إلى المركز هي فتيات ونساء تعرضن للعنف؛ حيث كانت حياتهن معرضة للخطر وبالتالي يتم احتواءهن بداخل المركز.

العنف ضد النساء في العالم العربي

يقول الدكتور “جمال حافظ” الأستاذ في الطب النفسي: أن العنف ضد النساء يعتبر ثقافة في وطننا العربي، في مجتمعنا الذكوري الشرقي؛ حيث قُدر للمرأة أن تكون الحلقة الأضعف في الحياة الزوجية، فإذا عصت المرأة الرجل أياً من قراراته فإنه يستسهل أن يضربها حتى يثبت ذكوريته عليها.

والعنف لا يُقصد به العنف الجسدي أو اليدوي فقط، ولكن هناك أنواع أخرى أشد وطأة كالعنف النفسي والجنسي، والعنف الزوجي والأسري يكون مردوده النفسي على المرأة أولاً ومن ثم على الأطفال الموجودة بالأسرة.

الأسباب الحقيقية وراء العنف ضد النساء

ويؤكد الدكتور “حافظ” أن تركيبة المجتمع الذهنية والفكرية الذكورية هي السبب الرئيسي للعنف ضد النساء؛ حيث أن الرجل هو صاحب القرار الأول والأخير، وبالتالي إذا كان هذا الرجل لا يتمتع بالثقافة والمدنية مع الزوجة فيلجأ إلى إثبات ذكوريته عليها بتعنيفها.

كما يؤكد أيضاً أن للمرأة دوراً في تربية الذكر على هذا المفهوم الخاطئ للطاعة؛ فطاعة الزوج لا تعني أبداً أن تكون طاعة عمياء بدون وعي؛ فلا تعني الطاعة أبداً أن تتعرض الزوجة للعنف أو للضرب، ولكن معنى الطاعة هو أن تطيعه في تلبية طلباته واحتياجاته.

ومما زاد من وعي النساء مؤخراً، هو ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أكدت على وجود المرأة في الحياة الزوجية كشريكة، وبالتالي بدأت المرأة في معرفة دورها الحقيقي وبدأت في قول لماذا؟، ومن ثم أصر الرجل على إثبات ذكوريته باستخدام العنف.

الأثر الفعلي للعنف الزوجي على الأطفال

وتابع “د. جمال” أن الطفل بداية من عمر خمسه سنوات فيما فوق يستطيع أن يعطي بعض التحليل لما يحدث حوله في أسرته، وبالتالي يشعر الطفل بأن والدته التي تمثل القدوة لديه في حالة ضعف دائمة، ومن ثم يكون الطفل بداخله حقد كبير تجاه الأب ويكون مائلاً جداً لوالدته.

أما عن حياته الزوجية فيما بعد، فهناك نوعان من الأشخاص في هذه الحالة، فقد يصبح الطفل عنيفاً أيضاً مثل والده ويقلده في حالة عصيان زوجته له؛ حيث يمثل له المرجعية المعنوية، والبعض الآخر يكون معاكساً لذلك تماماً.

وأخيراً، ينصح الدكتور “جمال” السيدات في النهاية بالحذر منذ بداية الزواج، فما يبنى على اتفاق سيظل اتفاق، فإذا كان الزواج مبيناً على التفاهم والأخلاق والشراكة، وذلك منذ فترة الخطوبة وكتب الكتاب والتي تعتبر المحطة الأولى فذلك هو الطريق الصحيح لاتخاذ القرار من البداية، أما إذا لم يكن أياً من تلك الصفات الحميدة موجودة فالطلاق أو الانفصال هو الحل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top