أسباب الكدمات عند الأطفال بالتفصيل

تمت الكتابة بواسطة:

أسباب الكدمات عند الأطفال

كدمات ونزيف الأطفال بعد الإصابة هو أمر شائع ولكن الغريب هو حدوث هذه الكدمات والنزيف بدون إصابة أو مع إصابة خفيفة ففي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب واكتشاف هذا المرض عن طريق فحص الدم.

وتحدث الكدمات عادة نتيجة نقص صفائح الدم التي تحدث بسبب الإصابة بالتهابات فيروسية تترك أجسامًا مُضادة في الجسم وتعمل على تحطيم الصفائح الدموية مما يؤدي إلى حدوث النزيف، ومن المُهم جدًا الكشف المبكر عن النزيف حتى لا تصل مُضاعفاته إلى تضخُّم المفاصل والإصابة بالإعاقة.

الفرق بين أنواع الكدمات المختلفة

يقول الدكتور “عبدالرحمن محمد الجسمي” استشاري طب الأطفال وأمراض الدم والأورام أن هذا الموضوع يُثير القلق عند الأهالي ومن المُهم عدم الاستهانة بحدوث نزيف في الجسم أو كدمات، فالكدمات عادة تحدث بسبب السقوط أو الاصطدام بجسم صلب ولكن هناك كدمات تحدث بدون هذه الحوادث أو تحدث بسبب حادث بسيط وتكون الكدمة كبيرة وهو ما يُثير الشك عادة.

أما بالنسبة للكدمات في مُقدِّمة القدمين فهي شائعة بشكل كبير عند الأطفال، ولكن عندما تكون البُقعة زرقاء كبيرة أو في أماكن لا تتعرَّض للإصابة مثل الجسم أو الظهر فهذا قد يدُل على وجود مرض في الجسم، كما أن وجود بُقع حمراء صغيرة مثل قَرصَة البعوض فهذا قد يدل على وجود نزيف.

تحدُث عملية النزيف في الجسم بشكل يومي ولكن بكميَّات بسيطة في الشُعيرات الدموية لا يشعُر بها الإنسان، ولكن نظام الجسم المتوازن يحتوي على بروتينات يفرزها الكبد والتي تعمل على التَوازُن فتُساعد بعضها على التجلُّط والبعض الآخر على السيولة فظهور الكدمات على الجسم يعني حدوث خلل في البروتينات.

كما أن الصفائح الدموية التي تسبح في الدم والتي تحتوي على كرات الدم الحمراء والبيضاء تُعتبر جزء مهم النزيف فهي تعمل على اغلاق الجرح بشكل سريع دون أن يشعر بها الشخص، ولكن عند حدوث نقص في الصفائح الدموية يستمر النزيف ويحدث سيولة في الدم، ومن أعراض إصابة الطفل بالكدمات والنزيف:

  • ظهور الكدمات بدون حوادث.
  • حدوث نزيف عند تفريش الأسنان
  • وجود نزيف في البول والبراز.

يجب على الأم استشارة الطبيب والمُبادرة بالبحث عن أسباب هذه الكدمات، ومن السهل جدًا اكتشاف هذا المرض عن طريق فحص الدم.

أسباب حدوث الكدمات

تحدث الكدمات عادة بسبب نقص الصفائح الذي يحدث عقب الالتهابات الفيروسية مثل الزكام والتهابات البلعوم واللوزتين وتبقى هذه الالتهابات في الجسم عادة من ٣ إلى ٥ أيام وقد تستمر لمُدَّة أطول إذا كان هُناك شَك في وجود التهاب بكتيري، وعندما يُصاب الطفل بالتهاب فيروسي يؤثِّر عليه ويجعله يشعر بالتعب والحرارة الخفيفة ثم تختفي هذه الأعراض.

ولكن لا ينتهي الوضع عند هذا الحَد بل من الممكن أن يترك الفيروس أجسامًا مُضادة في الدم وتبدأ هذه الأجسام في التأثير على بعض عناصر الدم، وتبقى هذه الأجسام المُضادة في الجسم لمُدَّة من ٣ شهور إلى سنة وتكون مُركَّزة فقط على تحطيم الصفائح فيحدث نَقص في الدم عند الصفائح مما يؤدي إلى حدوث النزيف والذي يكون عادة على شكل دم أحمر أو على هيئة كدمات ونزيف تحت الجسم.

ولا يُعتبر النزيف مَرض خطير ولكنه وقتي إلى أن يستعيد الجسم نشاطه ويبدأ في التغلُّب على الأجسام المُضادة، وفي بعض الأحيان نلجأ لإعطاء المريض بعض الأدوية مثل الكورتيزون حتى يرفع نسبة الصفائح في الدم.

ودائمًا طبيب الأطفال يكون لديه احتمالات أخرى فإذا وجد في فحص الدم أن الصفائح الدموية وكرات الدم الحمراء والبيضاء قليلة يقوم بالتفكير في احتمالات أخرى مثل الإصابة بأمراض النُخاع العظمي أو الغُدد الليمفاوية أو تضخُّم الطُحال أو الكبد.

طُرق علاج النزيف والكدمات

لابد من معرفة سبب الكدمات والنزيف حتى يتم علاجها وذلك عن طريق إجراء فحوصات الدم التي تكشف وجود نقص في الصفائح فإذا كانت طبيعية يتم فحص وجود خلل في التخثُّر والسيولة، فهناك حوالي ١٣ عامل تخثُّر في الجسم وأي خلل في هذه العوامل يؤدي إلى إصابة الطفل بتجلُّط أو سيولة، مثل مرض الهيموفيليا وهو نقص عامل من عوامل التخثُّر ويكون الطفل مُعرَّضًا للإصابة بالنزيف والكدمات وفي بعض الحالات تتضخُّم المفاصل بسبب النزيف ومع الوقت يؤثِّر ذلك على عمل المِفصل وقد يؤدي إلى الإصابة بالإعاقة.

كما أضاف الدكتور “عبدالرحمن” أن بعض الأطفال يتم اكتشاف إصابتهم بالنزيف في المراحل الأولى من العمر، فعند قيام الطبيب بعَمل عمليَّة الختان للأولاد أو عملية اللوز واللحمية يَجد الطبيب أن النزيف مُستمر بعد العملية.

كما أنه من المُهم جدًا الاكتشاف المُبكِّر للمرض لأن النزيف المُستمر في الرُكب قد يؤدي إلى الإصابة بالإعاقة، وإذا لاحظت الأُنثى نزول الدم بكميَّات كبيرة أثناء الدورة الشهرية يجب أن تذهب للفحص لأن ذلك قد يدل على وجود خلل في البروتينات.

واقرأ هنا أيضًا

مُضاعفات قد تحدث للطفل إذا تم تجاهل هذه الأعراض

قابليَّة الجسم على النزيف بسبب أي حادث بسيط هو شيء مُخيف وغير مرغوب فيه، فإذا كان الطفل يُعاني من نقص في الصفائح وقام بممارسة رياضة عنيفة يكون عُرضة للإصابة بالنزيف وأشد أنواعه خطورة هو نزيف الدماغ.

لذلك يجب اكتشاف المرض مُبكِّرًا وتشخيصه وعلاجه وتحذير الأهل من بعض المُمارسات الممنوعة عن الطفل المُصاب مثل ركوب الدراجة والقفز من أماكن عالية لأن ذلك يُعرِّضه للإصابة بنزيف في أماكن لا يجب أن يحدث فيها النزيف مثل الدماغ والمفاصل كما تُعرِّضه للإصابة بنزيف داخلي قد يؤدي إلى هبوط حاد في الهيموجلوبين ويحتاج الطفل في هذه الحالة إلى عمليات نقل دم إسعافيه حادة.

كما أشار الدكتور “عبدالرحمن” أنه من الصعب تقييد حركة الأطفال ولكن إذا كان الطفل يُعاني من حالة مرضيَّة يجب أن يكون هناك تدخُّل من الأهل ومراقبة ومُتابعة مُستمِّرة، كما أن الكشف المُبكِّر مُهم جدًا عند وجود كدمات أو نزيف ويجب عدم الاستهانة به، كما يجب استشارة الطبيب قبل أخذ التطعيمات واستخدام الكمَّادات بعد التطعيم حتى نمنع وجود نزيف في منطقة التطعيم.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: