آيات وأحاديث عن العفو والتسامح ومواقف من حياة الرسول ﷺ

تمت الكتابة بواسطة:

أردنا سَرْد آيات وأحاديث عن العفو والتسامح تُبيِّن مدى فضل هذه الأخلاق الحميدة وما كان يتحلى به رسول الله ﷺ وصحابته والتابعين من بعدهم. فستكون رحلتنا الآن مع العفو والتسامح، الحِلم والصفح، التجاوز والتساهل، التغاضِ والسماحة.

حُسْن الخُلُق في الإسلام

سنُذكِّر أنفسنا وإخواننا هنا شيءٍ منه، والنبي الأمين يقول (ما من شيء أثقل عند الله يوم القيامة في الميزان من حسن الخلق)؛ وقال أيضًا (إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم).

وإذا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد قال في حديثه الكريم المبارك (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

وأرسل أبو ذرٍ أخاه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- في بدايات البعثة، قال يا أخي اذهب إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، واسمع منه وأخبرني ما الذي يأمر به. فرجع أخوه إليه قائلا: رأيته يأمر بمكارِم الأخلاق.

آيات وأحاديث , العفو والتسامح , حياة الرسول

وقال -عليه صلوات الله وسلامه- (مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا).

فكُن رسالة ونموذجًا صالحا لحُسن الخلق والعفو والتسامح، لتنال عظيم الأجر والثواب من الله رب العالمين.

آيات عن العفو والتسامح

في القرآن الكريم آيات عن العفو والتسامح كثيرة، ومنها قوله تعالى:

  • خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ﴿الآية ١٩٩ من سورة الأعراف﴾
  • فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ﴿الآية ١٠٩ من سورة البقرة﴾
  • وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم ﴿الآية ٢٣٧ من سورة البقرة﴾
  • والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ﴿الآية ١٣٤ من سورة آل عمران﴾
  • فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ﴿الآية ١٥٩ من سورة آل عمران﴾
  • إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا ﴿الآية ١٤٩ من سورة النساء﴾
  • فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين ﴿الآية ١٣ من سورة المائدة﴾
  • فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون ﴿الآية ٨٩ من سورة الزخرف﴾
  • وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ﴿الآية ١٤ من سورة التغابن﴾

جاورت كُل آية أعلاه رقم الآية واسم السورة لكي يسهل على الباحثين العثور على ما قبلها وما بعدها من آيات إذا أرادوا.

أحاديث عن العفو والتسامح

وإذا أخذنا من السنة النبوية والسيرة بعض أحاديث عن العفو والتسامح وكذلك من سير الصحابة والتابعين فسنجد الكثير، واقرأ معنا:

ففي صحيح ابن حبان، أن السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- سألت رسول الله ﷺ: هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟ قال: (لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمر بما شئت فيهم قال: فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا).

فانظر إلى هذا الموقف العظيم، كيف لهذا النبي الكريم أن يعفو ويصفح رغم كل ما يعانيه!

وهي أيضًا عائشة -رضي الله عنها- قالت: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى، فينتقم لله عز وجل).

فما أدله من حديث على مدى التسامح والعفو الذي كان ينتهجه ﷺ في حياته.

وهنا حديث عن العفو عند المقدرة آخر؛ عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- (أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرق الناس يستظلون بالشجر فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، وعلق بها سيفه ونمنا نومة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، وإذا عنده أعرابي. فقال: إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال: من يمنعك مني؟. فقلت: الله. ثلاثا، ولم يعاقبه وجلس).

هل تخيَّلت هذا الموقف؟ كان وكاد أن يقتله ومع ذلك لم يعاقبه!

وهناك الكثير من القصص والمواقف في حياته ﷺ وحياة صحابته الكِرام، بل وأيضًا قصص أُخرى للأنبياء والرُّسل في كِتاب الله -تعالى- ما يحكي ويعكس الكثير من خُلق العفو والصفح والتسامح.

قارِن بين هذه الأفعال والأقوال من نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وما يفعله الناس في زماننا هذا؛ يكاد أن يتقاتل الناس لمجرد أمور بسيطة ومواقف عادية.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: