ماذا يأكل مريض النقرس وما النصائح المفيدة له

مرض النقرس

الأسئلة الحائرة: ماذا يأكل مريض النقرس وما هي الاكلات الممنوعة عنه، هل يُمكنه تناول كزا، وكزا، أم أن هذه الأطعمة ضارّة عليه! فمرض النقرس هو مرض يصيب المفاصل ويتسبب في آلام مزعجة وأحياناً يتسبب في خسارة أحد المفاصل. وأيضاً يؤثر على الحركة الطبيعية للمفاصل. وأغلب الناس يظنون أن السبب الرئيسي لمرض النقرس هو تناول اللحوم بكميات كبيرة، وهذا بالفعل سبب من أسباب الإصابة به.

ولكن هذا ليس السبب الرئيسي فهناك العديد من الأسباب للإصابة به مثل السمنة والضغوطات النفسية، لذلك من المهم معرفة بقية الأسباب للانتباه لها وحتى يحاول كل شخص الحفاظ على نفسه من هذا المرض.

مرض النقرس

تقول أخصائية التغذية “رند الديسي” إن مرض النقرس يسمى مرض الملوك لأنه عادة يصيب الأشخاص الذين يتناولون نسب عالية جداً من البروتين، ولكن هناك دراسات حديثة أثبتت أنه هناك أسباب أخرى قد تسبب الإصابة بمرض النقرس وهي أسباب مختلفة عن الطرق الغذائية التي يتبعها الشخص.

لذلك من المهم معرفة الأمراض التي تزيد من خطر الإصابة بمرض النقرس وارتفاع نسب حمض اليوريك “اليوريك أسيد”، وأيضاً معرفة الطرق الغذائية العلاجية التي تخفض نسب اليوريك أسيد في الجسم.

ليس بالضرورة أن أي شخص يتناول نسبة عالية من اللحوم سيصاب بالنقرس، ولفهم كيف يتم الإصابة من النقرس يجب معرفة أن بعض أنواع البروتين تحتوي على مادة تسمى “البيورين” وجسم الإنسان له القدرة على فلترة وهضم هذه المادة.

وينتج منها اليوريك أسيد والذي تقوم الكلى بالتخلص منه، ولكن في بعض الحالات وبعض المشاكل الصحية تكون الكلى غير قادرة على التخلص من النسب الصحيحة لليوريك اسيد وهذا يتسبب في تراكم “أوكسالات اليوريك” في الجسم وتتراكم هذه الأوكسالات عادة في المفاصل.

مثل مفاصل اليدين والقدمين وعادة يكون التراكم متساوي على مفاصل الجسم ولكن في البداية يشعر الإنسان بالأوجاع والأعراض في مفاصل اليدين والقدمين وخاصة في مفاصل الأصابع الصغيرة في القدمين لأنها تكون مفاصل ضعيفة وصغيرة الحجم فيتم التراكم فيها أسرع ويؤدي هذا التراكم إلى ظهور الأعراض بطريقة أسرع.

ومع هذا التراكم الدائم إذا لم يتبع الشخص المصاب تغذية علاجية صحيحة يصاب بمرض النقرس وحينها تحدث مشاكل في المفاصل وتحد من حركتها الطبيعية وتسبب في آلام والتهابات مختلفة وتؤدي أحيانا إلى خسارة المفصل.

أسباب الإصابة بالنقرس والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به

الطرق الغذائية الذي يتبعها الشخص تعتبر من أسباب الإصابة بالنقرس، فعند تناول نسب عالية من البروتين تفوق قدرة الكلى على التخلص من النسب الزائدة من اليوريك أسيد يؤدي هذا إلى مشاكل النقرس، وهناك أشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة به وهم:

  • الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى.
  • مرضى السكري.
  • الأشخاص المصابين بالسرطان ويتعالجون بالعلاج الكيماوي.
  • الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية ومن خمول الغدة الدرقية.

هؤلاء الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل ارتفاع اليوريك أسيد في الجسم وكذلك الإصابة بالنقرس، لذلك يجب التركيز على هؤلاء الأشخاص للحد من تطور مشاكل النقرس، ومن ضمن أسباب الإصابة بمرض النقرس:

  • الطرق الغذائية والسمنة: بالفعل إذا تم تناول كمية كبيرة من البروتين هذا يتسبب في ارتفاع نسبة اليوريك أسيد في الجسم، ولكن هذا يعتمد على الحالة الصحية للجسم.

فإذا قام شخص وزنه ١٢٠ كيلو باتباع حمية غذائية بالبروتين، وقام شخص اخر وزنه ٦٠ كيلو باتباع نفس الحمية، فإن الشخص الذي وزنه ١٢٠ سترتفع عنده نسب اليوريك أسيد بشكل أعلى من الشخص الذي وزنه ٦٠.

وأثبتت الدراسات أن ليس فقط الغذاء هو الذي يؤدي إلى ارتفاع نسب اليوريك أسيد في الجسم ولكن السمنة هي سبب رئيسي لأن الخلايا الدهنية في الجسم تقوم بإنتاج نسب من اليوريك أسيد أعلى من الخلايا العضلية وهذا مسبب رئيسي لارتفاع نسب اليوريك أسيد، لذلك فإن السمنة هي عامل أساسي في ارتفاع نسب حمض اليوريك.

  • السكريات: أجريت دراسات على نسب السكريات ونسب الأنسولين وتذبذبات الأنسولين التي تحدث في الجسم وتأثيرها على اليوريك أسيد، ووجدت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون نسب علية من السكريات المصنعة مثل الفركتوز والسكروز والهاي فركتوز كورن، يؤدي هذا إلى امتصاص سريع وارتفاع سريع في نسب الأنسولين في الجسم.

وبالتالي يؤدي إلى إنتاج نسب أكبر من اليوريك أسيد، هذا لأن جسم الإنسان يقوم بإنتاج اليوريك أسيد تلقائيا بعيدا عن الغذاء.

لذلك فإن تناول السكريات بكميات كبيرة وخاصة السكريات التي تؤدي إلى تذبذبات عالية جداً في مستوى الأنسولين والتي تعتبر سكريات ذات مؤشر جلايسيمي مرتفع كل هذا يتسبب في ارتفاع نسب السكر بصورة سريعة وأيضاً ارتفاع نسب اليوريك أسيد.

  • الضغوطات النفسية: كلما عانى الشخص من ضغوط نفسية كلما زاد خطر إصابته بالتهابات في الجسم، لأن عند وجود ضغوطات نفسية ترتفع نسب الكورتيزون في الجسم وهذا يؤدي إلى انخفاض مناعة الجسم والذي يؤدي أيضاً إلى ارتفاع نسب اليوريك أسيد.
  • العامل الوراثي: بعض الأشخاص يحملون جينات ارتفاع نسب اليوريك أسيد، ويصابون بهذا المرض حتى إذا اتبعوا حمية غذائية دقيقة وابتعدوا عن البروتين بشكل كبير ويكون هذا بسبب العامل الوراثي.

علاج مرض النقرس

تابعت “د. الديسي” لا يُنصح بتناول الأدوية إذا كان سبب ارتفاع نسب اليوريك أسيد هو نمط الحياة والسمنة وطريقة الغذاء، لأن لا يفضل أن يتعايش الشخص مع العادات الغذائية الخاطئة مع تناول الدواء.

وينصح بالأدوية للأشخاص الذين لديهم مشاكل وراثية وأوزانهم طبيعية ونسب السكر الذي يتناولونها طبيعية وأيضاً لا يعانون من تذبذبات في نسب الأنسولين فبعد التأكد من أن سبب ارتفاع نسب اليوريك أسيد هو عامل وراثي يفضل تناولهم للأدوية حتى لا تتراكم الأوكسالات في المفاصل وتتسبب في الآلام وفي بعض الأحيان تتسبب في خسارة أحد المفاصل.

أما بالنسبة للأشخاص المصابين بارتفاع نسب اليوريك أسيد بسبب زيادة الوزن فالعلاج هو فقدان الوزن واتباع حمية غذائية علاجية تلائم احتياجات الجسم لفقدان الوزن، ويتم اتباع الطرق الآتية:

  • إذا كان الشخص يعاني من زيادة نسبة الدهون فيجب عليه خفض مستويات الخلايا الدهنية في الجسم لأن هذا سيؤدي إلى تقليل انتاج الجسم نفسه لليوريك اسيد.
  • ضبط التكوين الداخلي للجسم، يجب تعديل مستويات الكتلة العضلية والكتلة الدهنية في الجسم وهذا أهم من النظر إلى كمية الوزن الذي تم فقدها.
  • الامتناع عن السكريات بكل أنواعها خاصة السكريات المصنعة والمضافة التي يكون امتصاصها أسرع من النشويات العادية، فمثلا إذا تناول الشخص كوب من المشروبات الغازية فيمتص جسم الإنسان السكر بنسبة أعلى من إذا تم تناول حبة بطاطا أو صحن أرز، وهذا لأن البطاطا بها ألياف والمشروبات الغازية ليس بها ألياف.

وأيضاً السكر في الأرز بطيء الامتصاص ولكن السكر في المشروبات الغازية سريع الامتصاص، وأيضاً تختلف نوعية السكر، لذلك يجب الحد من تذبذبات الانسولين في الجسم والتركيز على الحفاظ على مستويات الانسولين الصحيحة في الجسم.

  • الانتباه إلى كمية الألياف الذي يتم تناولها، لأن اثبتت العديد من الدراسات أن تناول من ٥ إلى ١٠ جرام من الألياف القابلة للذوبان في الماء “Soluble fiber” يؤدي إلى خفض نسب اليوريك أسيد بنسبة عالية، لذلك من المهم الاطلاع على نسب الألياف في الجسم ومعرفة مستوى استهلاك الجسم للألياف.
  • التقليل من الضغوطات النفسية من خلال ممارسة الرياضة وتحريك المفاصل.
  • تناول الأغذية الطبيعية مثل زيت الزيتون والأغذية التي تحتوي على كمية عالية من الأوميجا ٣ والأوميجا ٦ لأنها تعمل على مضادات الالتهاب ولكن بطرق طبيعية وقد تساعد في تقليل نسب اليوريك أسيد بشكل كبير وبطرق طبيعية وسهلة.

وبمناسبة عيد الأضحى فبالنسبة للأشخاص المصابين بمرض النقرس وارتفاع نسب اليوريك أسيد في الجسم فلا يوجد مشكلة من تناول كمية قليلة من اللحوم أي ما يعادل ٥٠ جرام للنساء و ٩٠ جرام للرجال وهذا يعتبر كافي للوجبة، ولكن ينصح بالابتعاد عن اللحوم العضوية لأن أعلى نسب في ارتفاع اليوريك أسيد يكون بسبب اللحوم العضوية.

أضف تعليق

error: