تأخر الإنجاب.. أمراض وأعراض

تأخر الإنجاب.. أمراض وأعراض

تقول السائِلة: أود أن أعرف عن:

  1. تكيس المبايض وأعراضه وصوره ومدى تأثيره على الإنجاب.
  2. تليف الرحم وأعراضه ومدى تأثيره على الإنجاب.
  3. الالتهابات التي تصيب المهبل والحوض وكذلك أعراضها ومدى تأثيرها على الإنجاب؛ لأني قد أكون أعاني من أحدها، هذا مع العلم أني متزوجة منذ فترة ليست بعيدة وعندي انتفاخ في جانب المبيض الأيسر لا يؤلم إلا في فترة التبييض.

وجزاكم الله الخير كله.

الإجـابة

يقول د. محمد نورالدين عبد السلام —أخصائي أمراض النساء والتوليد—: عزيزتي، إن المواضيع التي تطلبين معلومات عنها هي مواضيع كثيرة وكبيرة ولا يمكن الإلمام بها في الرد على هذه الرسالة، وربما كان بعضها قد تم مناقشته باستفاضة من قبل على صفحتنا، ولكن على أي حال سأحاول أن أعطيك المعلومات المهمة في كل منها.

أولا: متلازمة تكيس المبايض، وهي حالة مرضية تصيب حوالي 5%-10% من النساء ما بين 20 و40 سنة، ويعاني 30%من أعراضها، وهي أحد الأسباب المؤدية لتأخر الحمل، لكنها لا تسبب العقم، وهي حالة من الخلل الوظيفي نتيجة إفراز هرمون الأنسولين في الدم، وهو الهرمون الذي يساعد في انتفاع الجسم بالسكريات.

ولكن لسبب غير مفهوم نجد أن الأنسولين يفرز في الدم من غدة البنكرياس، ولكن لا يستطيع أن يقوم بعمله نتيجة وجود مقاومة من الجسم تمنعه من ذلك؛ وهو ما يؤدي إلى جعل الجدار الخارجي للمبيضين سميكا فيعوق خروج البويضة في فترة التبويض إلى خارج المبيض للالتقاء بالحيوان المنوي.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نجد أن هرمونات الذكورة يرتفع مستواها في الدم وخاصة هرمون التستوستيرون؛ لذلك فإن تكيس المبيضين هو متلازمة، بمعنى أنه لا بد أن يكون هناك عرضان من ثلاثة أعراض على الأقل ظاهرة لنقول إن هناك تكيسا في المبيضين وهذه، الأعراض الثلاثة هي:

  • زيادة في الوزن.
  • تأخر الحمل بسبب عدم التبويض.
  • ارتفاع في ضغط الدم.

ومنضمن باقي الأعراض الثانوية ظهور شعر سميك في أماكن لا يظهر فيها الشعر عند النساء مثل الوجه واليدين والرجلين، وطبعا ذلك يتوقف على كمية هرمون الذكورة بالدم.

وللكشف عن تكيس المبيضين:

  • يجرى فحص بالموجات فوق الصوتية (السونار) فنجد أن حجم المبيضين أكبر من الطبيعي مع وجود أكياس صغيرة بهما، وتلك الأكياس هي البويضات التي لم تستطع أن تخرج من المبيض كما قلنا سابقا.
  • كما أن تحليل الدم يبين أن هرمون التستوستيرون هو أعلى من المعدل الطبيعي وكذلك هرمون الأنسولين، ولكن ليس ضروريا أن تكون هذه التحاليل غير طبيعية، والأهم هو الكشف بالسونار.

أما عن العلاج فأنا شخصيا لا أنصح بالجراحة (كما كان يجرى في الماضي)؛ لأن الجراحة يمكن أن تتسبب في التصاقات بالأنابيب وهذا غير مطلوب خاصة مع النساء اللاتي يرغبن في الإنجاب، ولكن توجد أدوية تعطى لمثل هذه الحالات، منها ما يقلل نسبة الأنسولين في الدم، ومنها ما ينشط التبويض، ومنها ما يقاوم هرمونات الذكورة.

ثانيا: الأورام الليفية أو تليف الرحم —كما ذكرت— فهي أورام حميدة ولا يعرف حتى الآن سبب ظهورها، وإن كانت هناك نظريات في ذلك، مثل:

  • كثرة الحمل والولادة.
  • استعمال هرمونات الأنوثة لعلاج حالات معينة لمدد طويلة، وطبعا من ذلك أقراص منع الحمل التي تحتوي على هرمونات الأنوثة وخاصة هرمون الإستروجين.

