السحر: أنواعه وحكمه.. وعقاب الساحر في الدنيا والآخرة

تمت الكتابة بواسطة:

السحر: أنواعه وحكمه.. وعقاب الساحر في الدنيا والآخرة

السحر: هو عمل شيطاني يؤثر في القلوب والأبدان.

أنواع السحر

للسحر أنواعٌ عديدة وليس نوعاً واحداً مثل:

سحر التأثير

وهو سحرٌ شيطاني يتم عن طريق كلام يتكلم به الساحر مع تدخيناتٍ ونفثٍ تعينه الشياطين على تنفيذ مطلوبه فيؤثر في القلوب والأبدان فيمرض أو يقتل الإنسان.

ومن صوره:

  • سحر النفث في العقد.
  • سحر التولة: وهو سحر العطفِ والصرف الذي يفرق بين الرجل وزوجته، أو يصرف رجل لمحبة امرأة ما.

وحتماً هؤلاء في ضلال مبين، فمن يفعل مثل هذه الأعمال هو في كفر وشِركٍ عظيم، ذلك لقول الله ﷻ ﴿وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ﴾.

سحر التخييل

الذي يؤثر على أبصار الناس بطريقة خفية، وبالاستعانة بالشياطين فيُريهم أشياء غير حقيقية، فقط تراه يطير أو يحترق، وقد تراه يحول أشياء لأشياء أخرى، وكذلك مثل سحرة فرعون حيث أروا الناس أن الحبال والعصي صارت ثعابين، فقال الله ﷻ ﴿قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾.

ولكن كل هذا في الحقيقة لا يحدث إنما هو يخدع الأبصار فقط. وهؤلاء في كفر مثل السابقين لأنهم يستعينون بالشياطين في تنفيذ أعمالهم، وخدع أبصار الناس.

سحر الخداع والتمويه

ولكن ماذا لو كان يخدع الساحر الناس بخفة يده دون تسخير الجن؟

ما نتحدث عنه هو سحر الخداع والتمويه: وهذا النوع لا يتم الاستعانة فيه بالجن والشياطين، ولكن يتم استعمال خفة اليد.

إذاً هذا النوع لا يُُعدُ كفرًا ما دام لا يعتمد على تسخير الجن والشياطين، ولكن يعتبر من كبائر الذنوب لِما فيه من تمويه وخداع، وإضرار بالآخرين، وتسميته سحرًا لإيهام الناس أنه سحرٌ حقيقي.

وهنا نتذكر قول رسول الله ﷺ «اجتنبوا السبع الموبقات»، ومن هذه السبعة: الشرك والسحر. وعقوبته هي: التعزير البليغ.

اللهم احفظنا جميعا من كيد السحرة الأشرار.

وهنا تقرأ عن الكِبر: تعريفه، صوره وحكم إظهاره

العلاقة بين الساحر والشيطان

إن الساحر غبي؛ فالشيطان يطلب منه أن يُشرك بالله فيكفر فيحل عليه غضب الله لأنه ارتكب إحدى الموبقات السبع.

فقد قال رسول الله ﷺ «اجتنبوا السبع الموبقات»، يعني المهلكات – قلنا: وما هُن يا رسول الله؟ قال «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات».

كذلك؛ نقرأ هنا حول: مفاتيح الغيب — من آيات من سورة لقمان

عقاب الساحر في الدنيا والآخرة

وعقاب الساحر في الدنيا أن يُقتل بالسيف، وقد ثبت عن ثلاثة من الصحابة وهم: عمر وحفصة، وجُندت؛ أن عقوبة الساحرة هي القتل فعن جُندب الخير الأسدي -رضي الله عنه- أنه جاء إلى ساحرٍ فضربه بالسيف حتى مات.

وعن أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- أن جارية لها سحرتها فأمرت بها فقُتلت.

أما عن عِقابه في الآخرة فله عذاب النار مخلداً فيها إن مات دون توبة.

وتتعرَّف هنا على موضوعات سورة القصص — الرئيسية والفرعية

الخلاصة

لقد تعرفنا السحر وأنواعه وحكمه، فهو عملٌ شيطاني لإلحاق الضرر بالإنسان، أو خداعه وتضليله.

وتعرفنا أنواع السحر، فهناك: سحر التأثير، وسحر التخييل، وسحر التمويه والحركة.

وتعرفنا أيضاً حكم الدين في كل نوع من الثلاث، وعقوبة الساحر في الدنيا والآخرة.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: