بأي لون كان عيدك يا صديقي؟

العيد كما كان دائما لم يتغير، يأتينا كل عام في أجمل الصور ونحن من يصبغه بألوان أرواحنا، فإذا كان عيد أحدكم معتما فليس ذاك ذنب العيد. ومن المحزن حقا أن يمر العيد مرور الكرام ويقال إنه يوم لا يختلف عن غيره، فهذا يحرم الإنسان من بركة شروق شمس العيد بحجة طول السهر أو قضاء هذا اليوم في العالم الافتراضي أو أنه لم يعد للعيد معنى على بساط الواقع، أو يتذرع بزحمة المدينة في عدم مشاركة الناس صلاة العيد، وإذا فعل لم يسلم العيد من تعكير لونه والتنكيد على كل من حوله متناسيا أن هذا اليوم فرصة للتسامح فربما لن تتكرر وجوه الرفاق فيه.

أما نون النسوة فلهن في العيد موعد مع العبوس والكآبة. مع الشكر لكل واحدة منهن ما زالت تتشبث بعادة الجدات وتتنازل عن المخدة صباح العيد.

أما بخصوص الكآبة وعقد الحاجبين، فلهن أعذار أولها عدم إشباع رغبتهن في التسوق، وكأن الأسواق لم تفتح أبوابها إلا للعيد، وإذا لم يقمن بإحصاء رفوف المحلات خلال الأيام التي تسبق العيد سيمضي ما بعد العيد في تسجيل عيوب الزوج وتقصيره ولومه على التهرب من مشاوير السوق العجيب.

تلك العيوب قابلة للغفران طوال العام، ولا تغفر يوم العيد بسبب الخوف من زيارة فلانة وعلانة والخوف مما ستقول إذا وجدت شيئا في البيت حال عليه الحول، فقد تصف هذه الأسرة بالبخل أو التخلف الحضاري في ما يخص ماراثون موضة جديد العيد.

ولهذه الأسباب يكون لون العيد بلون مزاج ربة البيت وينعكس على من حولها، وأولهم الفقير إلى الله الزوج، فما المانع من تغيير نظرتنا لمفهوم العيد ليجد هذا الزائر الجميل ابتسامة رضا عن النفس في استقباله تكون حافزا على التصالح مع الذات والتسامح مع من حولنا، وبذلك يبقى العيد على لونه الحقيقي، ولن نحتاج إلى سؤال: بأي لون كان عيدك يا صديقي؟

بقلم: فاطمة عطيف

أضف تعليق

error: