أسباب وعلاج الإرتجاج الدماغي

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , الدماغ , الإرتجاج الدماغي
الإرتجاج الدماغي

كيف يحدث الإرتجاج الدماغي طبيًا؟ وما أسبابه؟

قال “د. نصري معلم” أخصائي جراحة الدماغ والأعصاب. مصطلح الإرتجاج الدماغي مصطلح فضفاض تندرج تحته أعراض صحية كثيرة تحدث للدماغ، وعادة ما يحدث الإرتجاج مع الإرتطام الشديد للرأس.

فالدماغ يتكون من مادة جيلاتينية مرنة داخل قفص عظمي (الجمجمة)، وعليه فأية حركة مفاجئة وشديدة وسريعة للمادة الجيلاتينية داخل الجمجمة تؤدي إلى الإصطدام بالقفص العظمي.

هذا الإصطدام لأنسجة الدماغ يؤدي إلى حدوث الإرتجاج.

أسباب الإرتجاج الدماغي

• السقوط على الأرض كما في حالات الأطفال وكذلك كبار السن عند فقد التوازن.
• الإرتطام الشديد للرأس مع الحوادث المرورية، أو الضرب في المشاجرات العنيفة.
• سقوط جسم صلب وثقيل على الدماغ.

هل توجد أعراض ظاهرية تشير إلى الإصابة بالإرتجاج الدماغي؟

بعد إصابة الجمجمة بإصابة معينة ينتج عنها إرتجاج في الدماغ يحدث تغيب مؤقت لوظائف الخلايا العصبية داخل الدماغ، بمعنى آخر قد يفقد الإنسان الوعي لفترة زمنية ما تتوقف خلالها الخلايا العصبية عن العمل.

ثم بعد الإفاقة وعودة الخلايا العصبية الدماغية لممارسة وظائفها تبدأ مجموعة من الأعراض في الظهور، ومنها:
الصداع.
• الدِوار.
الغثيان.
• القيء.
• تنميل في الأطراف والأصابع.
النعاس.
• الشعور بمذاق مُر في الفم.
• عدم عودة الوعي الكامل للمريض، فهو بين اليقظة والغيبوبة.
• الهذيان والهلوسة.
• تشوش الرؤية.

هل تتعدد درجات الإرتجاج الدماغي من حيث شدتها؟

أردف “د. نصري” قائلًا: تختلف درجات الإرتجاج من حيث شدتها إلى الآتي:
• الدرجة الأولى: وهي التي لا يُصاحبها فقدان الوعي، وكل ما يحدث هو خلل بسيط في وظيفة معينة للدماغ.
• الدرجة الثانية: ويُصاحبها الغثيان والنُعاس والقيء، مع فقدان بسيط للوعي لا يزيد عن 5 دقائق.
• الدرجة الثالثة: وهي درجة الإصابة الشديدة للدماغ، ويُصاحبها فقدان للوعي لأكثر من 5 دقائق، بجانب ظهور كل الأعراض سالفة الذكر بالتزامن.

ما أهم خطوة في علاج الإرتجاج الدماغي؟

في البداية يجب التنويه على ضرورة الإشراف الطبي المستمر في المستشفى لمدة 24 ساعة في حالة الإصابة بأي نوع من أنواع الإرتجاج الدماغي، ويرجع ذلك إلى إمكانية ظهور أعراض ومضاعفات جديدة خلال أول 24 ساعة. كظهور خلل حسي أو حركي باليدين والرجلين، أو خلل في وعي المريض بعد الغيبوبة.

ويُستثنى من هذه المتابعة الإصابة بالإرتجاج العنيف الذي ينتج عنه كسر في الجمجمة أو نزيف بالدماغ حيث تظهر كل أعراض بعد ساعات قليلة من وقوع الإرتجاج.

ومن خلال الأعراض المُلاحظة على المريض خلال فترة الـ 24 ساعة يتم تحديد واختيار طريقة العلاج التي ستُستخدم ما بين العلاج الدوائي فقط، وما بين التدخل الجراحي إذا لزم الأمر.

هل يتسبب الإرتجاج في ظهور آثار صحية على المدى البعيد؟

أشار د. نصري إلى أن العناية الطبية الأولية الجيدة في الساعات الأولى بعد وقوع الإرتجاج تقي المريض من الإصابة بما يُعرف بمتلازمة ما بعد الإرتجاج. حيث يمكن تفادي الإصابة ببعض المضاعفات الصحية التي قد تحدث، مع السيطرة على الأعراض الموجودة بالفعل.

لكن من المضاعفات التي لا يستطيع الأطباء تفادي حدوثها – خصوصًا مع الإرتجاج الشديد والعنيف للدماغ – هي حدوث وَذْمَة الدماغ، وهي تجمع السوائل داخل الدماغ، والتي تؤدي إلى وقوع الضغط على الأنسجة المحيطة بمكان الإرتجاج في الدماغ.

وكذلك تضغط على الأوعية الدموية وبخاصة الأوردة، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الإحتشاء والإنتفاخ، مع حدوث خلل في الوظائف العصبية للخلايا الموجودة في تلك المنطقة.

وبالنسبة لمتلازمة ما بعد الإرتجاج، فهي ملازمة غالبية أعراض الإرتجاج المذكورة سابقًا للمريض بعد التعافي من الإرتجاج نفسه، بحيث تتحول إلى أعراض مزمنة.

وتجدر الإشارة إلى أن تحول أعراض الإرتجاج إلى أمراض مزمنة، تُصاحب المريض باقي عمره، قد ينتج عنه تغيرات نفسية وسلوكية للمريض، فيتحول من الشخصية الهادئة المتأنية إلى العصبية والعدائية. كما هو الحال عند الإصابة بالإرتجاج في مقدمة الجمجمة لأنها المنطقة المسئولة عن الأجزاء المعرفية في حياتنا.

والخلاصة: إن إستمرار أعراض الإرتجاج أو عدمه يتوقف على شدة وسرعة وقوة إصطدام المادة الجيلاتينية بالجمجمة. ويعتبر العلاج التحفظي المستخدم مع حالات الإرتطام الشديد للدماغ هو علاج لتحديد وتخفيف ضرر المضاعفات التي قد تظهر مستقبلًا.

هل يحتاج علاج الإرتجاج الدماغي لمراحل زمنية طويلة؟

العلاج الفوري للإرتجاج الدماغي هو إدخال المريض إلى المستشفى لمراقبته من ناحية الوظائف الحيوية والوظائف العصبية مثل الذاكرة والتركيز والتجاوب مع مُحدثه.

وإذا لم تُحرز الحالة تحسنًا يتم إجراء بعض الفحوصات مثل عمل الصور الطبقية أو صور الرنين المغناطيسي، للوقوف على أبرز المستجدات داخل الدماغ. وبناءًا على طرق الفحص هذه يتم تغيير وتعديل طرق العلاج ومراحله، وقد نضطر للتدخل الجراحي.

متى يتم التدخل الجراحي لعلاج الإرتجاج الدماغي؟

يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي مع الحالات الآتية:
• إذا حدث كسر في الجمجمة يضغط على النسيج الدماغي.
• إذا حدث تهتك في قشرة الدماغ.
• إذا حدث كسر مفتوح يجعل الدماغ مكشوفة للجو الخارجي.

إذا حدث تجمع دموي في الدماغ، فإذا زاد كمية النزيف عن 45 سم3 يجب التدخل الجراحي لإزالته وتخفيف الضغط على النسيج الدماغي.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: