أضرار التدخين وتأثيره على القلب

صورة , التدخين , أمراض القلب
التدخين

كيف نُنمي الوعي الصحي بخطر التدخين؟

قال “د. عادل الأتربي” استشاري أمراض القلب بجامعة عين شمس. للأسف ارتبط التدخين في مصر والدول العربية بمفهوم الرجولة فأصبحت رؤيته في أوساط الشباب أمر اعتيادي، بل وتعلق بالأذهان أن التدخين جزء من متع الحياة، وكل هذه من المفاهيم وعادات التنشئة الخاطئة لما للتدخين من آثار وأعراض مرضية يمكن أن تصيب المدخن بالهلع والخوف إذا ما تعرف عليها وزاد وعيه بها.

وبلا شك يندرج تحت زيادة الوعي الصحي بخطر التدخين تفعيل الرقابة الحكومية والمجتمعية على المدخنين، وذلك عن طريق حظر التدخين في كل الأماكن العامة والهيئات الحكومية والمستشفيات ووسائل المواصلات والمطاعم، لأن هذا الحظر يساهم كثيرًا في شعور المدخن بالعجز وأحيانًا بالإهانة لعدم تمكنه من تدخين سيجارته، وهي المشاعر التي ستدفع كل الأسوياء من المدخنين إلى الإقلاع عن هذه العادة المذمومة مجتمعيًا.

أيهما أخطر تدخين السيجارة أم تدخين الشيشة؟

أكد “د. عادل” على أن الإثنان في البلاء سواء، لكن من ناحية كمية النيكوتين فالسيجارة أقل كثيرًا من الشيشة، أما من ناحية أول أكسيد الكربون فالسيجارة أخطر من الشيشة حيث ينتج من حرق ورق السجائر، ومن ثَم يدخل إلى الدم ويتسبب في قلة نسبة الأكسجين فيه أو ما يُعرف طبيًا باسم تسمم الدم. ونشير هنا إلى أن جدية الإقلاع عن التدخين بكل أنواعه تحتم التوقف عنه مرة واحدة بإرادة صلبة دون تردد أو تدرج.

ما هي الأضرار الصحية للتدخين؟

أشار “د. عادل” إلى أن الأمراض الصدرية للتدخين يعلمها القاصي والداني ولا حاجة لتكرارها، أما إذا ما ركزنا عن أمراض القلب تحديدًا يتضح لنا أن التدخين له مشكلتين رئيسيتين هما دخول النيكوتين إلى الدم يُحفز إفراز هرمونات معينة تعمل على زيادة وتسارع ضربات القلب مع زيادة النشاط الداخلي للجسم، ثم يؤدي إلى تقلصات الشرايين فتحدث الإصابة بالأزمات القلبية بشكل مفاجيء بفعل هذه التقلصات رغم سلامة الشرايين المتقلصة.

والمشكلة الثانية هي دخول أول أكسيد الكربون إلى الدم عبر حرق ورق السجائر، وهو يعمل على تقليل نسبة الأكسجين في الدم، بما يجعل المدخن يتساوى مع مريض فقر الدم (الأنيميا) لعدم تمكن الدم من امداد خلايا الجسم بالأكسجين الكافي فتظهر أعراض النهجان وغيرها من الأعراض المرضية الأخرى.

فإذا أضفنا هذه المضاعفات الصحية إلى وجود مشكلة مرضية أساسية بعيدة عن التدخين في القلب فهنا تصبح الخطورة أكبر على حياة المدخن.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن أمراض القلب بشكل عام لها نوعان من عوامل الخطورة، النوع الأول وهو النوع الثابت الذي لا يمكن تفاديه أو تغييره مثل العامل الوراثي أو التقدم في العمر أو شيوع إصابة الرجال بعد سن معين بأمراض القلب. والنوع الثاني هو العوامل المتغيرة التي يمكن تفاديها مثل ضبط مستويات ضغط الدم والسكر أو العلاج من السمنة أو منع التدخين.

ما هو الضرر الصحي على القلب من الإصابة بالضغط؟

إرتفاع ضغط الدم يؤثر على القلب من حيث أنه يتسبب في تضخم وقوة عضلة القلب عن المعدل الطبيعي الأمر الذي يتبعه حتمًا إصابة العضلة بالضعف والإنهيار والهبوط لوجود مقاومة أثناء ضخ الدم لباقي أجزاء الجسم.

هل يعتبر تسارع التنفس (النهجان) عند بذل المجهود مؤشر على إعتلال القلب؟

نبه “د. عادل” على أن النهجان عرض شائع بين الناس، وهو إما أن يكون بسبب:
نقص اللياقة البدنية: كأن يعتاد الفرد على الخمول ثم يبذل مجهود بدني كبير بشكل مفاجيء لم يعتاده فلابد من إصابته بالنهجان، وهو ما يختلف عن النهجان الذي يصيب شخص رياضي معتاد على بذل المجهود البدني فهنا قد يكون النهجان مؤشر خطير لخلل ما في القلب.

الإصابة بإضطرابات القولون: حيث أن مرض القولون يتسبب في زيادة ضربات القلب الأمر الذي يؤدي إلى خلل كامل في القدرة على التنفس، وما أكدته الأبحاث العلمية والمعاينة العملية في العيادات أن 80% من شكوى سرعة ضربات القلب وعدم القدرة على التنفس بسبب مرض القولون.
الإصابة بفقر الدم (الأنيميا).

هل يقلل تدخين أنواع السجائر المنخفضة التركيز (اللايت) من أضرار التدخين؟

إنخفاض التركيز في السجائر على اختلاف أنواعها سيكون في النيكوتين وليس أول أكسيد الكربون الناتج من حرق الورقة الملفوف بداخلها التبغ، وبالتالي مازالت الخطورة الصحية للسجائر قائمة بدخول أول أكسيد الكربون إلى الدم.

كم الفترة الزمنية اللازمة لتخلص الجسم من آثار التدخين وسمومه؟

أردف “د. عادل” في البداية علينا العلم أن حب التدخين سيلازم المُقلع عنه لفترة زمنية ليست بالقليلة وهو السبب في إنتكاس الكثيرون والعودة إلى التدخين بعد سنوات من الإقلاع عنه، ومن الناحية الطبية نستطيع القول بأن أحرج الفترات صحيًا ونفسيًا هي أول خمسة أشهر من ترك التدخين، إلا أن الرئة لن تتخلص تمامًا من آثار التدخين إلا بعد إنقضاء ثلاثة سنوات كاملة.

هل تنخفض الأضرار الصحية بتدخين السيجارة الإلكترونية مقارنةً بالسجائر العادية؟

أكد “د. الأتربي” على تشابه السيجارة الإلكترونية في أضرارها الصحية مع السيجارة العادية تمامًا، بل وأثبتت بعض الأبحاث الإصابة بالسرطان بسبب الزيوت المستخدمة في السجائر الإلكترونية، والفارق الجوهري الوحيد بينها وبين السجائر العادية هو قلة نسبة النيكوتين فقط لا غير. ومن ناحية أخرى يعتبر استمرار المدخن في تدخين السيجارة الإلكترونية حافز للعودة إلى تدخين السجائر العادية والشيشة فهي لا تشجع على الإقلاع عن التدخين كما يُروج لها تجاريًا.

ما هي الإسعافات الأولية الضرورية لمريض الأزمة القلبية؟

لا توجد إسعافات منزلية خاصة بمرض الأزمة القلبية سوى التدخل الفوري من قبل طبيب متخصص، ولكن تعتبر الساعات الثلاثة الأولى بعد الجلطة القلبية هي أهم فترة يمكن خلالها إنقاذ حياة المريض من خلال تنفيذ العلاج الأولي لجلطات القلب، هذه الأهمية حثت مسئولي وزارة الصحة المصرية على تنفيذ مشروع قومي للعلاج الأولي لجلطات القلب بالقسطرة، ويهدف هذا المشروع إلى إنشاء اثنان وخمسون مركزًا على مستوى الجمهورية للعمل على مدار الساعة.

كما يهدف المشروع إلى تنفيذ حملات تثقيفية للجماهير لزيادة الوعي بأعراض الأزمات القلبية وطريقة التعامل معها.

وبشكل عام عند شعور الفرد لأول مرة بألم غريب وشديد في منتصف الصدر مصحوبًا بضيق في التنفس وزيادة في التعرق وألم في الكتف والذراع عليه التوجه فورًا ودون تأخير إلى المستشفى، لأن تأخير التشخيص له مضاعفات صحية أكبر على جسم وحياة المريض، وفي المستشفى سيقوم المختصون بعمل رسم قلب وأخذ عينه من الدم لتحليلها والكشف عن إنزيم معين تزيد نسبته في الدم إذا كان الألم ناتج عن مرض القلب.

ما أبرز النصائح العامة لصحة القلب؟

تجنب التدخين.
الإهتمام بإتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
ضبط معدلات الكوليسترول في الدم عن طريق تناول الغذاء الصحي من ناحية، ومن ناحية أخرى عن طريق زيارة الطبيب وإجراء فحص الكوليسترول بالدم فإذا لم يُثبت التحليل المخبري نسبة الكوليسترول ضمن المعدلات الموصى بها من الجمعيات الطبية العالمية فسيتم إتباع نظام غذائي بإشراف طبي لمدة ثلاثة شهور، وإذا لم تتحسن نسبة الكوليسترول فسيلجأ الطبيب إلى وصف الأدوية لا محالة.

أضف تعليق

error: