كل ما يتعلق بتكيس المبايض وطرق علاجه

المبيض ، تكيس المبايض ، الدورة الشهرية ، آلام الحيض
تكيس المبايض – أرشيفية

“يعتبر تكيس المبايض أحد أكثر الأمراض شيوعًا لدى النساء في مختلف أعمارهن، وإذا كانت أعراض ومضاعفات تكيس المبايض معروفة وظاهرة بشكل جليّ، فمن الأسباب المؤدية إليها تبقى متنوعة”.

ما المقصود بتكيس المبايض؟

قال ” الدكتور/ بيتر فايز نوار – أخصائي أمراض النساء والتوليد وتأخر الحمل” أن تكيس المبايض عبارة عن خلل هرموني يحدث دائمًا في فترة المراهقة أو بالأحرى بعد نزول الدورة الشهرية للبنت، حيث تفشل البويضة في الوصول إلى حالة النضوج الكاملة، حيث تصل إلى حجم يتراوح بين 8 و 9 مل ومن ثَم تتوقف عن النمو، ويحدث تكرار لهذا الفشل والتوقف عن النمو، هذا التكرار يتبعه بالضرورة تراكم البويضات داخل المبيض وهو ما يعرف بين العامة باسم التكيسات، هذه التكيسات تجعل من المبيض مكان مليء بالبويضات الغير ناضجة والغير صالحة لأية وظيفة، وفي نفس الوقت لا توجد مساحة لإنتاج بويضات أخرى، بما يؤثر مباشرة في هرمونات الأنثى وقدرتها على الإخصاب.

وتجدر الإشارة هنا إلى الفرق بين الأكياس على المبيض وتكيسات المبيض، فالأكياس على المبيض هي تكون تجمعات في أكياس قد تكون دموية أو مائية أو جلدية، أما التكييسات فهي بويضات بأحجام صغيرة وهي غير صالحة ومتراكمة بأعداد كبيرة قد تصل إلى 60 بويضة، ويمكن إعتبار التكيسات جزء من الأكياس وليس العكس.

ما أسباب تكيسات المبايض؟

قال ” د. بيتر” أن أسباب تكيسات المبايض تتراوح بين الأسباب الوراثية والأسباب البيئية، فالأسباب الوراثية هي أن تكون سيدات العائلة الواحدة يشتهرن بإصابتهن بتكيسات المبايض الأم والخالة والجدة من الطرفين. أما الأسباب البيئية فهي محكومة بمناطق معينة على الكرة الأرضية مثل مناطق شرق آسيا الصين والفلبين… إلخ، حيث وجد إرتفاع لنسب الإصابة بتكيسات المبايض بين نساء هذه المنطقة بنسبة تتجاوز الـ 25%. وبشكل عام تنتشر تكيسات المبايض بنسبة تتراوح بين 5 إلى 10% من السيدات.

وقد يتسبب في تكيس المبايض بعض المشكلات الهرمونية مثل زيادة إفراز هرمون الذكورة، فالمبيض بالأساس يُفرز هرمون الأنوثة  وجزء بسيط من هرمون الذكورة، لكن إذا زادت إفرازات هرمون الذكورة عن الحدود الطبيعية يزيد تكيس المبايض.

أيضًا قد تتسبب السمنة في تعزيز فرص الإصابة بتكيسات المبايض بدرجة أكبر مقارنةً بالسيدات ذات الوزن المثالي.

هل تتسبب تكيسات المبايض في مضاعفات صحية على المرأة؟

ذكر ” د. فايز” أن أكبر مشاكل تكيسات المبايض الصحية هو التأثير في الحمل، وعادةً ما يُهمل الأهل أعراض تكيس المبايض مثل عدم إنتظام الدورة الشهرية عند البِكر إلى أن تصل إلى عمر الزواج والحمل فيُكتشف عدم قدرتها على الحمل نظرًا للإصابة بتكيس المبايض، ومن ثَم يتأخر الإنجاب.

ومن المضاعفات الأخرى لتكيس المبايض:
• الإصابة بالنزيف.
• قد يتحول المبيض المتكيس إلى أورام سرطانية.
• يتسبب في زيادة شعر الجسم في مناطق غير مألوفة كالوجه والكتفين والصدر نظرًا لزيادة هرمونات الذكورة.
• يتسبب في زيادة وزن الجسم مع عدم القابلية للتخسيس بكل الطرق السلوكية العادية والحميات الغذائية.
• عدم إنتظام الدورة الشهرية وإختلالها.
• ظهور حبوب الشباب بغزارة على الوجه.

وكما هو واضح بعض مضاعفات تكيس المبايض هي في حد ذاتها أعراض له، لذلك إذا لوحظت هذه الأعراض على فتاة في عمر المراهقة لزم إستشارة الطبيب للتدخل المبكر الذي يفيد في تحصيل النتائج من وراء العلاج مقارنةً بالكشف المتأخر عن التكيس.

كيف تتأكد الفتاة والأم من إحتياجها إلى إستشارة طبية في سن مبكر؟

نبه ” الدكتور بيتر” أنه إذا لاحظت الأم أحد الأعراض الآتية أو كلها على ابنتها حريٌ بها إستشارة الطبيب فورًا:
• عدم إنتظام الدورة الشهرية على الفتاة، وخاصةً إذا نزلت أقل من 9 مرات في السنة.
• إصابة الفتاة بالعصبية الزائدة والتوتر.
• ميل الفتاة إلى العزلة تبعًا لفقدان الثقة في النفس.
• زيادة الشعر في جسم الفتاة وفي مناطق غيرمألوفة أنثويًا.
• زيادة الوزن بوتيرة سريعة رغم عدم تناول الفتاة لكميات كبيرة من الطعام، وأيضًا عدم نجاح أيًا من طرق التخسيس والحميات.
• تغيير صوت الفتاة وميله إلى الخشونة.
• صغر حجم الصدر.
• كبر حجم الجهاز التناسلي للفتاة.

والثلاثة أعراض الأخيرة تشير إلى تقدم الحالة الصحية للمبيض بدرجة خطيرة. من هنا تُنصح كل أم بالإرتباط بابنتها كعلاقة صداقة، حتى تستطيع الفتاة سرد كل ما تشعر به داخليًا، وخاصةً أن مثل هذه الموضوعات من الأمور الحرجة في ثقافتنا العربية وقد تخاف الكثير من الفتيات من الكلام عنها، والخجل من جانب البنت وعدم ملاحظة الأم لأية أعراض بالإهمال يؤديان إلى تأخير الكشف عن المرض وبالتالي صعوبة علاجه وظهور مضاعفاته. فمرض تكيس المبايض من الأمراض التراكمية، أي أن الكشف المبكر عنها يسهل علاجها ويجنب تفاقم أعراضه. فالتخلف الثقافي والصحي مع مثل هذه الأمراض يؤدي إلى التأثير في صحة الجسم العامة.

ويجب أن نعرف أنه لا يوجد علاج شافي بنسبة 100% مع مرض التكيسات، إلا أن الكشف المبكر يسيطر على المرض ويقلل من أعراضه وخطورتها، كما يقلل العلاج من هرمون الذكورة بتناول مضاداته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top