وأعراض تلك الأورام تختلف حسب موقعها في الرحم، فكلما كانت بداخل تجويف الرحم زادت الأعراض والعكس كلما كانت خارجه، وأشهر الأعراض هي:

  • نزيف رحمي.
  • تكرار نزول الدورة أكثر من مرة في الشهر الواحد.
  • آلام أسفل البطن والظهر.
  • كما أن تلك الأورام تؤخر الحمل إن كانت بداخل تجويف الرحم وربما تسد فتحة الرحم أو الأنابيب (قناتي فالوب) أو إحداهما.

أما عن العلاج فليس هناك علاج حاسم ونهائي إلا باستئصال الأورام، وهناك رأي يقول إنه إن كانت المرأة قد قاربت سن انقطاع الطمث (أي في أواخر الأربعينيات أو أوائل الخمسينيات من عمرها) فلا داعي لإجراء الجراحة؛ لأن الأورام ستنكمش مع توقف المبيضين وانقطاع الدورة.

كما أن تلك الأورام تزيد في الحجم مع الحمل ويصغر حجمها بعد الولادة، وذلك نتيجة إفراز هرمونات الحمل من المشيمة، أما كيفية اكتشاف تلك الأورام فأيضا يكون بالسونار، ولا توجد تحاليل أخرى معينة للكشف عنها سوى الأعراض المرافقة.

ثالثا: التهابات المهبل: الالتهابات التي تصيب المهبل نوعان:

  1. التهابات نتيجة الإصابة بالفطريات.
  2. التهابات نتيجة الإصابة بميكروبات مختلفة.

والأولى هي الأكثر شيوعا فهي تتسبب في إفرازات بيضاء اللون وليست سائلة تشبه الجبن الأبيض ولها رائحة كريهة (مثل رائحة السمك)، وتتسبب في حكة بالمنطقة الخارجية قد تصل إلى الفخذين إن وصلت الإفرازات إليهما.

والنوع الثاني من الالتهابات الذي تسببه ميكروبات مختلفة فيكون مصاحبا بإفرازات أيضا، ولكن عادة يكون لونها أخضر ولها رائحة كريهة وتتسبب في حكة أيضًا.

وبالنسبة لعلاج الالتهابات الفطرية فيكون بالتحاميل المهبلية (اللبوسات) والمراهم المهبلية الخارجية. أما الالتهابات الأخرى فبالإضافة لذلك تعطى المضادات الحيوية إما عن طريق الفم أو عن طريق الحقن، كما أن الالتهابات الفطرية نادرا ما تسبب تأخر الحمل، أما الالتهابات الأخرى فممكن أن تتسبب في تأخر الحمل، وفي حالة الالتهابات المختلفة تجرى مزرعة للإفرازات لمعرفة أي المضادات الحيوية تؤثر في تلك الميكروبات.

رابعا: التهابات الحوض، وهي الالتهابات التي تصيب الأعضاء الموجودة داخل تجويف الحوض مثل المبيضين والأنابيب وغيرهما، وتتسبب في:

  • آلام أسفل البطن.
  • ألم في أثناء الدورة الشهرية.
  • ألم شديد في أثناء الجماع.
  • ويمكن أن ينتج عنها التصاق الأنابيب بالمبيضين مما يعوق حدوث الحمل، ويمكن أن تتطور الحالة إن لم تعالج مبكرا فينتج عنها خراج بالحوض.

ويتم تشخيص التهابات الحوض من خلال الأعراض وعمل السونار في حالة الشك في وجود خراج بالحوض، والعلاج يكون بالمضادات الحيوية القوية مع مسكنات الآلام وموانع الالتصاقات.

يتضح عزيزتي أن كل ما سبق من أمراض سألت عنها قد يكون سببا لتأخر الحمل، لكن من الضروري أن تعرفي أنه لكي نقول إن هناك تأخرا في الحمل لا بد أن يمر عام كامل على الزواج، بشرط أن يكون الزوج متواجدا مع زوجته طوال ذلك العام (بمعنى ألا يكون مسافرا مثلا) ويمارس معها الجماع بصفة مستمرة، كما أن الألم في فترة التبويض هو علامة صحية تبين أن التبويض لديك طبيعي فهو أمر لا يدعو للقلق.

ختاما عزيزتي، أرجو أن أكون قد أوضحت لك أهم المعلومات في تلك المواضيع التي سألت عنها، متمنيا لك حياة سعيدة وذرية صالحة إن شاء الله ﷻ.

ويُمكن أيضًا الاطلاع هنا.. على:

أضف تعليق

error: