أعراض وعلاج الإكتئاب عند الأطفال

صورة , طفل , الإكتئاب , الحزن الكآبة

يعتقد كثيرٌ من الناس أن الإكتئاب لا يُصيب الأطفال، والمراهقين، على اعتبار أنهم لم يوجهوا مشكلات الحياة بعد، ألا أن الواقع عكس ذلك، حيث أن بعض الصغار قد يعانون من أعراض الحزن المُفرط إلى حد الإكتئاب، وهذا الأمر يسبب القلق لدى الأهل.

أعراض الإكتئاب عند الأطفال

قال “د. عبد العزيز العساف” استشاري نفسي وأسري. نعم يُصيب الطفل بالإكتئاب، ويكون من ضمن أسباب الإكتئاب، والأمراض عند الأطفال، هم الأهل أنفسهم، والإكتئاب هو عكس السعادة، والفرح، والبعد عن مرحلة السعادة، والمرح، والحقيبة الحقيقة المُفرحة، وأن يعيش الطفل مرحلة كاملة نفسية، جسمية، اجتماعية بالشكل الصحيح.

ونلاحظ على الطفل الإكتئاب، وهناك بعض أعراض الإكتئاب وهي: عدم الخوض في علامات الطفولة مثل: اللعب، والمرح، وعدم النوم، وعدم طلبات الأطفال المتكررة، وعدم الاحتكاك في المجتمع وبين أسرته.

وللاكتئاب قسمين هما: أولا: فقدان أحد الأحبه مثل (الوالدين)، ومثل الأقارب، ومثل موت (كلب، أو قطة)، لأنه صار في زمننا تعلق الطفل بالحيوانات ثم موتهم يجعله يُصاب بالإكتئاب.

ثانيًا: يصاب الطفل بالإكتئاب إذا أتى له حادث معين، أو مرض معين، مثال: حادث لا قدر الله (انكسرت رجل الطفل)، ولا يعرف أن يتحرك، ويمرح مثل عادته، أو لا قدر الله أن يُصاب بشلل، أو نوع من أنواع الإعاقات الظاهرة، هنا يشعر بالإكتئاب، وهُناك اكتئاب خاص بمسمى (اكتئاب مرض السُكَرِي)؛ لأن الطفل في هذا الحين يُحرم من الحلويات، والشُكولاتة الموضوعة في كل سوق يذهب إليه، ويشعر حين ذلك بالإكتئاب الشديد؛ لأنه لا يقدر أن يأكل هذا الشيء الذي يحبه.

هل الهواتف الذكية لها دور في اكتئاب الطفل؟

يقول الدكتور العساف: أن التطور الإعلامي والتقني هو أقوى أحد أسباب الإكتئاب؛ لأن الطفل يتعلق بجهازه المحمول، بقدرِ تعلُقِه بأمه، وأبيه.
حتى بعض المدارس الآن تركت الكتاب المدرسي، ولجأت إلى الجهاز الآلي؛ ليتعلم عليه الطفل، فأصبح الطفل هنا يُشغل الجهاز قلبه، وفكره، ومخه، بهذا الجهاز.

ولكل شيء واجهين: نافع، وضار، فيجب أن نأخذ منه ما ينفعنا فقط. وأن الدراسات الحديثة أثبتَت أن الطفل له ساعة إلى ساعة ونصف فقط في اليوم الواحد للجلوس على الهاتف الذكي، بعد ذلك يجب أن يمارس الألعاب الجسدية، التي تحرك الجهاز المناعي لدى الطفل، مثل: لعبة الكُرة، أو السباحة، أو الجري، أو حتى اللعب مع الوالدين؛ لكي يُلامس، ويشعر بحب الوالدين له، ويتعلق بهم أكثر ما يتعلق بالجهاز الذكي.

وأن الهاتف المحمول يعطي الكثير من المعلومات، ويجب أن تُمتَص فكريا، وذهنيا، وجسميا، حتى لا تؤثر عليه بالسلب، وعندما ترى طفلك فاقد للشهية، ولا يريد أن يأكل، أو قلة أو كثرة في النوم، أو أنه يشعر بألم في البطن، والطبيب يقول للوالدين ليس لديه مشكلة عضوية، إعلم أن كل هذا من٥٠٪ إلى٧٠٪ سببه الهاتف الذكي، وتعلقه به.

ويُتابع الدكتور عبد العزيز: حتى من طرق العقاب الآن للطفل، حرمانه من الهاتف الذكي، أو الكمبيوتر المحمول، أو الإنترنت، إذن العقاب يختلف من زمنٍ إلى آخر. وأسباب الأمراض أيضًا تختلف من فترة إلى أخرى.

وأن الإكتئاب إحساس أو شعور، وليس مادة ممسوسة، أو عصًا قد ندركه، ولكن عندما نتغلغل في أفكار، وقلوب أطفالنا، ونعرف ما سبب فرحهم، أو حزنهم؟ نعرف ها هنا ما سبب الإكتئاب لدى أطفالنا.

كيف يظهر الإكتئاب على أطفالنا، وكيف نلاحظه قبل أن يتطور؟

يُكمل “د. عبد العزيز” أن لكل طفل مرحلة للعب، أو مرحلة النمو، وإذا كان هذا الطفل عكس الأطفال الآخرين، إعلم بأن هناك مؤشرات تُعيق نمو هذا الطفل، أو إذا كان هذا الطفل يبكي، اعلم أن هناك أسباب لدى بكائه، أو أن الطفل مُنطوي، ولا يلعب مع زملائه، يكون هذا بسبب أيضا. وعليكم يا أيها الآباء، والأمهات الحصول على أسباب ذلك.

وإذا كان الطفل يُعاني أكثر من أسبوعين، أو ثلاثة أسابيع، من بعض العادات، والتقاليد التي كان يفعلها سابقا، يجب أن يعلم الوالدين أن هناك سببًا خافيًا عنهم، ربما يكون هذا السبب، إعاقة نفسية، أو فكرية، أو اضطهادٌ في المدرسة، وضربٌ، أو استغلال من أحد زملائه، وكل هذه الأسباب تؤدي إلى الإكتئاب.

علاج الإكتئاب عند الأطفال

ويُكمل “د. العساف” وعلاج الإكتئاب يكون أن أُشَخِص أولًا الأسباب التي تؤدي إلى الإكتئاب، وأن أحلها بالشكل الصحيح.
مثال: اعلم أن هناك مشكلة ما، اعرف ما هي المشكلة، أحل هذه المشكلة! وهناك بعض الحلول ربما تُحل من قِبل الوالدين، ولا داعي للذاهب إلى الإخصائي، أو الاستشاري النفسي.

وبعض الحالات تصل إلى الإدمان، أو إلى مشاكل النوم (كثرته، أو قلته)، وإلى آلام البطن (كثرتها، أو قلتها)، وإلى الإمساك، وإلى عدم الشهية، أو عدم الإقبال على العلم، أو التعليم، هنا يجب أن يذهب هذا الطفل إن طبيب نفسي، يغوص في أفكاره، ويصل إلى الألم الذي يُعانق فكره، وبعد ذلك ربما يُحل، إما بالعلاج السلوكي المعرفي الذي نُنسي الطفل، ونُشغله عن تلك المادة التي يُعاني منها، ونقول للطفل بصوتًا آخر أن أباك، وأمك يحبك حبًا كبيرًا، ويجب أن نعطي للطفل البديل الذي يحزنه، والأهم هنا (الوالدين).

ومن أقوى الحلول أن نَنقل الطفل من مكانٍ ذهني، وليس مكاني، إلى مكانٍ آخر، ننقل فكره، وتركيزه، من مكانٍ زمني إلى مكانٍ آخر، هذا المكان الآخر يُغذي قلبه، وفكره، وينظر إلى أمه، وأباه أنهما هما مصدر السعادة لديه.

وها هنا يبدأ الطفل صفحة جديدة، ويكون هذا التطور، والتشخيص، والعلاج، الفوري، لهذه الأمراض، أو الأعراض التي يعاني منها الطفل.
ويجب على الوالدين أن يعطي الجهاز الذكي للطفل بانتظام، واتزان له، ولا يكون هَمْ الوالدين تقليد الغير، والنظر إلى ما في يد الآخرين.

وعدم المقارنة بين الأطفال، وبعضهم البعض من حيث الذكاء، وغيره؛ لأن ذلك يعود إلى أسباب نَسبيَّة، وفطرية، وتعليمية، وأسباب أخرى لدى شخصية الطفل.

ويجب على الأم، والأب أن يحضن أطفالهم دائما، وأبدا، ويُرِيهُم الحب، والاهتمام الحقيقي، والصحيح الذي يُشبعهم عن التعلق بغيرهم.

ويؤسفني أن أقول كثيرا من الأطفال يتعلقون بالخَدم أكثر من الوالدين، أو السائق، أو بالعمِّ أو الخال، أو بصديق الأب، كل هذا نوع من أنواع الإكتئاب عندما يتعلق الطفل بأي شيء أكثر من والديه.

لأن الطفل لا يشعر بالحنان، أو الراحة، أو الكمال، أو الحب ألا في صدر أمه، وأبيه، إذا فقد هذا الصدر، وانتقِصَ هذا المكان، نعلم بأنه ذهب إلى مكانٍ آخر.

وأن الأب، والأم، والطفل أذكياء، يجب علينا أن نتعامل مع أطفالنا بذكاءٍ علمي، وخطابي، وبذكاء إيصال المعلومة لديه، وألا نتعامل معهم بطرقٍ نحن نحبها، والطفل لا يتقبلها.

ويُتابع “د. عبد العزيز” الطفل ذكي، بنظره، وبصوت، وبحنان أمه، وأباه، وهنا يعرف أين الصح، والحق؟ وأين الخطأ؟ والطفل عندما يحضن أمه يعلم أن كانت أمه حزنه، أم فرحه!، وهكذا الأب يشعر ما به عندما يحضنه. والمؤسف أنا هنا آباء لا تحب أن تحضن أطفالها؛ لأنه لا يحب أن تنكمش ملابسه، أو تتسخ منه، وهنا أيضًا يُسبب اكتئاب للطفل. فعلينا رعاية أبنائنا رعاية كاملة تامة، وأن نشعرهم أنهم أول شيء في حياتنا، ونحن أيضًا أول شيء في حياتهم.

أضف تعليق

error: