الكبسولة الذكية لتشخيص الأمراض

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , الكبسولة الذكية
صورة الكبسولة الذكية

الكبسولة الذكية هي تقنية حديثة لتشخيص الأمراض خاصة في منطقة الأمعاء الدقيقة لمناطق يصعب الوصول إليها. عند التفكير في الكبسولة الذكية أنها بمثابة كاميرا تبث ما يحدث داخل أمعاء الإنسان، فهل هذا الشيء يُولّد خوف لدى الإنسان أم أنه شيء طبيعي، وله فوائد كثيرة؟

يقول الدكتور محمد رشيد “استشاري أمراض الجهاز الهضمي، والكبد”، نعم، هذا شيء طبيعي فهناك جزء من الجهاز الهضمي لا يمكن أن نصل إليه عن طريق المنظار العادي سواء العلوي، أم السفلي، فالمعدة، والاثني عشر الذي يبلغ طولهما حوالي ١٠ سنتيمتر، والقولون الذي يبلغ طوله حوالي من ٨٠ إلى ١١٠ سنتيمتر نستطيع الوصول إليهم بالمنظار العادي، ولكن هناك ١٠ أمتار من الأمعاء الدقيقة التي يصعب الوصول إليها؛ حيث أن الوصول إليها يكون عن طريق الصور الملونة، والتي تحتاج إلى تخدير كامل من ساعة إلى ساعتين؛ لذلك نلجأ إلى الكبسولة الذكية.

وهذه الصورة تمثل كبسولة صغيرة جدا، بها ما يقرب من ٨ كاميرات، تقوم هذه الكاميرات ببث حي مباشر عند بلعها، ويمكن بلعها بالماء، وهي تساعد في تشخيص الأمراض، وهنا نقوم بتخيير المريض بين بلع هذه الكبسولة، وبين إجراء منظار تحت تخدير كامل لمدة ساعة، ونصف لتشخيص الحالة، وهي ليست بالشيء الصعب، أو المستحيل، حيث من الممكن تخيلها قطعة طعام، أو كبسولة (دواء).

بمجرد عمل Activation لهذه الكبسولة تقوم بالبث، ويقوم المريض بوضع جهاز صغير يشبه الهاتف المحمول بأحد جيوبه، هذا الجهاز يقوم بالتقاط جميع الصور التي تبثها هذه الكبسولة عبر البلوتوث، والمريض يمارس حياته الطبيعية، في حين أن الكبسولة تستكمل رحلتها داخل الجسم (من الأمعاء الدقيقة إلى الأمعاء الغليظة)، ثم تخرج عن طريق جهاز الإخراج.

هذه الصور يتم تخزينها على الجهاز، وبعد ٨ ساعات (لأن هذا عمر البطارية) نقوم بتحليل هذه الصور؛ لرؤية ما لدى المريض.

هل يخاف أحد المرضى من بقاء هذه الكبسولة في البطن؟

هناك مرضى يعانون من ضيق الأمعاء، لا تستطيع اعطاؤهم هذه الكبسولة؛ لأنها من الممكن أن تقف في الأمعاء، فنلجأ إلى عملية جراحية لإخراجها.
وهنا نلجأ لعمل صورة ملونة؛ للتأكد من أن المريض لا يوجد لديه ضيق في الأمعاء، أو أن هناك كبسولة كدبية تذوب، فإذا استطاع بلعها، فمن الممكن اعطاؤه الكبسولة الذكية حينئذ.

وهذه الكبسولة تستطيع التجول داخل الأمعاء التي تبلغ ١٨ متر؛ فهي مثل الطعام تسافر عبر الأمعاء، تتحرك، وتتلقط الصور.

فيم تستخدم الكبسولة الذكية ؟ أم أنها بديلة للمنظار؟

وتابع “رشيد”، عمليات التنظير الغرض منها التشخيص، والعلاج، عند طريقها يتم الحقن، أو أخذ عينة، أو تركيب شبكات، ولكن الكبسولة الذكية تقوم بالتشخيص أي أنها تعطي صور فقط لا غير للمناطق التي يصعب الوصول إليها بالمنظار.

على سبيل المثال: المعدة، والقولون لا تحتاج للكبسولة بل تحتاج منظار علوي، وسفلى فقط، ولكن الأمعاء الدقيقة تحتاج للكبسولة للتشخيص مثل: وجود نزيف.

هناك العديد من المرضى يشكون من وجود نزيف، ولكن لا نعرف مصدره، وعند عمل منظار علوي، وسفلي فإننا لا نحصل على نتائج، وهنا من الممكن أن تكون هناك قرحة في الأمعاء الدقيقة، وهنا يتم الفحص باستخدام الكبسولة الذكية، فإذا علمنا بوجود مشكلة نلجأ إلى تدخل جراحي.

عند رؤية مشكلة ما داخل الأمعاء نقوم بعمل pause ، ونحدد مكان هذه المشكلة حسب التايم، فإذا كانت هذه الصورة بعد ساعة فهذا يدل أن هذا النزيف من الأمعاء الدقيقة، ولكن إذا كانت بعد ٧ ساعات هذا يدل أن النزيف في الأجزاء الأخيرة من الأمعاء الدقيقة؛ لأن لكل صورة وقت. وهنا يجب معرفة أن هذه الكبسولة أفضل بالنسبة الأمعاء، وليست المعدة، أو القولون.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: