آمال جديدة لمكافحة السرطان

أدوية،عقاقير،صورة
أدوية

“بن اسميث ” إحدى المريضات المتطوعات التي خضعت و لاتزال لتجربة طبية طورها باحثون بريطانيون تعتمد على تقوية جهازها المناعي لمحاربة سرطان الجلد الذي تعاني منه.
المسح الأخير لاسميث أظهر بأن حالتها مستقرة منذ سبتمبر الماضي و تقلص حجم الورم في نسيج العضلات من تسعة مليمترات إلى أربعة مليمترات فالورم موجود و لكنه انكمش و هذا شيء جيد.

هذه التجربة أعطت الأمل لمرضى كثيرين و لأطبائهم أيضا لأن العلاج المناعي يحارب الخلايا الخبيثة و يحافظ على السليمة و هي مسألة ضرورية جدا فالعلاج التقليدي للأورام يؤثر على الخلايا السليمة و يدمرها تماما كما يفعل مع الخلايا السرطانية أما العلاج المناعي للسرطان يدعم و يستخدم دفاعات الجسم الخاصة لمواجهة أي تحول غير طبيعي و شاذ و يكشف القناع عن الخلايا السرطانية و حتى لو كانت تبدو طبيعية.

إذا فهمنا كيفية إعطاء هذا العلاج للمرضى في الوقت المناسب و للأشخاص المناسبين و ذلك سيرفع من نسب الشفاء التدريجي لهؤلاء المرضى المتعايشين مع المرض.

و مع أن تجربة تطوير العلاج المناعي حديثة جدا و مرتفعة التكاليف إلا أنها تمهد لمرحلة جديدة تختلف عن السابقة في التصدي لهذا المرض الخطير الذي يزهق ملايين الأرواح كل عام.

أولاً: ما معنى العلاج المناعي؟

العلاج المناعي هو استخدام الأجسام المضادة المولدة بطريقة معينة بحيث يمكن استخدامها و حقنها بالجسم لتحفيز الجهاز المناعي بالجسم و من المعروف أن الأجسام المضادة تتكون من عمليات التطعيم و تكون عمليات التطعيم طبقا لجداول التطعيم المعروفة عالميا ضد أمراض معينة و تجعل الجسم قادرا على تكوين أجسام مضادة ضد الميكروبات لو هاجمت الجسم في أي مرحلة من مراحل العمر.
نفس المبدأ تم استخدامه في علاج الأورام فالخلايا السرطانية عادة تكون بالجسم و لكن لا تظهر إلا إذا قلت مناعة الجسم و ضعف المناعة لأسباب كثيرة جدا و لكن الأهم هو أن معظم الأدوية المستخدمة لتحفيز المناعة لها شقين:
١. رفع مناعة الجسم العادية لمواجهة المرض.
٢. أن هذه الأجسام المضادة المستخدمة كعلاج تهاجم الخلايا السرطانية النشطة بكل أنواع الأورام و لا تهاجم خلايا الجسم العادية مثل:
– استخدام فيروس الحصبة لتحفيز الجسم لتكوين أجسام مضادة ضد أورام معينة.
– بعض الأدوية التي تم تطويرها لعلاج بعض الأمراض المستعصية مثل الروماتويد يعتمد على نفس مجموعة الأدوية المستخدمة لعلاج الأورام.
المبدأ واحد لكن التطبيقات أو الاستخدامات ستختلف من ورم لآخر طبقا لدراسة نوع بيولوجيا الخلية المكونة لهذا الورم.

ثانياً: ما الفرق بين العلاج الفيروسي للسرطان و العلاج المناعي؟

العلاج المناعي يعتمد على إعطاء الأجسام المضادة الجاهزة للتفاعل مع خلايا الأورام و تحفيز الجهاز المناعي و تنشيطه للقضاء على بقية الأورام.
لكن استخدام الفيروس مثل تطعيم الجسم ضد أي مرض موجود و يتم إعطاءه بطريقة معينة و جرعات معينة بحيث يتم تحفيز الجسم على إطلاق الأجسام المضادة بدلا من إعطائه له من الخارج مثل:
• تطعيم شخص ضد الكزاز (التيتانوس) فيتم إعطاءه الأجسام المضادة و لكن لا يأخذ الفيروس أو الميكروب نفسه.
• تطعيم شخص ضد الانفلونزا أو الحصبة أو الغدد النكافية فيتم إعطاءه الفيروس بطريقة مضاعفة لإثارة الجهاز المناعي.
و يتم استخدام الطريقتين للقضاء على الأورام بالإضافة للعلاج الفيروسي.

ثالثاً: ما الذي يجعل هذه الدراسة تفتح بابا جديدا في علاج السرطان؟

ليس الاستخدام فقط لتحفيز الجسم لإطلاق الأجسام المضادة بل العلاج نفسه أيضا يهاجم الخلايا السرطانية و بالأخص الخلايا السرطانية التي عليها نوع معين من المستقبلات و بالتالي العلاج اختياري أكثر و بالتالي لديه القدرة على السيطرة على الخلايا السرطانية دون غيرها من الخلايا السليمة و هذا العقار يمكن استخدامه لفترة طويلة و يمكن تكراره لفترات طويلة.

رابعاً: هل للعلاج الجديد آثار جانبية على جسم الإنسان؟

• العلاج الكيماوي معروف آثاره و أنه يؤثر على الخلايا السرطانية و كذلك الخلايا السليمة و بالتالي يؤثر على الخلايا التي تتكاثر بسرعة مثل: تساقط الشعر لدى من يأخذون العلاج الكيماوي لأن الشعر يتم إنتاجه باستمرار.

• بالنسبة للأدوية الجديدة أقصى ما يمكن أن تسببه هو الحساسية مثل:
١. الأشخاص الذين لديهم فيروسات التهابية كبدية مثل فيروس c و يأخذون الانترفيرون و هو مشابه لأدوية الأورام و يسبب أيضا نوعا من الحساسية.
٢. الأشخاص الذين يستخدمون الأمصال المضادة للميكروبات و يحدث لهم حساسية و يمكن حدوث ارتفاع للحرارة لفترة قصيرة من يوم إلى يومين و لكن معظمها أعراض محدودة و مؤقتة.

خامساً: “تناول العقار للشخص المناسب في التوقيت المناسب” هل هناك بعض الأفراد لا يصلح لهم تناول هذا العقار؟

• لم يتم استخدام هذه الأدوية على نطاق واسع و هي الآن في المرحلة ” ب ” التي تعتمد على استخدام الأدوية للمتطوعين الذين لديهم هذا المرض و يتم جمع الإحصائيات و النتائج لوضع الوصف العام الذي يوضح ” متى يتم استخدام هذا العلاج في هذا المرض أو في مرض آخر ؟ ”
• أول دواء تم إطلاقه هو ” Epi-immomap ” و تم إطلاق علاج آخر بعده لتغطية مساحة أكبر من المرضى و هو ” Nevoluomap ”
• لا يوجد لهذا العلاج عمر معين حيث يتم استخدامه مع البالغين و أيضا تم استخدامه مع الأطفال في أشهر الأمراض مثل: أمراض الدم ” اللوكيميا و ورم الغدد الليمفاوية ” و قد أعطت نتائج مبشرة و يمكن أن تدخل في علاج هذه الأورام و بالتالي يغطي مساحة أكبر من المرضى لعلاجهم.
• المشكلة الوحيدة هي أن السن المتقدم فوق سن السبعين يتم فيه عملية اختيارية بمعنى انتقاء معين و اختيارات معينة لأن مناعة الجسم تكون ضعيفة و أيضا وجود أمراض تقلل من المناعة مثل مرض السكري و بالتالي يجب ضبط الجرعات فمثلا ” هل زيادة الجرعات سيظهر أعراض جانبية أكثر ؟ ” و هذا هو مجال البحث.
• حاليا تم الحصول على نتائج مبشرة مع صغار السن و كذلك سوف يتم الحصول على نتائج مبشرة مع كبار السن.
• في وجود هذه الأنواع و هذه الاختيارات من الأدوية في علاج الأورام سيحدث ثورة كبيرة جدا و تغير في أسلوب الحياة للناس بصفة عامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top