مقال عن زراعة الأشجار

زراعة الأشجار

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الأشجار لخدمة الإنسان ولكي تساعده على الحياة. فالأشجار من أهم العناصر التي تتشكل منها الطبيعة التي يعيش فيها الإنسان، والتي تُعد منقذًا للبيئة من أخطار كثيرة تكاد أن تنهيها لولا أن هناك مخلوقات غير الإنسان تعمل على إعادة تهيئة الطبيعة والبيئة له إلا أنه يرفض. يستمر الإنسان في إيذاء الطبيعة بملوثات للبيئة المحيطة به ولا يأبه لما لهذا من نتائج تضره هو أولًا. تزداد الحضارات في التقدم في العمر، وتزداد تجاوزات أهلها في حق الطبيعة بما يقترفونه من إيذاء وتلويث للبيئة غير مدركين لما بهذا الأمر من أخطار ستودي به أولًا. يزداد تقدم التكنولوجيا وحاجات الإنسان إلى الصناعة والرفاهية فتزداد مصادر التلوث المتعددة والتي أصبحت تصيب الطبيعة من حولنا بالاختناق. وإن شعر الإنسان بهذا فقد فات الأوان لمراجعة نفسه ومعاجلة ما أفسد وإنما يستمر في إيذائه للطبيعة دون تفكير.

دور الأشجار في الحفاظ على حياة الإنسان

ولكن الله قد خلق لنا مجددًا لصفاء الطبيعة ونقائها، ومجددًا للهواء النقي الذي تفتقده رئاتنا، مصنع يقوم عاملوه بتنقية الهواء حول الإنسان خلقه الله طبيعي لا يحتاج إلى تكنولوجيا أو آلات، وهو الأشجار. فالأشجار تعتبر بحق المصنع المعتمد من الطبيعة في مجال تنقية الهواء وتلطيف المناخ من حولنا. تعمل الأشجار على إنتاج الأكسجين وهو عنصر الحياة بالنسبة للإنسان. فلا حياة للإنسان دون أكسجين وإلا لا يُكتب له الاستمرار في الحياة. تقوم الأشجار بالإنتاج المجاني للعنصر الذي يعتمد عليه الإنسان في حياته كي يواصل إقامة حضاراته والعمل على نهضتها وكذلك العمل على خنق الطبيعة من حوله. كما أن الأشجار لا تنتج الأكسجين فحسب وإنما تأخد ثاني أكسيد الكربوم وهو العنصر القاتل الذي يدمر حياة الإنسان دون أن يشعر، تقوم الأشجار بامتصاصه وتنتج الأكسجين كي يتنفس الإنسان. أي تعمل عملية موازنة بين عنصرين أحدهما ينتج عن الإنسان ولا يحتاجه وهو ضار والآخر يحتاج إليه الإنسان.

ولا يقف دور الأشجار عند الحفاظ على حياة الإنسان وتهيئة المناخ من حوله لعيش. وليس الأكسجين وحده يكفي للحياة، فهناك العديد من الأمور. فالهدوء والسكينة والطمأنينة من أهم مقومات الحياة أيضًا، فلا حياة بدون سكون ولا استجمام، فيحتاج الإنسان إلى سكون الطبيعة وسحرها والراحة التي تنتج عن الحياة في وسط طبيعة خلابة تتلون الأخضر، وهو ما تقوم به الأشجار. فالأشجار تعمل على تزيين الحياة، ولونها الأخضر يبعث الأمل والطمأنينة والبهجة، وينثر في النفس شعورًا طيبًا وتفاؤلًا وهو مهم للجانب النفسي للإنسان والذي يعد من أهم محركات الحياة لدينا. إذن الأشجار لها أهميات أخرى نفسية بجانب المادية في غنتاج الأكسجين وتوفير سبل الحياة.

ولعل الأشجار تدخل بشكل كبير في إطعام الإنسان ومداواته، إذ إن الأشجار المثمرة تعمل على إطعامه بمختلف الثمار المتنوعة التي خلقها الله تعالى. تتنوع ثمارها بين الخضروات والفاكهة والتي تقوم بإمداد الإنسان بالعناصر الغذائية اللازمة لاستمرار جسده بالقيام بعملياته الحيوية. وكذلك هناك الكثير من الأدوية التي يتم استخراجها من أوراق الأشجار ولحائها وجذورها يستخدمها الإنسان علاجًا ضد كثير من أمراضه ويتداوى بها.

فوائد الأشجار

وتستمر فوائد الأشجار ولا تقف عند هذا الحد فتحمي الإنسان من حرّ الصيف وقسوة شمسه، وتعمل على حمايته من أشعتها فيستظل بها لتقيه بأس هذا الحر. وكما أنها تقيه الحر فهي تقيه البرد أيضًا، فكما تنتج الأشجار الأكسجين وتعمل على تلطيف الجو ويستظل بها الإنسان، فهي تعمل كذلك على صد الرياح القوية في الشتاء بما لا يضر الإنسان، حتى أنه عند الرياح القوية يمكن للفرد أن يلجأ إلى شجرة أفضل من الاحتماء بعناصر من صنع الإنسان. وغير ذلك الكثير من الفوائد التي لا تُعد للأشجار.

ولما للأشجار من هذه الأهمية الكبيرة فعلى الجميع أن يعملوا على زراعتها والاهتمام المستمر والعناية بها. فيجب علينا أن نتوسع في زراعة الأشجار وأن نقوم باختيار الأشجار ذات الجودة العالية والتي تستمر في الحياة رغم أية ظروف. وأن نعمل على تخير الظروف المناسبة لزراعتها كأن نتخير مثلًا المكان المناسب للزراعة وعدم غرس نبات حي في مكان لا يتناسب مع طبيعته ولا يساعد على نموه مما نقوم بقتله وليس العمل على نموه. وكذلك علينا تخير الموعد المناسب والمناخ الملائم لزراعة كل نوع من أنواع الشجر، وتخير التربة المناسبة التي تساعد على تصريف المياة للعمل على نمو الجذور وغيرها من الفنيات التي يجب علينا اتباعها والسؤال عنها.

وبناءًا على هذه الفوائد الجمة للأشجار ووجودها كنعمة أنعم الله تعالى بها علينا، فعلينا بجانب زراعة الأشجار أن نحافظ عليها وألا نقوم بقتلها أو إتلافها. بل نهتم بزراعتها والتوسع فيها والمحافظة على ما هو موجود منها وأن نساعدها على النمو بشكل أفضل وسقيها وأن تظهر بشكل ساحر لتؤدي وظيفتها كما خلقها الله سبحانه وتعالى. ولكي تعود علينا بكل الصحة والخير كما ننتظر منها دائمًا. وأن نشكر الله على نعمة وجود الأشجار في حياتنا وشكر النعمة يكون بالحفاظ عليها.

أضف تعليق

error: