الثقة بالنفس عنوان العام الجديد

الثقة بالنفس ، Confidence ، صورة ، العام الجديد ، السنة الجديدة

الثقة بالنفس

كم مرة التقيت بشخص بسيط في مظهره وملبسه، متواضع جداً في إمكانياته، محدود في أدواته؟ ومع ذلك رأيته يحتل مكانة كبيرة بين المحيطين به، فهذا يستشيره، وآخر يطلب رأيه وذلك يطلب نصيحته، ورأيت أنه يتمتع بتأثير قوي جدا، على من حوله، تأثير يبهرك ويثير دهشتك وتساؤلك! ترى من أين يأتي هذا الشخص بكل هذا التأثير؟ والسر يا عزيزي يكمن في مصطلح واحد يتكون من كلمتين، الثقة بالنفس.

عام جديد سعيد

مع بدايات العام الجديد، والنفوس تواقة إلى تحقيق النجاح والسعادة، والفوز بمراتب المتألقين والمتميزين، فلنجعل لعامنا هذا عنوانا مختلفا، ونتوجه منذ البداية بخير النوايا، لنجعل عنوان عامنا المقبل: (الثقة بالنفس).

ونسأل الله أن يوفقنا في عامنا وكل أعوامنا القادمة إلى ما فيه صلاح حالنا، وخير عاقبتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وهنا سوف نقدم مقالا عن الثقة بالنفس، وأهميتها، مبينين كيف تنقل الإنسان من النقيض للنقيض، وتنعكس على كل جوانب حياته، بما يضمن له تحقيق نجاحات باهرة، ومكانة متميزة، وسنتعرض للطرق التي يمكن للإنسان من خلالها أن ينمي ثقته بنفسه، وإن يخلقها إن كانت معدومة، لعام أكثر نجاحا وتميزاً.

أهمية الثقة بالنفس وأثرها على الإنسان

أما عن أهمية الثقة بالنفس وأثرها على الإنسان فحدث ولا حرج، فالإنسان الواثق من نفسه وقدراته، الذي يقدر نفسه حق قدرها ويعترف لها بالقوة والقدرة على تحدي الصعاب، والشخص الذي يعتز بإمكانياته مهما بدت بسيطة ومحدودة، هو شخص محظوظ راض منطلق، متجدد، لا يهاب التجربة، ولا يتوقع الفشل، بل يواجهون التحديات بأريحية ورحابة صدر، فيحالفهم التوفيق ويكون النجاح والسداد رفيقهم.

وهذا من أطيب الثمار التي يحظى بها الواثقون بأنفسهم، بينما الأنسان الذي لا يتمتع بالثقة بنفسه، ويعيش بين الناس بشخصية مهزوزة وثقة شبه منعدمة، فهو شخص سيء الطالع، يبوء بالفشل في معظم تجاربه، والمؤسف في هذا الشخص أنه قد يكون لديه إمكانيات جبارة لا يعلم عنها شيئاً، ولا يعترف لنفسه بها، فيكون كمن يملك ثروة كبيرة جداً لكنه لا يعلم ذلك، فيعيش حياة الفقراء والتعساء والمعدومين لأنه لا يعلم بما يمتلكه من ثرة ومن ثم فلا يستطيع الاستفادة بها.

وكذلك يتميز الأشخاص عديمي الثقة بأنفسهم بقاسم مشترك فيما بينهم، وهو أنهم حينما يقدمون على خطوة جديدة أو مشروع أو قرار، فغالبا ما يفترضون الفشل قبل النجاح ويتوقعون الخسارة قبل المكسب، بل والأسوأ أنهم ينشغلون بالبحث عن مبررات الفشل التي يبررون بها فشلهم أمام الناس ربما أكثر من انشغالهم بالبحث عن وسائل النجاح والأسباب المعينة عليه، كل هذا يقودهم إلى فشل محقق وإخفاق مؤكد.

ابدأ عامك بغرس بذور الثقة في نفسك

بعض العلل النفسية التي حدثت بسبب النشأة أو عوامل البيئة المحيطة، أصبح لها علاجا سلوكياً ونفسيا ناجحاً ورائعاً، ومن ذلك موضوع ضعف الثقة بالنفس، فهناك بعض الخطوات التي لو اخذتها مأخذ الجد والتزمت بها، سوف تلمس نتائجها الرائعة في تنمية ثقتك بنفسك ومن أهمها ما يلي:
• السلوكيات التوكيدية: السلوكيات التوكيدية هي عبارة عن مجموعة من السلوكيات التي يتعامل الإنسان من خلالها مع غيره ويعبر من خلالها عن نفسه، وتعتمد على تقديريه لذاته ومراعاته لحقوق تلك الذات، والتعبير عن مواقفه ووجهة نظره بصراحة ودون مجاملة لأحد أو انصياع لرغبات الغير، عبر عن نفسك بوضوح وقاوم خوفك من نقد الآخرين أو رفضهم.
• العبارات الإيجابية: ما يردده الإنسان ينطبع في عقله الباطن، ويؤيده ويقويه، لذا يجب أن تقلع فوراً عن العبارات السلبية التي ترددها عن نفسك سواء في حديثك مع نفسك أو حديثك مع غيرك.
• تذكر الإنجازات القديمة: حاول استرجاع لحظات صنعت فيها انجازاً قديما حتى لو في طفولتك، وتيقن أن ما جعلك قادراً على الإنجاز ساعتها يجعلك قادراً على الإنجاز الآن، وبشكل أفضل.
• أخلق انجازات في العقل الباطن: لو افترضنا جدلاً أنك لم تتذكر أي انجاز قمت به من قبل، فتخيل أنك انجزت شيئا ما، تخيل وعش لحظات الإنجاز والسعادة كما لو كانت الآن، وكرر هذا التدريب فعندئذ سوف يصدق العقل الباطن ويتعامل على أساس تلك الصورة الذهنية التي ترسمها له… ابدأ عامك بثقة، وثق أن غدك سيكون أروع من يومك.

أضف تعليق

error: