المرأة السعودية في عالم الشورى

قد نعتبر القلم جراحا مهمته فتق الأفكار المتراكمة على قناعة أو تجارب عممت في الظلام، أو رتق ما تمزق من حياة الإنسان، وما زلت أؤمن أن الكاتب يمكنه أن يعالج ويعرض ويفند، بحسب قدرته على تقمص الحالة، ونقل مشاعره وأفكاره بشفافية، إلا أن معضلة إسقاط النص على الكاتب أول تحذير قد يومض في ذهنه، بالذات في ظل وجود ثقافة اختراق الخصوصية والتعرض لشخص الكاتب والإعلامي والمفكر والروائي والخطيب، وكل من لديه رسالة من أي منبر كان، وتبقى الشجاعة دون تهور، الخطوة الأخيرة لترجمة فكره على أرض الواقع مهما كانت النتائج.

ولا شك أن دخول المرأة السعودية لعالم الشورى خطوة مختلفة، إلا أن هناك شيئا من التساؤل إذ كيف تمنح المرأة فرصة الشورى وهي لا تزال ترزح تحت وطأة موافقة ولي أمرها في شتى شؤون حياتها إلى مماتها! مهما كان عمرها وأهليتها، وبغض النظر عن وضعها الاجتماعي والمالي والمهني!

وإن كانت تنفق على ولي أمرها وتكبره سنا، وتفوقه عقلا ودينا وحكمة، يبقى رأيه محور تقدمها وتأخرها، حتى وإن كان غير كفء أخلاقيا أو معتلا نفسيا!

إنه يشبه إلى حد ما تأنيث الإدارات النسائية في وزارة التربية والتعليم ورأس الأمر بيد أغلب الإدارات الرجالية! ومن ثم دمج تعليم البنين والبنات في محاولة للحد من هدر المال والجهود، وليس المفصل هنا هو من يرأس من، إنما الكفاءة القيادية والإدارية الحرة، بغض النظر عن جنسها بحسب مقاييس علمية وعالمية لا تخضع لنسب أو أقدمية.

إن تأهيل المرأة وتهيئتها لدخول عالم القيادة والشورى غير ممكن دون منحها حرية القرار والاستقلال، وتقنين سلطة ولي أمرها ورسم حدود منطقية لصلاحياته، لتكون حضارية لا تمس حريتها ولا تهمش دوره في حياتها، في حياة قائمة على مبدأ الشراكة برضا الطرفين، وإلا أصبحت خطواتنا مجرد شكليات، ومساحيق لإخفاء تجاعيد العادات والتقاليد.

خارج النص: الصراحة أمانة.. وإن بدت جارحة.. إلا أنها تعفيك من دفع فاتورة مجاملة قد تهوي بك إلى إفلاس عاطفي.

بقلم: أمل بنت فهد

ما رأيك أن تقرأ هنا؛ مقال: جماعة «المتوكلون على الله»!

وإذا كان لديك مزيد سِعة، فلدينا أيضًا اقتراحًا آخر؛ بعنوان: خلل التوطين..!

أضف تعليق

error: