العلاج البيولوجي في أمراض الحساسية والربو

صورة , الربو , أمراض الحساسية
الربو

إلى أي مدى يمكن الشفاء من أمراض الحساسية ؟

من المفاهيم الخاطئة ضرورة التعايش مع أمراض الحساسية وبالأخص الربو لعدم إمكانية علاجها نهائيًا، وأنها أمراض مزمنة ملازمة للمريض باقي حياته، وعليه التعايش معها وتناول الأدوية كل حياته.

إلا أن الحقيقة الواقعية في الوقت الحاضر تشير إلى وجود علاجات جذرية للحساسية، وبخاصة حساسية الأنف والأذن والحنجرة، وكذلك حساسية الربو الناتج عن أسباب تحسسية فقط من عوامل خارجية منتشرة في البيئة المحيطة.

ومن المفاهيم الخاطئة أيضًا أن الربو يختفي بالتقدم في العمر، حيث يوجد أنواع منه تختفي تلقائيًا وأنواع أخرى تظل ملازمة للمريض في باقي مراحله العمرية. ومن هنا يأتي دور الإختصاصي في التمييز بين أنواع الربو التي من الممكن معالجتها بشكل جذري، والأنواع الأخرى التي تختفي تلقائيًا.

ما هي العلاجات البيولوجية والمناعية لأمراض الحساسية؟

قال “د. فارس زيتون” اختصاصي في أمراض الحساسية والربو والمناعة. من الناحية الطبية تتطور حاليًا أنواع من العلاجات تعرف باسم العلاجات الشخصية، أي تلك العلاجات الخاصة التي تحرز نتائج مع حالة بعينها، ولا يمكن تعميمها وإستخدامها مع حالات أخرى، وبخاصة أمراض الحساسية.

ومرض الربو بطبيعته مرض معقد، وله أنواع ناتجة عن الحساسية، وأنواع أخرى تنتج لأسباب أخرى بعيدة عن الحساسية، فليس كل ربو ناتج عن الحساسية. وتأسيسًا على هذه القاعدة نستنتج أنه من خلال مجموعة من المؤشرات الحيوية الخاصة بمريض الربو، يمكن لنا تحديد العلاج الأمثل لحالته فقط.

فالعلاجات التقليدية للربو مثل مضخات الكورتيزون وموسعات الشعب الهوائية هي علاجات عامة، كما أن 5% من مرضى الربو يعانون من درجة شديدة جدًا من المرض، ومن ثَم لا يستجيبون على مستوى نتائج الشفاء لهذه الأنواع من العلاجات التقليدية.

من هنا ظهر تطور علاجي جديد، ركز بالأساس على هذه الشريحة من المرضى، هذا التطور هو العلاج المناعي والبيولوجي.

والعلاج المناعي يأخذ شكل الحقن، ويتم إستخدامه مع أمراض الحساسية الأنفية والربو الناتج عن هذه الحساسية.

أما العلاج البيولوجي فهو من العلاجات الحديثة جدًا، حيث يعتمد على إستخدام أنواع معينة من البروتينات تسمى (أنتيبيرز) أي بروتينات مضادة لمضادات الجهاز المناعي في الجسم، ومضادات الجهاز المناعي في الجسم هي مادة مُحفزة لظهور أعراض الحساسية، عبر مواد أخرى وسيطة يفرزها الجهاز المناعي أيضًا، وتأتي هذه البروتينات المضادة لتقاوم كل هؤلاء الوسطاء والمضادات من المواد التي قام الجهاز المناعي بإفرازها، وتأخذ المقاومة شكل تثبيط فاعلية وآثار التفاعلات الكيميائية الناتجة عن مضادات ووسطاء الجهاز المناعي على العضو المصاب بالحساسية.

هل يرتبط العلاج المناعي والبيولوجي بوزن الجسم عند المريض؟

لا ثمة إرتباط بين العلاج المناعي ووزن الجسم، وتتحدد كمية الجرعات وعددها بناءًا على عوامل أخرى.

ويمكن إعتبار وزن الجسم عامل من عوامل تحديد كميات الجرعات وعددها مع العلاج البيولوجي، إلا أن الأمر مختلف مع العلاج المناعي.

ومن الشرح السابق لآلية عمل العلاجات البيولوجية داخل الجسم يتضح لنا أن لها إرتباط وثيق الصلة بوزن الجسم في تحديد الجرعات، بسبب إرتباط الكميات المفرزة من المواد المذكورة بالوزن، وعليه لابد أن تتوافق الجرعة مع هذه الكميات.

ورغم التكلفة المادية الباهظة للعلاجات المناعية والبيولوجية، ودقة إجراءاتها التنفيذية، إلا أنها فتحت باب أمل كبير لمرضى الربو المستعصي والمزمن في درجاته الشديدة.

متى يتقرر اللجوء للعلاج بالعلاجات المناعية أو البيولوجية؟

يرتبط ذلك بدرجة إستجابة المريض أو عدم إستجابته للعلاجات التقليدية، وقدرة هذه العلاجات على السيطرة على درجة حدة المرض وعدم تطورها للمراحل الأخطر والأشد.

كما يتحدد بناء على فحصوات دقيقة جدًا وخاصة جدًا لحركة الهواء في الصدر، وقدرة الصدر بكل ما يحتويه من أعضاء تنفسية على القيام بوظائفه الحيوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top