كيفية تتعاملين مع الزوج الصامت .. يخبرك بها هنا خبير تنمية بشرية

مما لا شك فيه أن طبيعة الرجل تختلف اختلاف تام عن طبيعة المرأة؛ حيث أن الرجل هو بطبعه يتجه إلى أسلوب الصمت وعدم التحاور مع زوجته.

بينما المرأة في طبيعتها تميل أكثر ناحية الكلام والتعبير والبوح عن المشاعر وما إلى ذلك.

ولكن لغة الحوار تعتبر مهمة جدًا في العلاقة الزوجية، فعلى أساسها يتم حل المشاكل والخلافات بين الزوجين، إضافة إلى الاستقرار الأسري عيش حياة سعيدة وآمنة.

أهمية لغة الحوار بين الزوجين

يقول المستشار “راشد إبراهيم عبد الله المطوع”، خبير التنمية البشرية، أن هناك اختلاف كبير بين طبيعة الرجل وطبيعة المرأة؛ فالرجل له طبيعته وطريقته الخاصة، سواء في التعبير، أو التفكير، أو حتى في الصمت، أما المرأة فلها طريقة مختلفة تمامًا.

فعلى سبيل المثال في وقت المشاكل يميل الرجل إلى الصمت والتفكير، ولا يلجأ إلى الكلام أو البوح.

بينما المرأة في وقت المشاكل فهي تميل إلى كثرة الكلام والفضفضة.

ونتيجة لذلك فإن لغة الحوار تعتبر عصب الحياة الزوجية؛ فالحوار يقرب من التواصل بين الزوجين ويقضي على المشاكل والخلافات، وإذا انعدمت لغة الحوار فإن المشاكل والخلافات سوف تظل موجودة وقد تزداد، بينما إذا كانت هناك محاورة فيمكن التغلب على المشاكل بسرعة، وذلك ينعكس بالفعل على الأسرة وعلى الأبناء.

من المعروف أن الرجل بشكل عام يميل إلى الصمت أكثر من الحديث، ولكن هذا يختلف أيضًا من رجل إلى آخر، فذلك يعتمد على التنشئة الاجتماعية للرجل والبيئة التي عاش فيها؛ فإذا كانت البيئة التي نشأ فيها الرجل هي بيئة تمنع التعبير وتنعدم فيها لغة الحوار فإن الرجل بالفعل سوف يكون صامت ولا يمتلك لغة الحوار.

علاوة على ذلك فإن العادات والتقاليد لها دور أيضًا في التنشئة والحوار أو الصمت لدى الرجل؛ فإذا نشأ الرجل مثلًا في أسرة لا تملك لغة الحديث ولا يتحدث سوى رب الأسرة فإنه يصبح رجل صامت.

ومما لا شك فيه أن شخصية الإنسان أيضًا لها تأثير بالنسبة للغة الحوار لدى الرجل؛ فمثلًا إذا كان الرجل خجول بطبيعته فبالتأكيد سوف يصبح رجل صامت.

وتابع المستشار أن المرأة قد تكون سبب في صمت الرجل؛ فإذا كانت هذه المرأة لا تنصت إلى الرجل أثناء حديثه وتظهر نوع من عدم الاهتمام للحديث أو الاستهزاء به، فهذا يدفع الرجل إلى أن يميل إلى الصمت بدلًا من الحديث. كما يعتبر الروتين والملل أيضًا من الأسباب المهمة التي تؤدي إلى الصمت.

يؤكد المستشار “راشد”، أن المتغيرات تعتبر من الأشياء الطبيعية لدى جميع الأشخاص وهي لها دور في الصمت أو الحوار، ولكن هناك متغيرات قد تكون إيجابية ومتغيرات قد تكون سلبية؛ فإذا كانت المتغيرات سلبية في العمل مثلًا أو في الحياة العامة فإنه من الطبيعي أن يؤثر ذلك على لغة الحوار فيصبح الرجل صامت في معظم الأحيان.

إضافة لذلك فإنه عند وجود نوع من المتغيرات الإيجابية مثل النجاح أو الترقية في العمل مثلًا، فإن ذلك بالطبع يغير من لغة الحوار وطبيعة الشخص في التعامل، ويجب أن يؤخذ هذا بعين الاعتبار.

متى تصبح المرأة صامتة؟

من الجدير بالذكر أن المرأة إذا تحولت بشكل مفاجئ إلى صامتة فإن ذلك يكون بسبب الكبرياء بين الزوجين؛ فإذا انعدمت لغة الحوار بسبب الكبرياء فإن الحوار سوف ينعدم لدى كلًا من الطرفين.

كما يؤكد المستشار أن المرأة تعتبر هي المحرك الأساسي في الأسرة والعلاقة بين الزوجين، فإذا فشلت المرأة في جذب الزوج والتحاور معه وإنشاء أجواء سعيدة داخل الأسرة فإنها بالطبع سوف تتحول إلى امرأة صامتة، وسوف تزداد المشاكل في الأسرة، وهذه المشاكل سوف تنعكس على تربية الأبناء.

كما يقول المستشار “المطوع”، أن الحياة الزوجية بطبيعتها لا بد أن تحتوي على بعض المشاكل.

ولكن لحل هذه المشاكل فلا بد من وجود رغبة حقيقية لحل هذه المشاكل من كلا الطرفين، سواء كان هناك صمت أم لا، كما يجب أيضًا الابتعاد عن مشكلة إلقاء اللوم على الطرف الآخر أثناء الخلافات، إضافة إلى الابتعاد عن المجادلة، والتفكير بالمنطق بعيدًا عن العواطف.

وأهم نقطة هي الابتعاد عن أسباب المشكلة والتركيز فقط على الحلول؛ فأغلب المشاكل التي تزداد في الحياة الزوجية تكون بسبب التركيز على أسباب المشكلة وإهمال الحل.

ونتيجة لذلك فإنه عند التركيز على الحلول بدلًا من الأسباب سوف تنتهي المشاكل والخلافات بشكل أسرع.

وتابع المستشار “راشد”، أن مسألة الخلافات والمشاكل بين الأزواج لها أسباب أدت إلى حدوثها. لذلك ينصح المستشار جميع الأزواج بعدم إدخال أي طرف ثالث لحل المشاكل والخلافات بينهما.

وتعتبر المهارة في الحياة الزوجية هي قدرة الزوجين على حل المشاكل داخلياً بدون تدخل طرف ثالث.

وذلك لأن المشاكل إذا تم حلها عن طريق طرف ثالث خارجي فإنها سوف تنحل بشكل مؤقت وقد تعود المشكلة مرة أخرى بعد ذلك.

ولهذا السبب يؤكد المستشار على أهمية لغة الحوار بين الزوجين لحل المشاكل، إضافة إلى ضرورة وجود تقبل من أحد الأطراف للطرف الآخر، وبهذه الطريقة يمكن الوصول إلى حياة زوجية سعيدة.

أردف المستشار “راشد”، أن أسلوب الاعتذار يعتبر أسلوب راقي وسلوك حضاري في الحياة الزوجية، ولكن بعض الأشخاص يرى كلمة “أنا آسف” كلمة كبيرة يصعب النطق بها.

ولهذا السبب ينصح المستشار بالتركيز على لغة الاعتذار في حالة وجود خلافات بين الزوجين؛ فالاعتذار يقوي ويجدد المشاعر بين الزوجين، كما أن الاعتذار يدل على اهتمام أحد الطرفين بالآخر والتمسك به. ونتيجة لذلك فإن الاعتذار يعتبر انطلاقة مهمة جداً لمستقبل مشرق وحياة زوجية سعيدة للغاية.

نصائح للزوجين للتخلص من الصمت

ختامًا، لا بد من فهم طبيعة الشخص قبل التحدث معه، وذلك لتحديد طريقة التعامل وتحديد الحديث المناسب لهذا الشخص حتى لا يؤثر الحديث تأثير سلبي.

إضافة لذلك فإن كلا الزوجين يجب أن يدرك أن العلاقة بينهما ليست علاقة عادية، وإنما هي علاقة على أساسها يقوم بناء المجتمع؛ وذلك من خلال تربية الأبناء وسلوكياتهم وقيمهم.

ولذلك ننصح دائمًا بلغة الحوار والتعبير عن المشاعر والابتعاد عن الصمت، وبذلك يمكن أن نعيش حياة زوجية وأسرية سعيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top