كيف يمكن الوقاية من الارتجاع المريئي والبعد عن حرقة الحموضة وآلامها

الارتجاع المريئي

يُعد الارتجاع المريئي مرضاً يُعاني منه الكثيرون، لا سيما مع مع ازدياد الحموضة، والتي تُعد عرضاً رئيسياً لحدوث الارتجاع المريئي. بالتزامن مع بعض الأعراض الأخرى مثل الشعور بالحرقان، وآلام الصدر. فضلاً عن تآكل مينا الأسنان.

أسباب وأعراض الارتجاع المريئي

يقول “الدكتور معتز هاشم” استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي: يُعد ارتجاع المريء حالة مرضية شائعة يُعاني منها الكثير من الناس، ويشعرون بالحموضة وغيرها من أعراض الارتجاع. وبداية علينا معرفة الفرق بين الحموضة كعرض وبين الارتجاع المريئي.

ومن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالحموضة في حال زيادة كمية الطعام التي تم تناولها. فقد يتناول الشخص طعام دسم وثقيل على المعدة ويشعر بالحموضة في كل 6 أشهر مثلاً، فهذا يُعد حموضة وليس ارتجاع مريئي.

فتكرار الحموضة بشكل أسبوعي يُعامل على أنه مرض ارتجاع. ولكن لا قلق منها إذا حدثت مرة واحدة كل بضعة أشهر.

والجدير بالذكر؛ أن دورة الطعام في المعدة تتم من خلال نزول الطعام في الفم ثم يمر على المريء ومن المريء إلى المعدة. وتفرز المعدة حمض الهيدروكلوريك أسيد Hydrochloric acid أو حمض الكلوريدريك، وهو الحمض المسؤول عن هضم الطعام، ثم مروره إلى الأمعاء.

وتُسمى حالة رجوع الطعام إلى الأعلى مرة أخرى بالارتجاع المريئي. ويوجد بين المريء والمعدة صمّام، وهو المسؤول عن الغلق على الطعام داخل المعدة، حتى لا يرجع إلى الأعلى مرة أخرى. وإذا رجع الحمض إلى الأعلى يُعني ذلك حدوث مُشكلة في هذا الصمّام.

وتُعد مشكلة الصمّام سواء كانت الضعف أو الفتك أحد الأسباب الرئيسية لحدوث الارتجاع المريئي.

ومن الأسباب الأخرى لارتجاع المريء ما يلي:

  • السمنة.
  • التدخين.
  • الحمل.
  • بطء عملية إفراز المعدة.
  • المأكولات المقلية.

ولارتجاع المريء عدة أعراض منها:

  • الشعور بالحموضة.
  • الحرقان.
  • الكحة.
  • الالتهاب المتكرر في الجيوب الأنفية.
  • التهاب الأذن الوسطى.

كيفية الوقاية من الارتجاع المريئي

تابع “د. هاشم” دائماً ما ننصح المرضى بالوقاية، فهي خير من العلاج. لذلك على مرضى الارتجاع المريئي الابتعاد عن بعض الأطعمة المُسببة أو المُهيجة للارتجاع المريئي، أو التقليل منها.

فربما تكون مُشكلة الصمّام التي تحدثنا عنه ميكانيكية. أي يكون حول هذا الصمّام فِتاك. وهُناك بعض الأكلات التي تُساعد على ارتخاء هذا الصمّام. ومن ثم يحدث ارتجاع للطعام، ومن هذه المأكولات ما يلي:

  • القهوة.
  • النعناع.
  • الثوم.
  • الطماطم.
  • التوابل.
  • الحليب.

فكل هذه الأطعمة تتسبب في ارتخاء الصمّام. وبالتالي؛ ترجع الأحماض إلى الأعلى. فقبل العلاج الدوائي أو الجراحي يجب على المريض التخفيف من هذه الأطعمة المُسببة للمرض.

وإذا كُنت تنشُد معرفة وشراء مشروبات لعلاج ارتجاع المريء؛ فلا توجد دراسات تؤكد أن بعض الأطعمة تُخفف من الارتجاع المريئي، ولكن ربما يُساعد الخيار في تخفيف الحرقة والحموضة.

أما عن تناول الحليب لعلاج الارتجاع المريئي فقد أكد الطبيب أن نتائجه تكون لحظية فقط. لذلك لا يُنصح به. لأنه يُسبب بعض المشاكل في المعدة على المدى الطويل.

كما ينصح “د. هاشم” أيضاً بعدم النوم مباشرة بعد تناول الطعام، لأنها من أكثر العادات التي تُسبب الحموضة وارتجاع المريء. بل يُفضل أن يكون النوم بعد الأكل بساعتين على الأقل.

وكذلك يجب رفع السرير إلى الأعلى حتى لا تعود الأحماض مرة أخرى. فهذه النصائح العامة الوقائية أهم بكثير من العلاج الدوائي.

ودائماً ما يُنصح للمريض بتغيير أسلوب الحياة. وليس الامتناع عن تناول هذه الأطعمة تماماً. فلا يجوز امتناع المريض عن شرب القهوة مدى الحياة أو مشروب النعناع.

فهذا ليس تصرفاً صحيحاً. فالأصح هو تخفيف أعراض المرض بتقليل كميات هذه المأكولات والمشروبات. أي عدم الإكثار منها.

وكذلك يتصرف الطبيب مع المريض على حسب شدة حالته. فمن يتناول كوب قهوة يومياً ليس كما يتناولها 3 أو 4 مرات في اليوم. فكل مريض يُعالج طبقاً لشدة حالته المرضية. فالمنع التام في الطب ليبس علاجاً لأي مرض.

كما نوه الطبيب أيضاً على أهمية الرياضة في علاج الارتجاع المريئي، وكذلك تمارين التنفس البطني، للتخفيف من شدة الارتجاع.

هل لمضادات الحموضة آثار جانبية على المدى الطويل؟

بعض المرضى يبحثون عن أفضل علاج لارتجاع المريء والتهاب المعدة في الصيدليات؛ ومن ثَمّ يقومون بتناول مضادات الحموضة بمجرد الشعور بأعراض الارتجاع المريئي؛ مُعتقدين أن هذا فقط علاج ارتجاع المريء نهائيا ويعود كل شيء إلى سابقة. لكن هذه المضادات مُفيدة بالفعل في التخلص من الارتجاع. فهي تمنع ما يُعرف باسم مضخة البروتون وهي المسؤولة عن خروج هذا الحمض وارتجاعه.

وبذلك؛ فمضادات الحموضة أحد طرق علاج ارتجاع المريء وليست الطريقة الوحيدة كما يعتقد البعض. فهذه الأدوية لها استخدامات عديدة ومُفيدة أيضاً. وتُستخدم على مدار سنوات عديدة.

ولكن كل أنواع الأدوية لها سلبيات وايجابيات، وهذه الأدوية لها إيجابياتها وفوائدها في التخلص من الحموضة والارتجاع. ولكن لها بعض الآثار الجانبية التي يُمكن التعامل معها.

وبالوقت ذاتِه؛ لا يجب الاجتهاد في محاولة علاج ارتجاع المريء في المنزل دون استشارة الطبيب؛ هذه نقطة حيوية يجب الانتباه إليها حتى لا يُدَر الوقت وتتفاقم الأعراض.

كما أن؛ عمليات ارتجاع المريء اليوم أسهل بكثير عما كانت من قبل. ولكن يجب معرفة متى يحتاج المريض إلى هذه العملية. أي في حالة وجود فتق في الصّمام. أو إذا كان المريض لا يستجيب للعلاج الدوائي. وكذلك؛ حدوث مضاعفات وأعراض جانبية من أدوية الحموضة.

وأخيراً ينصح الاستشاري المرضى بعدم الاستمرار على أدوية الارتجاع لسنوات عديدة دون مراجعة الطبيب. منعاً لحدوث أعراض جانبية لهذه الأدوية. ويُفضل أن يأخذ المريض أقل جرعة ممكنة، لوقايته من الآثار الجانبية المحتملة.

كما يجب العلم أن المريض ليس المختص بتحديد علامات الشفاء من ارتجاع المريء وانتهاء الأمر؛ لكن اترك هذا للطبيب المُختَص؛ فهو الذي سيتولى الأمر بُناءً على ما بين يديه من فحوصات تُحدد المرحلة الحالية للحالة.

معاناة الارتجاع المريئي بعد عمليات تكميم المعدة

دائماً ما يُعاني أصحاب عمليات تكميم المعدة من الارتجاع المريئي. ولذلك يجب معرفة ما إذا كان المريض يُعاني من الفتك في صمّام المعدة بعد التكميم أم لا.

جدير بالذِّكْر أيضًا؛ أن بعض المرضى يستجيبون للأدوية التي تعالج الارتجاع المريئي. لكن أكثرهم يحتاجون إلى المنظار لعلاج الارتجاع بعد التكميم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top