الحجامة: أنواعها، فوائدها وطريقة عملها

الحجامة

باتت العلاجات البديلة أو ما يُعرف بالطب البديل من أكثر المصطلحات المعروفة في مجال الرعاية الصحية خلال السنوات الأخيرة، حيث يلجأ إليها المرضى كبديل عن الطب التقليدي، واحدى أنواع هذه العلاجات هي الحجامة، فما هي حقيقة الحجامة وأهدافها؟ وما هي الأمراض التي يمكن معالجتها عن طريق الحجامة، كما تكمن أهمية الحجامة في تنشيط الدورة الدموية، زيادة تدفق الدم، وتخفيف الآلام المختلفة عند الشخص المريض.

ما هي الحجامة؟

يقول الدكتور هيمن النحال “أخصائي الطب التكميلي والعلاج بالحجامة” أن الطب البديل أصبح مسمى قديم لأنه أخذ اسم الطب التكميلي، ولا بديل عن الطبيب لأن كل هذه العلاجات هي علاجات مكملة لدور الطبيب وليست بديل.

أما عن الحجامة، فهي سنة عن الرسول صل الله عليه وسلم، وهو نوع من الطب التكميلي لتنشيط الدورة الدموية واستخراج السموم من الجسم وليس الدم الفاسد، لأنه لا يوجد في جسم الإنسان ما يُسمى بالدم فاسد.

تعتبر فكرة الحجامة بسيطة وتتمثل في وضع الكاسات في أماكن معينة في جسم الإنسان، ومن ثم تثار بعض مناطق الجسم لردة الفعل عن طريق الشرطة، وتُستخرج كمية من الدم بسيطة وليست كبيرة كما يعتقد البعض، مما يؤدي إلى:

  • إثارة الجهاز المناعي في الجسم.
  • تحفيز الدورة الدموية.
  • تنشيط الجسم بشكل عام.

وهذا هو المقصود بالحجامة الطبية التي تُجرى في مكان طبي وتحت إشراف طبيب مختص.

كيف يمكننا تعزيز جهاز المناعة عن طريق الحجامة الطبية؟

ليس للحجامة دور في علاج الشخص بعد الإصابة بفيروس معين كما في فيروس كورونا الآن الذي يمكن علاجه عن طريق الحجر المنزلي فحسب.

أما من الناحية الطبية، للحجامة دور في رفع مناعة جسم الإنسان لأنها تعمل على رفع نسبة كرات الدم البيضاء في الجسم وترفع من نسبة مضادات الأكسدة في الجسم، وتزداد درجة حرارة الإنسان خلال أول ٢٤ ساعة نتيجة تحفيز الخلايا الالتهابية في الجسم، وهذا يفسر لنا الإقبال الكبير على الحجامة في الأيام والأسابيع القليلة الماضية للوقاية من فيروس كورونا المستجد.

فضلاً عن ذلك، تعمل الحجامة على ارتخاء كامل الجسم مما يساعد على إفراز هرمون السعادة وزيادته عند الإنسان.

ما هي أنواع الحجامة؟

هناك نوعان رئيسيان من الحجامة وهما:

  • الحجامة الوقائية، عندما لا يكون الشخص يعاني من أي مرض ولكنه يقوم بعمل الحجامة للتنشيط، ويُنصح بها مرة واحدة أو مرتين في السنة.
  • الحجامة العلاجية، وهي مختلفة عن الحجامة الوقائية لأنها تحتاج إلى متمرس له خبرة طويلة في الحجامة حتى يطلع على تحاليل وفحوصات المريض ويقرر ما إذا كانت هنالك فائدة من الحجامة أم لا.

تُجرى الحجامة العلاجية في جلسات مختلفة، بين كل جلسة شهر لمدة ٣ أشهر متتالية حتى نعطي فرصة للجهاز المناعي والعصبي والدموي والليمفاوي حتى يتحسن ويصبح له ردة فعل إيجابية في الجسم.

الجدير بالذكر كذلك أن الحجامة لا تعالج مرض السكر والضغط ولكنها تخفف من مضاعفات مرض السكري والضغط بدرجة كبيرة، ومن ثم يُنصح بها كذلك لعلاج الديسك وبعض الأمراض الأخرى.

لماذا لا يُنصح باستعمال الحجامة بشكل مستمر ودائم؟

هناك حالات كثيرة قامت بإجراء الحجامة على فترات متقاربة، ولكن على المدى البعيد تفاجئنا بضعف وهزال عام في الجسم نتيجة السحب المتواصل للدم والذي يؤثر على نخاع العظم وهو المسئول عن إصدار كرات الدم الحمراء في جسم الإنسان، وهذه الكرات تتجدد كل ١٢٠ يوم، بينما تتجدد كرات الدم البيضاء خلال أيام وساعات، وهنا يكون على الجسم ضغط زائد ولا نعطي فرصة لوجود شرطة صحيحة فعلياً.

على الجانب الآخر، يجب أن يلتئم الجرح الذي استعملنا فيه الحجامة من قبل حتى نتمكن من إجراء الحجامة مرة أخرى، ولكن كثرة استعمال الحجامة تجعل عملية التئام الجلد أكثر صعوبة.

فضلاً عن ذلك، لابد لنا من النظر في نتيجة الحجامة وليس كمية الدم التي تخرج أثناء استعمالها، لأن كثرة الدم المستنزف من الحجامة لا يعتبر أمر صحي وإنما هو شيء سلبي يجب التوقف عنه لأخذ الفوائد الصحية من الحجامة.

ما هي الأمراض التي يمكن علاجها بالحجامة؟

يمكن استعمال الحجامة لعلاج:

  • الصداع النصفي المنتشر بين الشباب والفتيات المختلفة خاصةً إذا لم هنالك علاج طبي لهذا الصداع، وذلك لأن الحجامة تعمل على تمدد أو ضيق الأوعية الدموية مع اتخاذ برنامج غذائي بالبعد عن الجبنة الشيدر والمكسرات والشوكولاتة خلال فترة العلاج والتي تمتد إلى ثلاثة أشهر.
  • يمكن استعمالها لعلاج التشنجات العضلية بأنواعها.
  • لها دور في علاج الديسك.
  • مفيدة لالتهاب العصب الوركي، عرق النسا.
  • لها أهميتها في علاج بعض الأمراض الجلدية مثل الأكزيما، حب الشباب، والصدفية في حالات معينة لأنه مرض مناعي ذاتي يحتاج إلى خبرة كبيرة في التشخيص.
  • تعتبر الحجامة مفيدة لمنع تساقط الشعر.
  • تعالج الحجامة القولون العصبي.
  • تساعد الحجامة في علاج بعض مشاكل المفاصل، وبعض أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء والتصلب اللويحي والروماتويد.

كيف يمكن اختيار الطبيب الصحيح لإجراء الحجامة؟

الجدير بالذكر أن دولة الإمارات تعتبر سباقة في هذا المجال بشكل خاص والطب التكميلي بشكل عام عبر مراكز متخصصة ومرخصة وصلت إلى أكثر من ٥٠ مركز متخصص ومعتمد يعمل فيها أطباء متخصصين في الحجامة التي قد كون مصدر رئيسي في العدوى بمرض التهاب الكبد الوبائي، وبتر الأعضاء، الإغماء الشديد والأنيميا، وتشوهات جلدية بسبب الحجامة، لذلك يجب إجراء الحجامة في الجهات والأماكن الصحية، كما لا يُنصح بإجراء الحجامة في المنزل تفادياً لأية مضاعفات يمكن أن يتعرض لها المريض عند استعمالها له منزلياً، كما أننا بذلك نتفادى انتقال أي عدوى من مريض الحجامة الذي يعاني من التهاب الكبد الوبائي مثلاً إلى أي شخص آخر عند التخلص من النفايات الطبية أو الدم الذي يُنزف منه داخل المنزل في سلة المهملات العادية.

من الضروري أن تكون الحجامة آمنة للمريض نفسه، وللطبيب المعالج الذي يمكن أن تنتقل إليه العدوى مباشرةً من المريض الذي يعاني من مشكلة صحية ما، كما يمكن أن تنتقل العدوى للمريض إذا لم تكن البيئة غير ملائمة.

والق نظرة عن كثب على هذه المقالات أيضًا

هل تعتبر عملية التشريط في الحجامة عملية مؤلمة؟

إن كثيراً من الناس يخشون الألم من إجراء الحجامة الذي يمكن أن يتعرضون له شريطة إجراؤها بطريقة صحيحة.

بشكل مؤسف، هناك البعض ممن يضعون كاسات الحجامة ثم يقومون بتشريط أنفسهم بشكل عميق في سطح الجلد، وهذا بالطبع شيء خاطئ في استعمال الحجامة لأنها عبارة عن ملامسة المشرط للطبقة السطحية للجلد وهي البشرة، وحجامتنا متخصصة في الأوعية الدموية السطحية دون أن نصل إلى الوريد أو الشريان حتى لا يموت المريض.

في حالة تشريط المريض في الحجامة يجب أمن يكون هنالك ميلان بدرجة ٤٥ حتى يلتئم الجرح بشكل طبيعي دون أن يظهر أي أثر على الجلد، لأنه كلما تعمق الجرح أو التشريط فإن أثر ذلك الجرح لن يختفي حتى مع مرور الوقت.

علاوةً على ذل، يمكن إجراء الحجامة من عمر ٧ سنوات إلى ٧٠ سنة شريطة الحالة الصحية الجيدة، ويُنصح بعدم إجراء الحجامة للأطفال أو الرضع بسبب ضعف جهاز المناعة عندهم، كما أن نخاع العظم والجهاز الليمفاوي ونمو الطفل بشكل عام لم يكتمل بعد، ويمكن أن تفيد الحجامة الجافة الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي.

تُمنع الحجامة على:

  • المرضى الذين يستعلمون جهاز لتنظيم ضربات القلب.
  • تُمنع كذلك على مرضى غسيل الكُلى.
  • السيدات في الشهور الأولى من الحمل.
  • الذين تبرعوا حديثاً بالدم.
  • السيدات خلال فترة نزول دم الحيض أو الدورة الشهرية.
  • من أجروا عمليات جراحية حديثاً، أو المرضى الذين يعانون من الدوالي.
  • تُمنع الحجامة على مرضى جلطات القلب أو الذين قاموا بعمليات قلب إلا بعد ستة أشهر.

يمكن إجراء الحجامة في ٩٨ نقطة من نقاط جسم الإنسان مثل الوجه واليد والرجلين والظهر القدم والبطن والصدر والفخذ، ونعتمد على الظهر بشكل خاص في الحجامة بسبب وجود الأعصاب الشوكية في الظهر، هذه الأعصاب لها فردين أحدهما على الجهة اليمنى للعمود الفقري والآخر على الجهة اليسرى يغذي الأعضاء الداخلية الجسم.

وختاماً، إنني أنصح بالإكثار من شرب الماء، وإجراء الحجامة ولو لمرة واحدة سنوياً، والإكثار من الأعشاب المقوية للمناعة مثل الجنزبيل والينسون، والاهتمام بالنظام الغذائي الصحي خاصةً الأسماك التي تحتوي على الأوميجا٣ والأوميجا٦، والتقليل قدر الإمكان من الوجبات غير الصحية أو الوجبات السريعة، مع الاهتمام بالنظافة الشخصية.

واقرأ هنا أيضًا: طبياً؛ ما هي فوائد الحجامه للجسم (للرجل والمرأة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top