أسباب وعلاج إضطرابات النوم الشائعة

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , الأرق , إضطرابات النوم الشائعة
إضطرابات النوم

مع تغيير نمط الحياة اليومية وإرتفاع مستوى القلق والتوتر أصبحت إضطرابات النوم الشائعة من المشاكل الطبية الأكثر شيوعًا بين مختلف الفئات العمرية.

فمن المعاوم أن للنوم أهمية مفصلية وأساسية على الراحة الجسدية والنفسية للإنسان، وبالتالي فإن إضطراباته يمكن أن تشكل خطرًا كبيرًا عليه.

ما هي إضطرابات النوم الشائعة؟

مصطلح إضطرابات النوم يفتح بابًا واسعًا للحديث عن العديد من الأعراض الصحية، إلا أن أكثرها شيوعًا ما يُعرف بيننا بالأرق (الإنسومنيا) ويأتي في صورة تأخر في الدخول إلى النوم، أو في صورة الإستيقاظ المبكر قبل الحصول على القدر الكافي من النوم، أو في صورته الأسوء وهي الإستيقاظ المتكرر أثناء فترة النوم.

والأرق من إضطرابات النوم الشائعة بين الناس، ويتكرر ظهوره عند كل الفئات العمرية، بعكس ما هو متوقع أنه يُصيب فقط كبار السن، حيث يمكن مُلاحظته عند الأطفال والمراهقين.

أسباب إضطرابات النوم الشائعة

يمكن تقسيم أسباب إضطرابات النوم الشائعة إلى مجموعات، هي:
مجموعة الأسباب الجسدية:
• فرط نشاط الغدة الدرقية، حيث يحدث نوع من التنبيه المتكرر.
• إرتفاع ضغط الدم، ويُسمى إرتفاع التوتر الشرياني.
• الإصابة ببعض الأمراض الدماغية.

الإصابة بالآلام الجسدية بشكل عام، والتي تنجم عن أسباب مرضية مختلفة مثل إلتهاب المفاصل عند كبار السن، أو إضطرابات الدورة الشهرية عند النساء.

إنقطاع النفس أثناء النوم، وهو من الأسباب ذات المضاعفات الصحية الخطيرة، حيث أنه يؤدي إلى مشكلات صحية بالقلب والدماغ.

مجموعة الأسباب النفسية: وهي المجموعة الأكثر شيوعًا بين مرضى إضطرابات النوم الشائعة مثل الإصابة بالتوتر والضغط النفسي والإكتئاب، فكلها من الأمراض التي يُصاحبها دائمًا إضطرابات في النوم.

مجموعة النمط الحياتي: وهي لا تُعد مجموعة مرضية، إلا أنها سبب في حدوث إضطرابات النوم الشائعة، وبخاصة مع نمط الحياة العصري الذي يعيشه أغلب الناس حاليًا.

كيف نفرق بين إضطرابات النوم الشائعة التي قد تحدث مع الفرد خلال مرحلة من مراحل حياته وبين إضطرابات النوم المرضية؟
بشكل عام يعتبر إضطراب النوم من المشكلات الصحية وناتج عن مشكلات صحية أو نفسية سواء استمر ليوم أو يومين أو استمر لفترات طويلة، بمعنى آخر يتوجب على الإنسان تجنب الإصابة بإضطرابات النوم أيًا كان سببه وفترته الزمنية.

فالحياة الطبيعية للإنسان تعتمد على ثلاثة عناصر أساسية هي التغذية الطبيعية والنوم الجيد والنشاط الفيزيائي الجيد، ووجود هذه العناصر يؤدي إلى وجود نوعية حياة أفضل للإنسان. وإضطراب عنصر النوم يؤدي إلى إختلال ورداءة نوعية الحياة، لأنه يؤدي إلى:
نقص التركيز.

زيادة الخوف من الضرر الجسدي لتوقعه.

إستجابة غير متوقعة من الجسم للمؤثرات والعوامل البيئية المحيطة به.

وعلى المدى البعيد تؤدي إضطرابات النوم إلى:
الإصابة بإرتفاع ضغط الدم.

التأثير على حياة الإنسان، فقد لاحظت الدراسات أن متوسط أعمار مصابي إضطرابات النوم أقل من متوسط أعمار الذين ينامون طبيعيًا.

قابلية الجسم للإصابة بالعديد من الأمراض وبخاصة الأمراض المناعية بسبب ضعف المناعة.

إنخفاض شديد في إنتاجية الفرد.

ما هي البرامج العلاجية لإضطرابات النوم؟

قال “د. فؤاد فؤاد” الباحث والطبيب في كلية العلوم الصحية بالجامعة الأمريكية في بيروت. أهم الخطوات العلاجية في إضطرابات النوم الشائعة هي تجنب المشكلات والأسباب المؤدية إليه، ويمكن تلخيص بعض الخطوات الصحية للحصول على نوم هاديء وصحي في النقاط الآتية:
أبرز العادات الحياتية السيئة المنتشرة بين الناس والمسببة للأرق هي عدم إنتظام أوقات النوم والإستيقاظ، فيجب أن تُحدد ساعة معينة للنوم وساعة محددة للإستيقاظ في اليوم.

عدم الإجبار على النوم، بمعنى ضرورة أن يكون الجسد في حاجة فعلية للنوم، مع تجنب العوامل التي تؤدي إلى تأخير النوم.

يجب أن تُخصص حجرة للنوم فقط، ولا يُقضى فيها أوقات أخرى سوى أوقات النوم. كما يجب أن تحتوي الغرفة على تهوية جيدة، وأن تكون مُظلمة بالقدر الكافي، وأن تتميز بالهدوء.

تجنب مشاهدة التلفاز أو إستعمال الأجهزة الذكية قبل الدخول في النوم، لأن الضوء المنبعث من هذه الأجهزة هو أحد أسباب تنبه الدماغ وبالتالي إعاقة التحول من مرحلة النوم السطحي إلى مرحلة النوم العميق وهي المرحلة التي يحتاجها الجسم للحصول على قدر مُشبع من النوم.

متى تُستخدم الأدوية الكيميائية لعلاج إضطرابات النوم؟

قبل التفكير في الأدوية الكيميائية المساعدة على النوم يتم البحث في أسباب إضطرابات النوم، فتتم معالجة الأسباب البيولوجية أولًا للتخلص من إضطرابات النوم.

أما إذا كان الإضطراب ناجم عن أسباب نفسية فواقعيًا يتم تنفيذ برامج علاجية سلوكية للتغلب على إضطرابات النوم.

وفي مرحلة أخيرة حيث لم تنفع العلاجات البيولوجية والسلوكية لإضطرابات النوم يتم التفكير في تلك الأدوية التي تساعد المريض على الحصول على قدر كافي من النوم.

ومن الضروري هنا الإشارة إلى أهمية تجنب العلاجات الدوائية قدر الإمكان لأنها تُحدث تغيرات في مستوى السيراتونين في الدماغ، هذه التغيرات قد تؤدي إلى الإصابة بالإكتئاب.

ولحسن الحظ أن أدوية النوم في مجملها تخضع إلى رقابة حكومية من حيث عمليات البيع والشراء، فلا يُسمح بيعها بدون وصفة طبية.

ما أهمية التغذية والرياضة في الحصول على النوم الصحي؟

النشاط الفيزيائي للجسم يساعد على إفراز هرمون السيراتونين (ويعُرف عادةً باسم هرمون السعادة) عند مستويات متوازنة، بما يؤدي إلى تخفيف التوتر المؤدي إلى الأرق.

ويجب التنبيه على أن ضرورة ترك مساحة زمنية لا تقل عن 3 ساعات بين ممارسة التمارين الرياضية وبين الدخول إلى النوم، لأن ممارسة الرياضة قبل النوم مباشرة تؤدي إلى تحفيز الجسم على النشاط وبالتالي صعوبة الدخول في النوم. وبشكل عام تعتبر ممارسة الرياضة من ضروريات القضاء على التوتر والمشكلات النفسية التي يُصاحبها الأرق.

وبالنسبة للتغذية فمن الضروري أيضًا تحقيق التوازن بينها وبين النوم لتفادي تأثير كلٌ منهما على الآخر، فالذهاب إلى النوم حال الشعور بالجوع يؤدي إلى الأرق نظرًا لإنخفاض مستويات السكر في الدم، وأيضًا لا يمكن تناول وجبات دسمة قبل النوم مباشرة، لأنها تؤدي إلى نشاط جسمي لمحاولة هضم هذه الوجبة الدسمة ومن ثَم تأخير الدخول في النوم.

هل تتشابه الآثار الناتجة عن إضطرابات النوم الشائعة برغم اختلاف أسبابها، أم أن اختلاف الأسباب يؤدي إلى اختلاف الآثار النهائية؟
إضطرابات النوم تؤدي إلى نفس النتائج الصحية بغض النظر عن أسبابها، فإذا لم ينال الدماغ القسط الكافي من النوم (وهو من 7 إلى 8 ساعات متواصلة على الأقل) سيحدث للجسم نفس النتائج الصحية.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: