أسباب ضعف التبويض وتأخر الحمل

صورة , تأخر الحمل , الإنجاب
الحمل

هل يعتبر العمر من العوامل المؤثرة في جودة البويضات؟

نبه دكتور”حسام زكي” استشاري علاج تأخر الحمل والإخصاب المساعد إلى أن تعبير جودة البويضات من التعبيرات السائبة والغير دقيقة طبيًا، وللتدقيق العلمي والتجسيد العملي يمكن إستبداله بتعبير المادة الوراثية الموجودة في البويضة (الكروموزومات)، وهي فعلًا تتأثر كثيرًا بالفئة العمرية للأنثى، ولا يُقصد بالفئة العمرية هنا العمر الرسمي المدون في البطاقة، وإنما يُقصد بها سن الخصوبة.

ولفهم معنى كلمة سن الخصوبة نسرد الآتي:
حين تولد الأنثى تحمل في داخلها أكبر عدد من البويضات حيث يصل إلى 2 مليون بويضة، ومع أول دورة شهرية في مرحلة البلوغ ينخفض العدد إلى 400 ألف بويضة فقط، ثم يستمر عدد البويضات في الإنخفاض مع كل دورة شهرية إلى أن يصل إلى 40 ألف بويضة، وعند هذا الحد يبدأ معدل فقدان البويضات في الإرتفاع فبدلًا من أن تفقد المرأة مثلًا 100 بويضة في اليوم تبدأ في فقدان 1000، وتقدر الفترة الزمنية من العدد 40 ألف بويضة إلى توقف التبويض تمامًا أي توقف الحيض بثلاثة عشرة عامًا.

والمعروف أن العامل الوراثي هو المحدد الرئيسي لتوقف الحيض عند الأنثى، فإذا ما تشابهت الأنثى مع أمها أو جدتها في سن توقف الحيض وفرضًا عند سن الخمسين إذًا يبدأ تسارع فقدان البويضات عند الأنثى في سن 37 عام، أما إذا توقفت الدورة الشهرية عند الأم في سن الـ 45 فهو دليل على أن تسارع فقدان عدد البويضات مع فقدان جودتها سيبدأ عند الأنثى من سن الـ 32 عام، وهذا هو المقصود بسن الخصوبة المؤثر في قدرة الأنثى على الإنجاب.

وتبعًا لكل المنظمات الصحية الباحثة في الخصوبة والإنجاب كلما تقدم العمر كلما زادت فرص الإجهاض بسبب زيادة عدد الكروزومات الغير سليمة في البويضة أو خلل العدد بالأساس وهو ما يُصطلح عليه بين الناس بجودة البويضة. وأية خلية طبيعية في جسم الإنسان تتكون من 46 كروموزوم.

والأصل عند إنشطار البويضة إلى نصفين بالتلقيح أن يتجمع في كل شطر 23 كروموزوم، لكن الحاصل فعليًا أن يتجمع في كل شطر عدد أقل من المفروض فيمكن أن يتجمع 21 أو 22 كروموزوم فقط، وبالتالي فقدان البويضات لجودتها.

وحقيقةً يعتبر العمر العامل المؤثر الأقوى في هذا الخلل العددي أو سلامة البويضة وجودتها، إلا أنه يوجد بعض التصرفات الصحية الأخرى التي تساعد في خفض جودة البويضة مثل التدخين وتكيسات المبايض.

إذا ما قررت الأنثى تأخير الحمل، فما عليها فعله لتنفيذ القرار بشكل طبي سليم؟

قال “د. حسام زكي” استشاري علاج تأخر الحمل والإخصاب المساعد. على أن الأصل في قرار تأخير الحمل هو أن يكون قرارًا محسوبًا ومدروسًا من الناحية الطبية، بمعنى التعرف أولًا على سن إنقطاع الدورة الشهرية عند الأم، ثم إجراء تحليل مخزون البويضات AMH تحت الإشراف الطبي، وطبقًا لمعدلات هذا التحليل يبدأ الطبيب في البحث عن أسباب ضعف التبويض المحتملة مثل تكيس المبايض أو بطانة الرحم المهاجرة… إلخ (تجدر الإشارة إلى أن قياس التبويض يتم بطريقتين للقياس.

الأولى هي وحدة الإنجي والثانية هي وحدة البيكومول وهي سبعة أضعاف الإنجي تقريبًا أي إذا كان معدل التبويض عند الأنثى في عمر الـ 25 هو 3 إنجي فسيكون في حدود الـ 25 بيكومول).

وبناءًا على التحليل وتوقعات الطبيب تُنصح الأنثى الراغبة في تأخير الحمل بتعديل بعض من الأنماط الحياتية مثل عدد ساعات النوم وتوقيته لإرتباطهما بإنخفاض معدلات التبويض، كذلك تعديل النمط الغذائي خصوصًا فيما يتعلق بالمشروبات الغازية ومشروبات الكافيين والوجبات السريعة، أيضًا تُنصح بالإقلاع عن التدخين أو تخفيفه، فكلها من الممارسات المؤثرة بشكل مباشر في إنخفاض معدلات التبويض وجودة البويضة بشكل عام.

ونشير هنا إلى أن تكوين البويضة يحتاج إلى 100 يوم كاملة منذ النشأة الأولى وحتى إكتمال النضج، وليس 12 يوم كما هو شائع بين النساء، وعليه تصبح كل العادات الصحية والغذائية الخاطئة التي تتم ممارستها طوال الـ 100 يوم منذ نشأة البويضة ذات تأثير مباشر على كفاءتها وقدرتها على الإستمرار نحو النضج والإكتمال.

لهذا لا يتم تكرار إجراءات الحقن المجهري مثلًا في الشهر التالي لفشل الإجراء السابق، بل تقوم المرأة بتعديل كل الأنماط الحياتية المذكورة أولًا ولمدة أربعة شهور لتحسين جودة البويضات ثم يُعاد تنفيذ الحقن المجهري مرة أخرى.

هل يصلح تجميد البويضات للآنسات؟

بعض الآنسات يرغبن في تأخير سن الزواج لظروف ما، وحتى لا تفقد مع تأخير الزواج قدرتها على الإنجاب يمكن أن يُنفذ لها إجراء تجميد البويضات بكل سهولة ويسر.

وتجميد البويضات إجراء طبي رخيص التكلفة المادية وسهل التنفيذ ومنتشر في كل دول العالم المتحضرة، وتجميد البويضات متاح في مصر بتقنيات متطورة وعالمية ويتوفر فيها كل شروط التجميد والتخزين الصحية الموصى بها من أشهر مراكز الأبحاث الدولية، ولا يحدث في التخزين تبديل للبويضات بين الناس كما هو شائع، بل على العكس فالمهمة الأولى لمراكز الحقن المجهري هي الحفاظ على الهوية.

لذا تتم عملية تخزين البويضات وفق إجراءات شديدة التعقيد، وكل بويضة تُصنف باسم الأنثى واسم الزوج (إن وجد) وتاريخ الميلاد للأنثى أو كليهما وكود لوني خاص، ولكي يتم تبديل البويضات بين الناس لابد من تطابق كل هذه البيانات بين صاحبة البويضة والمرأة الأخرى لتتبدل بويضاتهن وهو الأمر المستحيل الحدوث.

وأيضًا يخاف البعض من إنقطاع التيار الكهربي في معامل تجميد البويضات، وهو مفهوم ساذج جدًا فالتجميد لا يتم في أجهزة تجميد منزلية، ولكن تُجمد البويضات في سائل النيتروجين وهو عبارة عن ضغط غاز النيتروجين لتحويله إلى سائل داخل أقنية ضخمة (تنكات)، هذا السائل لا تزيد درجة حرارته عن (- 200) تقريبًا، فالأمر برُمته لا علاقة له بالكهرباء من قريب أو بعيد.

والتكلفة المادية الفعلية للتجميد في مصر تختلف بإختلاف عمر الأنثى، فصاحبة الـ 25 عامًا ستتكلف 3000 جنية لتنشيط البويضات و 2000 جنية لشفط البويضات وتجميدها، وتزيد هذه التكلفة بمعدل 3000 جنية إذا زاد عمر الأنثى إلى 30 عام، وتزيد بمعدل 7000 جنية إذا جُمدت البويضات لأنثى في عمر الـ 40 والسبب في إرتفاع التكلفة هو تَعقُد إجراءات تنشيط البويضات عند هذا العمر.

أضف تعليق

error: