أسباب الكدمات المفاجئة عند الأطفال

تمت الكتابة بواسطة:

ما هي أسباب الكدمات المفاجئة عند الأطفال

تُمثّل الكدمات المفاجئة عند الأطفال قلقًا وذُعرًا للأمهات بشكل لا يُستهان به. فهُناك الكثيرُ من الأطفال يتعرّضون إلى العديد من الصدامات خاصةً في الأعوام الأربعة الأولى من حياتهم، حيث يتحركون بصدد دوافع الفضول وحب الاستطلاع، الأمر الذي يتحول من اصطدام وألم بالجسم إلى علامات زرقاء، وحين يتمُّ اكتشافُها يشعر المحيطون بالفزع الشديد، ولكن وفقًا للعديد من الحالات التي تم عرضها على الأطباء، وُجد أنَّ معظمَ تلك العلامات ما هي إلا ردُّ فعلٍ طبيعيٍّ ولا خطورة منها، وفي الغالب تكون كدمات سطحية، وليست عرَضًا لمرض مزمن.

يمكننا الاطمئنانُ لمعظم الكدمات المصاحبة للاصطدامات، فنجدها تمر بعدة مراحل من اللون الأحمر مرورًا باللون الأرجواني، والأزرق، ثم تتحول للون البني، ثم الأصفر، إلى أن تختفيَ تمامًا، ويستغرقُ ذلك الأمرُ من أسبوعٍ واحدٍ إلى أسبوعين حسب طبيعة جسم الطِّفل.

الكدمات غير الطبيعية

تتميزُ الكدماتُ بعلاماتٍ وإشاراتٍ بعضُها يكون دارجًا لدينا، ولكن في أحيان أخرى نلاحظ أنَّ الكدماتِ غيرُ طبيعة، وتتمثل فيما يلي:

  • شكل الكدمة وسعتها على سطح الجلد، ومكان الإصابة، فَعَلَى سبيل المثال أن نجدَ الطفلَ الرضيعَ مصابًا في أماكن غير متوقعة كأحد أذنيه أو ظهره أو صدره، الأمر الذي يثير الشكوك للوالدين.
  • أن تكونَ الكدمةُ مصاحبةً لنزيف الدم، وأن يكونَ هذا النزيفُ مستمرًّا، أو أن تكون الكدمة نفسها استغرقت وقتًا يتجاوز الأسبوعين.
  • أن تكونَ الكدماتُ غيرَ طبيعيةٍ، بمعنى أن تكونَ مصاحبةً لأورام، أو أن تكونَ كبيرةَ الحجم مقارنةً بحجم الاصطدام.
  • أن تكونَ كدماتٍ بدون سبب سابقٍ أدى إلى ظهورها.
  • ترى الدكتورة “ريبيكا إم ديكسون”، والمختصة في طب الأطفال FAAP، أن الكدمةَ هي عبارة عن انكسارٍ وتمزقٍ في الأوعية الدموية، في الطبقة السفلى من جلد الطفل، مما ينجم عنه تسربٌ دمويٌّ يتجمع على شكل الكدمة التي نراها، وتكون أكثر إيضاحًا لدى الأطفال ذوي البشرة الفاتحة.

إذا شعر الأبوان بأيٍّ من الأعراض السابقة، فيجبُ عليهما زيارةُ الطبيب المختص، حتى يُمكنَ إيقافُ النزيف وتناولُ العلاج والتدابير المناسبة، ولكنَّ التورماتِ السطحية لا داعي للقلق منها.

الإسعافات الأولية للكدمات

هناك عدة طرق بدائية يمكن اللجوء إليها قبيل الذهاب للطبيب إذا استدعى الأمر ذلك، وهي:

  • يُمكنُ أن تقومَ الأمُّ أو المربيةُ بوضعِ مكعبٍ من الثلج، كما يجب أن تقوم برفع مستوى الجزء المصاب، حتى لا يتدفق الدم بشكل كبير، وبالتالي تقليل فرص حدوث كدمات.
  • تناول الأطعمة الطازجة والتي تشتمل على الورقيات مثل الخص، والبروكلي، نظراً لغنائها بفيتامين ك، والمعروف بقدرته على الإسراع من عملية التجلط الدموي، وإنتاج البروثرومبين ومن ثَمَّ تقوية وزيادة كفاءة عمل الأوعية الدموية، ومنع حدوث كدمات.

تحاليل فحص الكدمات

هناك العديد من الفحوصات التي يمكن إجراؤها في هذا الصدد، ومنها:

  1. فحص تعداد الدم الكامل (CBC): وهو من أدق التحاليل لمعرفة سبب الكدمة، حيث يقوم بتحديد أعداد كريات الدم البيضاء والحمراء، لمعرفة سبب الخلل، وكذلك المساعدة في توقف النزيف وتجلط الدم، من خلال تحديد عدد الصفائح الدموية للطفل.
  2. اختباري PT، PTT: وهي اختباراتٌ تُمكنُ المعالجَ من معرفة درجة كفاءة دم الطفل، كما يبين الأسباب العلمية الدقيقة لحدوث النزيف الدموي بالجسم، وما إذا كان يعاني من اضطرابات تخص النزيف مثل الهيموفيليا، فإذا وجد الطبيب أن عوامل التجلط 8، 9، 11 ناقصة بدم الطفل، يدرك أن هذا الطفل يعاني من هذا الاضطراب، وكذلك إذا اكتشف نقصًا في عنصر الفيبروينوجين والمسئول عن تجمد الدم، وتوقف النزيف الدموي.
  3. تحليل تشوية الدم المحيطي: وذلك من شأنه معرفة نوع وكم خلايا الدم في جسم الطفل بشكل أكثر دقة.
  4. تحليل نشاط العامل المساعد للريستوسيتين ومستضد “فون ويلبراند”: وتُستخدَمُ هذه الاختبارات خصيصًا للكشف عن مرض”فون ويلبراند”.
  5. تحليل PFA-100: يعد أحد أهم تحاليل فحص الكدمات حيث أنه يبين مدى كفاءة عمل صفائح الدم.

عن كثب.. أسباب الكدمات المفاجئة عند الأطفال

إنَّ تعرضَ الطفل لنزيف أو تورمات أرجوانية اللون يُمكنُ إرجاعُهُ إلى عدة مسببات، وتختلف مواقع تلك الكدمات، حيث إنَّه في الأطفال الأكبر سنًّا يزداد تركيز الكدمات على منطقة الرأس بسبب السقوط المباشر، أو في منطقة الركبتين، بينما في الأطفال الأكبر سنًّا يكون التركيز الأكبر بمنطقة الذراعين والأرجل نتيجة للنشاط والحركة المستمرة، وتتمثل أسباب الكدمات المفاجئة عند الأطفال فيما يلي:

  • سرطان الدم (اللوكيميا): تتمثل في إصابة بعض الأطفال بسرطانٍ في الدم، حيث يعانون من زيادةٍ كبيرةٍ في عدد كريات الدم البيضاء، وتقلصٍ في عدد كريات الدم الحمراء، وصفائح الدم.
  • الفرط في تناول الأدوية التي من أعراضها الجانبية ظهورُ بعض العلامات بالجسم وعلى رأسهم “الأسبرين”، وبعض المضادات الحيوية، وبعض أدوية النوبات.
  • الإصابة بمرض فون ويليبراند: وهو اضطرابٌ ثُبت أنه وراثيٌّ، ومن علاماته نزيف في الأنف، أو سيولة في دم الحيض، وكذلك عقب الجراحات، ويمكن أن يحدث بسببه بعض الكدمات.
  • التعامل بحدة مع الأطفال، فيرى أطباءُ الأطفال تواجدَ بعض الكدمات، والتورمات على جسم الطفل الذي لم يتجاوز عمره عدة أشهر، وتم تفسير ذلك في ضوء تعرض هذا الطفل لنوع من الأذى الجسدي من أحد أفراد أسرته.
  • السقوط المتكرر، فيترتب عن ذلك حدوث إصابات وكدمات.
  • قلة أعداد الصفائح الدموية، وغالبًا ما يكونُ ذلك مصاحبًا لإجراء تدخل جراحي، بالنسبة لمرضى تضخم الطحال.
  • النقص في عناصر ITP، وهو يُعَدُّ من أبرز أسباب الكدمات المفاجئة عند الأطفال، فهو مرضٌ مناعيٌّ يتصفُ بتكسير الصفائح الدموية، وذلك بفعل الأجسام المضادة.

المراجِع: VerywellhealthRileychildrens


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: