من يعطيني فلوسي؟

بكثير من الأسى والحسرة أنهيت قبل قليل قراءة خبر وارد من جمهورية الصين الكبرى مفاده أن الناس هناك أصبح بإمكانهم سحب سبائك الذهب بكل يسر وسهولة عبر أجهزة الصراف الآلي، وكالعادة فإن مثل هذه الأخبار لن تسقط عليها إلا عينا من كان يعاني للتو من مشكلة معها، وبالتأكيد كنت واحدا منهم، حيث إنني أقرأ الخبر وأنا العائد للتو من رحلة مكوكية عبر كل الصرافات التي جادت بها ذاكرتي للحصول على شيء من «فلوسي» إلا أن «السحب في هذا الوقت غير ممكن» كانت لي بالمرصاد في كل الشاشات التي قصدت، بالإضافة للجملة الأخرى التي تمثل رصاصة الرحمة «هل تريد خدمة أخرى؟» ولست أعلم أي خدمة أخرى قد يجود بها صراف آلي مفلس!

بعض صرافاتنا البنكية وبغض النظر عن كونها تعاني جفافا دائما من المال إلا أنك ستكون بحاجة لدورة في أشهر معاهد تعليم القيادة حتى تتمكن من الوقوف بجانبها، حيث تحرص البنوك لدينا على حشرها في أضيق مكان حتى ترتفع احتمالية أن تخرج من هناك دون «فلوس» وبخدش أكيد في جانب سيارتك، وحتى تصبح زيارتك تلك هي الأخيرة لتلك البؤرة!

بعض صرافاتنا وبغض النظر عن كونها مفلسة، إلا أنك ستغادرها وأنت تنوي الذهاب للبنك الذي تتبع له لمقابلة مديره الإقليمي حتى تشرح له معنى كلمة «صيانة»، وحتى تخبره أن شاشات صرافاتهم تعاني من «العمش»، وأن لسان حالها هو «لقد هرمنا، هرمنا، من أجل أن تستبدلونا بأخرى جديدة»! من أجل أن تتوسل إليه أن يأمر بأخرى حديثة قادرة على مواجهة الطلب الكبير من أوامر الصرف!

صرافاتنا وبغض النظر عن كونها فقيرة في أغلب الأوقات، إلا أنها تعاني أيضا من حالات نفسية تجعلها تلتهم بطاقتك البنكية ليلة الخميس غالبا، حتى تصبح مأساتك مركبة، وحتى تصبح مضطرا للاستدانة حتى صباح السبت، حين تذهب إلى البنك وتدفع 75 ريالا قيمة بطاقتك الجديدة!

بقلم: ماجد بن رائف

وهنا نقرأ سويًا: رسالة إلى البنوك السعودية وشركات القطاع الخاص: أما حان الوقت؟

أضف تعليق

error: