تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة بالإيجاب والسلب

مواقع التواصل الاجتماعي

لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير كبير على حياتنا بشكل عام، وقد تؤثر كذلك على الأسرة من الناحية الإيجابية وكيفية الاتصال المباشر المرئي وغير المرئي حتى في حالة بُعد المسافات بين أفراد تلك الأسرة، فضلاً عن التأثير السلبي خاصةً على الأطفال الصغار الذين لا يمكنهم التحكم في المحتوى الذي يُقدم لهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن هنا يأتي دور الأهل في خلق معادلة متوازنة يمكنهم بها التحكم في سلوكيات الأبناء وكذلك التحكم في تلك الوسائل والمواقع المخصصة للتواصل.

كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تؤثر على الأفراد!

يقول الدكتور محمد مطر “خبير تدريب وتأهيل موارد بشرية” أن وسائل التواصل الاجتماعي تشتمل في معناها على كافة الوسائل ولا تقتصر على الوسائل الاليكترونية فحسب، وهذا يختلف عن المعنى الانجليزي لترجمة مصطلح Social Media الذي يُطلق على الوسائل الاليكترونية فقط.

أما عن تأثير هذه الوسائل على الأفراد فيمكننا تقسيمه إلى قسمين:

  • تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في حد ذاتها.
  • تأثير المحتوى الذي يُقدم على وسائل التواصل الاجتماعي تلك.

أما عن تأثير الاستخدام فهو مرتبط بالشخص نفسه، حيث أن كثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حتماً سيؤثر سلباً على صاحبه، في:

  • الدماغ.
  • السلوك.
  • التشتت الذهني.
  • ضعف الذاكرة.

أما عن تأثير المحتوى فإن ذلك يعتمد بصفة أساسية على المحتوى ذاته سواء كان إيجابي أو سلبي، ومن ثم سيكون التأثير إيجابي أو سلبي أيضاً.

وتعرّف هنا على أبرز المواقع الإلكترونية للبحث عن العمل

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة بشكل خاص

تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأساس عبارة مواقع اتصال بين مستخدميها بعدما كنا نتواصل صوتياً عبر التليفون ثم عبر الصوت والصورة ثم عبر الصوت والصورة والكتابة من خلال بعض هذه الوسائل الاجتماعية للتواصل التي أتاحت كذلك نقل محتوى إعلامي كنقل فيديو أو مشاركة صور ومستندات.

هناك آثار إيجابية واسعة لوسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة خاصةً إذا قمنا باستعمالها بشكل صحيح وكلما كان المحتوى إيجابي.

هناك آثار إيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي من بينها:

  • على سبيل المثال، إنني أعتقد أن التعليم مستقبلاً سيكون ذاتياً، وستنتهي المدارس والتعلم عبر الآخرين لأن وسائل التواصل أصحت قوية جداً في هذا المجال.
  • من الآثار الإيجابية كذلك هو عملية الاتصال أو التواصل بين كافة أفراد الأسرة سواء في الداخل أو الخارج عبر الطرق المرئية والمسموعة مهما كانت المسافة.
  • يمكن للأبناء من خلال تلك الوسائل تعلم مواهب وثقافات وعلوم جديدة، وهو الشيء الذي لم يكن من قبل، لذلك ليس علينا مقارنة أبناء اليوم بأبناء أمس أو بأبناء المستقبل، لأن أبناء اليوم هم أكبر علمياً وثقافياً ووعياً عن أبناء أمس، فالطفل الذي عمره ١٠ سنوات اليوم هو مساوي للطفل صحاب الـ٢٠ عاماً من الجيل السابق بسبب كثرة المعلومات التي يحصل عليها اليوم بكل سهولة وبطرق متعددة.

الخوف من وسائل التواصل!

يعتبر هذا الخوف من وسائل التواصل الاجتماعي ومدى تأثيرها السلبي على عدم الأسرة مجتمعياً نابع من أن هذه الوسائل جميعها هي شيء جديد علينا، وتم فتح أبواب التواصل الاجتماعي جميعها علينا في آن واحد وبشكل سريع، فصار مواجهتنا لها صعباً وفوق طاقاتنا، لأن كمية المعلومات التي تدخل علينا اليوم في دقيقة واحدة أكبر من كمية المعلومات التي كانت تدخل علينا سابقاً طوال اليوم.

فضلاً عن صعوبة فلترة هذه المعلومات وانتقائها من جانب الشخص المتلقي لها، وأصبح الجميع يستخدم تلك الوسائل، حتى أصحاب الإرهاب وأصحاب الأفكار الخاطئة، وهذا هو التخوف الحقيقي من استخدام تلك الوسائل التي يعصب التحكم في محتواها.

بينما من الممكن حتى وإن كان ذلك عسيراً علينا أن نقوم بالتحكم في ساعات الاستخدام ومعالجة السلوكيات الخاطئة التي تطرأ على أدمغة أبنائنا الذين يصل استخدامهم لهذه الوسائل إلى حد الإدمان.

ما رأيك أن تقرأ هنا ١٠ نصائح لكيفية التعامل مع شبكة لينكد إن

كيف يمكن للأهل التعامل مع الأبناء في ظل التكنولوجيا الحديثة؟

لابد لنا من تقسيم أعمار الأبناء إلى ٣ أقسام:

  • الطفولة المبكرة من عمر ٥ سنوات، وهنا يمكننا التحكم في الأجهزة الاليكترونية بين يدي الطفل، ونحدد له وقتاً معيناً للاستخدام وهكذا..، كما يمكننا التحكم في محتوى هذه الوسائل.
  • الطفولة المتأخرة من إلى ١٠ أو ١٢ سنة، وهنا الأهل يحاولون أن يتحكموا في هذه الوسائل، بينما الطفل يود أن يستقل بذاته وبأجهزته الإليكترونية وحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقعها، وفي هذه المرحلة لا يجدي المنع نفعاً، وإنما يجب علينا نحن الأهل مشاركة أبنائنا كيفية استعمال هذه الوسائل بشكل صحيح وانتقاء محتوياتها مع إمكانية وضع بدائل إيجابية ومفيدة للطفل من جانب الأهل.
  • فترة الشباب، وهذه الفترة لابد من عقد حوار بناء بين الأهل وبين الابن الشاب الذي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يمكننا منع الشاب أو التحكم في المحتوى المقدم له في هذه المرحلة، ولا يجدي غير التنبيه وغرس الوعي والحوار بيننا وبينه.

بدائل وملهيات للأطفال وصغار السن عن وسائل التواصل؟

هناك أكثر من شيء يمكننا جعله بديلاً للطفل عن وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن قبل كل شيء يجب علينا أن نفهم بأن هذا الطفل له مواهب معينة، والأطفال يختلفون في مواهبهم عن بعضهم البعض.

فهناك الطفل الذي يحب الرسم، وآخر يميل إلى التركيب واللعب، وثالث يتوق إلى الموسيقى والشعر إلخ إلخ…، فإذا تفهم الأهل هذا الأمر، فيمكنهم حينئذ حل ٥٠٪ من المشكلة.

إلى جانب ذلك، يجب على الأهل توفير تلك المواهب كبدائل للأطفال، لأن الطفل لن يترك الآي باد من أجل القراءة وهو في الأساس لا يميل إلى القراءة، فضلاً عن ذلك، من الممكن استعمال الأجهزة الاليكترونية ذاتها في تقديم المواهب التي يودها أبنائنا، ومن ثم سيشعر الابن بفائدة تلك الأجهزة في تحقيق رغباته ومواهبه التي يمكن القيام بها في أوقات معينة.

لذلك يمكننا القول أن فتح الباب على مصراعيه أمام أبنائنا لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي هو أمر خاطئ، كما أن منعهم منها تماماً هو أمر أكثر خطورة.

وختاماً، هناك أمر أكثر خطورة لا يدركه الأهل وهو أن الطفل يقلد الآباء في كثرة استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثم لن يجدي نصح الآباء لأبنائهم بالبعد عن هذه الوسائل نفعاً طالما أن الأهل يدمنون استخدام تلك الوسائل.

أضف تعليق

error: