أهمية الصحة النفسية في مرحلة الشيخوخة

الصحة النفسية , مرحلة الشيخوخة , صورة

مع تقدم العمر والدخول في مرحلة الشيخوخة يعاني البعض من صعوبة في التكيف مع التغيرات الرئيسية في الحياة من مرض أو تقاعد أو فقدان الشريك مما يؤثر سلباً على صحته النفسية كما أنه بحسب الدراسات كذلك فإن 20% من المسنين يعانون من اضطراب نفسي أو عصبي يؤدي في النهاية إلى أن يكون كلياً.

ما هي المشاكل النفسية التي يعاني منها كبار السن؟

تقول الدكتورة كارن إيليا “المعالجة والباحثة في علم النفس”، من أكثر الاضطرابات والمشاكل النفسية التي نلحظها عند كبار السن هي مشاكل نفسية واضطرابات عائلية تتمثل في الاكتئاب الشديد في حالات الخرف وتحديداً في أشكاله المعروفة ” الزهايمر ” أو حالات البركنسن التي تتطور إلى الاكتئاب بجانب الحداد الدائم الذي يعيشه هؤلاء كبار السن بالإضافة إلى العيش في حالة دائمة من حالات من طلب الموت والقلق المستمر.

وتابعت ” إيليا “: لا يعتبر التقدم بالسن بالضرورة أن يكون شيخوخة ولكنه عامل طبيعي عند كل الأشخاص لأننا جميعاً نكبر بشكل طبيعي لكن الشيخوخة هي التقدم بالسن ولكن في ظل وجود الاضطرابات والمشاكل الصحية والنفسية وغيرها، وبشكل عام فإن معظم المسنين يعانون من مشاكل اضطراب نفسي ومن المحتمل أن يكون ذلك الاضطراب ناتج فقط عن العمر لأن الخلايا الدماغية تموت عند هؤلاء الكبار بجانب نقص المناعة كما أن هناك بعض من كبار السن الذين لديهم استعدادات ونمط حياة يؤدي إلى هذه الاضطرابات مثل الحداد المتكرر وحالات الاكتئاب والاستعداد السابق للاكتئاب بالإضافة إلى العُزلة التي يصل إليها كبير السن خاصة في المجتمعات العربية على عكس المجتمعات الأجنبية مما يعتبر خطر كبير على الصحة النفسية لكبير السن الذي يرى نهاية دوره في الحياة حين يصل لهذا العمر خاصة بعد عمر التقاعد ومن ثم تظهر عليه علامات الاكتئاب وغيرها من العوامل الأخرى.

ما أهمية وجودنا في بلد يدعم كبير السن؟

من الضروري أن يعيش الفرد في بيئة أو بلد تعزز من كبير السن حتى لا يصاب بأي اضطرابات والتي تنقسم إلى شقين هما الشق الجسدي والآخر الشق النفسي الذي ينعكس بدرجة كبيرة على الحالة النفسية لكبير السن، وفي حالة وضع الجماعة في لكبير السن في وضع صحي يرى فيه أنه لم ينته دوره بعد في هذه الحياة حتى أننا نرى في المجتمعات الأوربية كبير السن الذي يصل إلى 87 سنة ينزل إلى السوق ويشتري بعض الأغراض اللازمة له بعكس المجتمع العربي الذي قد يهمل فيه الشخص الكبير من بيئته التي يعيش بها.

وأردفت ” كارن “: لابد للتحضير لمرحلة الشيخوخة من قبل وهي عبارة عن ثقافة عامة يجب أن يتحلى بها الإنسان بجانب دور المجتمع المحيط مثلما نرى في المجتمع الجديد الذي نعيش فيه الذي يتقبل الاختلاف ولا يشعر بالذنب وترك مساحة للأهل للقيام بأعمال معينة لأن هناك العديد من المسنين يتطور لديهم بعض الأمراض التي تمنعهم من الحركة ويمكن حينها أن ينكسر العظم، ومن هنا يجب أن نحيط بكبير السن طوال الوقت ولكن دون أن نجهل دورهم في قيامهم ببعض الأعمال التي تزيد من نشاطهم ووعيهم بأهميتهم في الحياة مع الأهمية الكبرى في بث روح التفاخر بكبير السن وبالأعمال التي يقوم بها طوال الوقت حتى وإن كانت قليلة وصغيرة نوعاً ما.

وأخيراً، يجب أن تهتم وزارة الشئون الاجتماعية والصحة ووزارة العمل أيضاً بالأمور الخاصة بالمسنين وكبار السن في بلداننا العربية مثلما نرى في الدول الأجنبية الأخرى التي قد تسمح بالعمل لكبار السن حتى بعد التقاعد ومن ثم يشعر المسن باستقلالية تامة لا يشعر فيها بكبر سنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top