أسباب ومضاعفات الولادة القيصرية

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , عملية جراحية , الولادة القيصرية
عملية جراحية

ما أسباب اللجوء إلى العمليات القيصرية؟

قال “د. جورج يارد” اختصاصي الجراحة النسائية والتوليد. تتلخص أسباب إتمام الولادة عبر العملية الجراحية القيصرية في سببين رئيسيين، الأول يتعلق بالأم نفسها والحمل، والسبب الثاني يتعلق بالجنين.

فبالنسبة لما يخص الجنين فيتم اللجوء إلى الولادة القيصرية حين تكون وضعية الجنين غير طبيعية، كأن يتحرك من مكانه الطبيعي إلى أسفل، أو يتغير وضع الجنين بحيث تصبح قاعدته الأقرب من مكان الخروج بدلاً من الرأس، أو أن تظهر على أجهزة التخطيط دلائل تشير بعدم راحة الجنين وانزعاجه.

أما ما يخص الحمل والأم فتستخدم الولادة القيصرية في حالات عدم انفتاح الرحم، ضيق مساحة الحوض عند الأم، كما يُلجأ إليها أيضاً إذا ما كانت الأم تعاني من مشكلات صحية أخرى مثل ضغط الدم أو تسمم الحمل، ففي مثل تلك الحالات لا يمكن الانتظار حتى حلول ميعاد الولادة الطبيعية.

وتجدر الإشارة إلى وجود سبب إضافي تنامى في السنوات الأخيرة، ألا وهو طلب الأم نفسها إتمام الولادة عبر العملية القيصرية.

ما معدلات ارتفاع الولادة القيصرية؟ ما أسباب هذا الارتفاع؟

تابع “د. يارد” بحسب الإحصائيات المنشورة بدورية لانست الطبية ارتفعت معدلات الولادة القيصرية من 16 مليون حالة أي 12% من إجمالي الولادات في العام 2000م إلى 29.7 مليون حالة أي 21% من الإجمالي في العام 2015م.

وتتعدد أسباب ذلك الارتفاع وتتنوع، وعلى رأسها ما هو متعلق بالطب وتقنياته، فقديماً إذا ما تبدل وضع الرأس والقاعدة للجنين بالنسبة لمخرج الرحم كان الأطباء يبذلون الجهد لإتمام الولادة طبيعياً، أما اليوم ومع تنامي العقوبات المفروضة على الأخطاء الطبية صار الأطباء يتجنبون هذا الأسلوب في التعامل مع الولادة، خصوصاً مع أضراره المستقبلية المحتملة للأم أو للطفل.

ألا تترك الولادة القيصرية آثاراً على الأم والجنين لتظهر مستقبلاً؟

بكل تأكيد تعتبر الولادة الطبيعية هي الأمثل والأصح للطبيب وللأم، ولا شك أيضاً في أن الولادة القيصرية قد يتبعها مستقبلاً بعض المخاطر الصحية على الأم أو الطفل، ولكن مع بعض الحالات يوازن الطبيب بين معدلات الخطورة في الولادة الطبيعية – إن وجدت – وبين الآثار المستقبلية للولادة القيصرية، والأفضلية في الاختيار دائماً لطريقة التوليد الأقل في آثارها الجانبية الصحية.

وأردف “د. جورج” كما أنه في الوقت الراهن تفرض بعض الحالات بشكل كامل إتمام الولادة بالعملية القيصرية، ويظهر ذلك جلياً في حالات ولادة التوأم، حيث أصبح الأطباء يتجهون مباشرةً للولادة القيصرية حتى وإن استقامت وضعية الأجنّة، وكذلك الحال في حالات الأجنّة التي تنزل بقاعدتها وليس برأسها إذا ما تم توليدهم طبيعياً.

هل يتعين على الطبيب إقناع الأم الراغبة في الولادة القيصرية دون حاجة لتغيير طلبها؟

مع التطور الحالي في العلاقة بين الطبيب والمريض أصبح قرار المريض هو الأساس، وكل ما يتوجب على الطبيب هو عرض إيجابيات وسلبيات هذا القرار، لكن القرار في النهاية للمريض فقط، حتى إن الأقسام الإدارية بالهيئات الصحية تطلب توقيع المريض على موافقته على الإجراء الطبي لأنه صاحب القرار النهائي.

هل الولادة القيصرية الأولى مبرر لنفس النهج مع الولادات اللاحقة؟

أكد “د. جورج” على أنه إذا ما استمرت أسباب الولادة القيصرية الأولى فلا مفر من تكرار الولادات القيصرية، وأبرز الأمثلة على ذلك ضيق الحوض عند الأم، حيث إن هذا السبب لن يتغير أو يتبدل مع تكرار الحمل، لكن إن كانت الولادة الأولى لأسباب عارضة مؤقتة فلا حاجة لتكرار الولادة القيصرية مع الولادات اللاحقة أياً كان عددها.

ما هي خطورة الولادة القيصرية على الجنين؟

أثبتت جميع الدراسات الطبية أن إتمام الولادة بعملية قيصرية دون الحاجة الصحية لذلك سيتبعه لا محالة بعض المشكلات للأم والطفل، فقد أثبتت تلك الدراسات أن الأطفال المولودين بالقيصرية يحتاجون إلى عناية أكبر من المولودين طبيعياً، لذلك قد يحتاج هؤلاء الأطفال إلى البقاء في الحضانات أو في العناية المركزة لعدد من الأيام بعد الولادة، ويرجع ذلك إلى أن غالبية الأطفال المولودين بالقيصرية قد يحتفظون ببعض من ماء الرحم داخل الرئة بعد الخروج للدنيا، وهو ما ينتج عنه حتماً صعوبة بالتنفس.

ما الفوائد العائدة على الأم التي تطلب الولادة القيصرية؟

أشار “د. جورج” إلى أنه يمكننا القول أن فوائد الولادة القيصرية التي تتخيلها الأم ولذلك تُصر عليها كالآتي:
التخلص من ألم الولادة.

التخلص من العبء الإجتماعي فيما يخص خدمتها ورعايتها بعد الولادة، ففي النهاية تعتبر الولادة القيصرية إجراء طبي بسيط يحتاج لقليل من الرعاية.

الزواج في سن كبير وبالتالي الحمل والولادة في طفل أو اثنين على الأكثر يُرغِّب الأم في الولادة القيصرية على اعتبار أنها عمليتين جراحيتين خلال العمر كله وفقط، وهنا ينبغي التأكيد على أن تكرار الولادة القيصرية لأكثر من ثلاث مرات له خطورته على صحة الأم والأجنّة، لأن التكرار يجعل الخَلاص يدخل إلى الرحم، وهو ما يمثل خطورة على حياة الأم والجنين، حيث يستدعي إخراجه استئصال الرحم ككل، كما قد ينتج عنه حدوث نزيف هائل ومستمر.

واختتم “د. جورج” ومن الضروري التأكيد على أن الحكمة تقتضي عدم اللجوء إلى إجراء جراحي لا حاجة أو ضرورة له، وكل ما تتخيله الأم من مميزات قد ينقلب ولو بعد حين إلى سلبيات ومشكلات.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: